همسات القمر 114

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*أداري والنفس وأشغلها كطفل صغير يُلهى عن بعض مواجعه..

أصدّق، أو أتظاهر بالتصديق..

أجمع ألمي في صندوق أضعه تحت سرير الأمل .. 

أخرجه كل يوم، أفتحه بيد ترتجف وقلب يتمنى .. 

وبنصف عين أرمقه..

وحين أرى الوجع لا زال مستقرا ثابتا مكانه، بسرعة أغلقه، وأرجعه أسفل السرير ..

أعيد الكرّة لا أملّ

وفي القلب انتظار لكل جميل ..

*تؤلمني بعض حروف تحتبس في خافقي

أحاول أن أعزفها لحونا تتطاير في سموات الحلم

أحاول نظمها شعرا يرفرف بشموخ علم على سارية الأمل

أحاول أن أذروها على حالها لتتفرق في أصقاع الأرض برسالة حب ووفاق

أحاول إزهاقها ودفنها في الأعماق 

أحاول وأحاول وتبقى محاولاتي كعازف ناي مشروخ، لا اللحن لحنا، ولا مشاعره تطيق سجنا!

*ربّيت قلبي على الحب ..فاستقام أنسا وهناء على رقيق درب

*حين أغفو ..أودع وسادتي بذور آمالي

وحين أصحو.. أبحث عن زهورها، أرتوي نداها، أهيم في نقاها .. ألقي تحية صباح على يوم أحلم أن يكون أجمل وأفضل

*أخشى االاقتراب من بني البشر

أحرص على مسافة أمان بيني وبينهم تحميني سهام الكدر..

وكطفلة تجد أمانها في حضن أمها ..ألتصق بعالمي الذي أحب ..

ما بين طير وزهر

ما بين شمس وبحر وقمر ..

ما بين نسمة حب تقبّل روحي وتذرو غبار الأنين..وترنيمة هامسة تبعث في خافقي دفء الحنين..

الطير لا يؤذيني.. والبحر بلمسته الحانية يحتويني .. والبدر بضياه، يمنح بسمتي إشراقتها ومن عالمه العذب يدنيني ..

حتى الزهرة إن وخزتني شوكتها وآلمتني .. للألم منها معنى مختلف.. لا يسقط دمعة..ولا يطفئ لسكينتي وسلامي شمعة..

أهيم في عالمي الذي معه فقط..أشعر بالسلم والأمان!

*البعض يشتغل بالتنظير وينسى دوره في الإصلاح

يظن أنه لمجرد كلمات قالها أخلى مسؤوليته وحق له أن يتكئ على جدار الراحة ويقرّ عينا بما أهدر من كلمات يعلمها الجميع ويدركونها حقيقة وواقعا..

شبعنا كلاما..بل وأتخمنا

فمتى تتطابق أقوالنا وأفعالنا؟

متى؟!

*حين أقف بين طريقين وأختار أطولهما.. أتذكر قصة ليلى والذئب..

رغم أنني أختار الطريق الأطول بإرادتي رغبة مني في المزيد من المشي، عكس ليلى التي اختار لها الذئب طريقا طويلة خداعا ومكرا.

لا أدري لماذا استوقفني هذا الأمر الآن، رغم أنها كثيرا ما تخطر على بالي..

ألأننا بتنا نفتقر الأمان وأصبحنا نخشى كل طريق وكل طارق ..

ألأننا نقف على حذر خشية وجوه لم نعد نعرف أهي أصلية حقيقية، أم أقنعة تمثّل علينا أدوار الضياع والسراب؟!

شعرت كم أننا نعيش في عالم من الفوضى والبعثرة والخذلان

شعرت كم نفتقر شفافية وصدقا تملآن قلوبنا الحب والعدل والأمان..

الدنيا لا يفنى منها الخير..صحيح

ولكن.. نحتاج بحق أن ندرك موطئ قدمنا جيدا أن يكون.. وإلى أين يسير.

وسوم: العدد 696