روسيا تفشل سياسيا و عسكريا في سوريا

رضا سالم الصامت

و بعد أن طمأن بشار الأسد ليوافق على دخول روسيا الأراضي السورية بقصد حمايته و بقائه على سدة الحكم حاول بوتين أن يغدر ببشار الأسد و ينقلب عليه  بعد أن ساءت الأوضاع في سوريا رغم التدخل الروسي و قد سبق أن  نشرت الصحيفة البريطانية الشهيرة " فايننشال تايمز" تقريراً حول توتر العلاقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد  و قالت الصحيفة أنه في أواخر العام الماضي 2015  قام الرئيس الروسي بوتين بإرسال رسالة عاجلة إلى الرئيس السورى بشار الأسد , قام بنقلها الجنرال إيغور سيرغون رئيس الإستخبارات العسكرية الروسية قبل أن يتوفى بأسابيع الذي ذهب لدمشق لمقابلة الأسد وإبلاغه بطلب الرئيس الروسي له بأن يتنحى فوراً عن منصبه كرئيس لسورية.

وأشارت الصحيفة أن طلب الرئيس بوتين بتنحي الأسد جاء بعد أن أيقنت القيادة الروسية تدهور الأوضاع داخل سورية ووصولها لمرحلة غايةً في الخطورة أكثر مما كان متوقعا جراء التدخل العسكري الروسي "الخطأ"  في سوريا.

هذا وقد أكدت الصحيفة البريطانية  على الرفض القاطع الذي أبداه الرئيس السوري بشار الأسد للجنرال سيرغون خلال المقابلة التي تمت بينهما لطلب الرئيس بوتين له بالتنحي مشددا على تمسكه بمنصبه كرئيس لسوريا و عدم التخلي تحت أي ظرف كان .

هذا و قد أكدت الصحيفة " فايننشال تايمز" على أن المقامرة "الفاشلة" والقرار الروسي بالتدخل العسكري في سوريا قد عزز موقف الأسد وبقائه في السلطة , وأضعف الأمل في إيجاد حل دبلوماسي للمشكلة السورية والحرب الأهلية الدائرة هناك و التي ذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء من الأطفال و النساء و الشيوخ.

و هكذا يمكن القول أن روسيا فشلت فشلا ذريعا سياسيا و عسكريا  و لم تقدر على أن تجد حلا ينهي مجازر بشار و يوقف إراقة الدماء ووضع حد لهذا الاستهتار و عدم قدرتها في إقناع الأسد بالتنحي عن منصبه .