قراءة في كتاب الاسلام مدني ام بربري

قراءة في كتاب الاسلام مدني ام بربري

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏27‏/01‏/13/ ما أن تخبو نار أصوات المعادين للاسلام في المانيا وأوروبا  بعض الشيء الا ويأتي مَنْ يؤجج  نارها من جديد فعداء اوروبا المسيحية للاسلام متأصل بين نفوس اولئك الذين يجهلونه ولا يريدون دراسته دراسة جدية والاحتكاك بمعتنقيه مباشرة وأكثر الذين يكتبون عنه لم يقوموا بزيارة بلدة صغيرة او مدينة كبيرة من مدن العالم الاسلامي بل اقتبسوا ما يكتبونه من صحف شعبية ليس لها علاقة بالسياسة ومن آراء سياسيين ينظرون الى الاسلام نظرة عين واحدة من أفق ضيق  الا ان هناك من ينافح عن الاسلام بتواضع وهدوء وبدون اكتراث الى أن يُعرف او البقاء مجهولا.

ويرى استاذ علوم الاقتصاد / فرع اقتصاديات العرب / في جامعة مدينة بريمن الكسندر فلورِس في كتابه / الاسلام مجتمع مدني ام بربري / الذي من المقرر أن ينزل الى اسواق الكتب اوائل شهر شباط/فبراير المقبل بندوة عرض فيها هذا اليوم الاحد 27 كانون ثان/يناير بالعاصمة برلين أن السياسة الاوروبية هي وراء الهجمة على الاسلام كما ان غلو بعض المسلمين في افكارهم التي يحملونها تجاه الغرب ونصرة الاسلام من اسباب الهجمة المسعورة على هذا الدين الا انه أكد بأن السياسة الامريكية مع العالم الاسلامي هي أصل العداء للاسلام . فالاسلام دين يرى بانه اذا ما انتهج  الفرد والمجتمع والدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بتعاليم الاسلام فانه يملك القوة والازدهار والتقدم العلمي كما ان الاسلام دين متفتح يحث المسلم باقامة علاقات قوية مع غير المسلم شرط ان لا يفقد شخصيته ، فالشخصية الاسلامية تختلف عن شخصية الغير مسلم .

والغلو بنظر فلورِس الذي درس العربية وعلوم الاسلام في جامعة مدينة مونستر والاقتصاد في جامعتي مدينتي  فورتسبورج وايرلانجن / جنوب/  جعل من الاسلام بنظر الكثير من الغربيين دين بربري ينادي بالقتل ومحاربة المسيحية واليهودية بلا هوادة . ويعتقد فلورس ان التمسك بأهداب الدين الاسلامي والحرص على تطبيق تعاليمه كان وراء هزيمة السلفيين الذي يطلق عليهم بـ / الوهابية /  في المملكة العربية السعودية  أمام دعاة الانفتاح والعَلَمانيين ودعاة القومية العربية التي وقفت ببلاد الشام ومصر ضد انتشار الفكر السلفي فيها مؤكدا انه ضرورة عودة المسلمين الذين يحملون الفكر السلفي الى فكر وآراء مفتي مصر الاكبر الشيخ محمد عبده / المتوفي عام 1905/ الذي اعتبره رائد الاصلاح في القرن الثالث عشر الهجري الذي يكمن بضرورة  تأقلم المسلمين مع الغرب والعمل على اصلاحات جديدة على الفكر الاسلامي ، فالفكر السلفي بالرغم من انه يحمل بين طياته الاصلاح الديني الا انه مغال بافكاره فالشريعة الاسلامية لا تصلح في كل سياسة .

ويؤكد فلورِس ان المسلمين الذين يتمتعون بالانفتاح كانوا وراء اعجاب الكثير من المفكرين والشعراء الغربيين مثل الشاعر الالماني فولفجانغ يوهان فون جوته / 1749-   1832 / بالاسلام  ولو ان جوتتِه يعيش في عصرنا لاصبح  من اعداء الاسلام اللدودين . وبالرغم من انتقاده للحركات الاسلامية وفكرها الا ان فلورس يؤكد بان الاسلام مدني اكثر منه بربري مطالبا بضرورة حوار جدي فعال بين الغرب والاسلام لدحض المفتريات على هذين الدينين من اجل بقاء الانسانية على قيد الحياة .

والتاريخ الانساني يشهد بان الاسلام بقي وعلى مدى اربعة  عشر قرنا دين المجتمع المدني قتعاليمه في الحرب والسلام تعتبر  من الاسس الرئيسية التي قامت عليها منظمة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان الدولية اضافة الى قوانين الكثير من دول اوروبا في مقدمتهم المانيا فيما يخص بسياسة حقوق الانسان ورعاية الاطفال ، فالخليفة الراشدي الثاني سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول من أسنَّ راتبا للطفل عند ولادته هذا القانون المعمول به المانيا وبعض دول الاتحاد الاوروبي ومعاملة اسرى الحرب في القوانين الدولية مأخوذة من الاسلام .

واستهداف الغرب للسلفية الذي يطلق عليها / الوهابية / استهداف جاهل لا يعرف نكه الاسلام فلم تأتي السلفية بجديد انما هي من تعاليم الاسلام السمحة فاتخاذ قبور الصالحين مساجد وغيرها من البدع مثل التعظيم وغيره منهي عنها منذ العهد النبوي فهن ابي واقد الليثي قال كان للمشكرمين شجرة أنواط يعلقون ليها سيوفهم فلما خرجوا من حنين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم اجل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده مثل ما قول قوم موسى لموسى اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة انها السنن .

أما حكم الشريعة ،التي تعتبر ألاكثر استهدافا ، في القصاص من القاتل والسارق وغير ذلك فالكثير من دول الاتحاد الاوروبي من يطالب بتطبيق هذه الاحكام من جديد لكثرة الجريمة . وصدق من قال :

اذا أتتك مذمتي من ناقص فتلك الشهادة لي باني كامل.