تعثر مسيرة الثورة... بين المد والجزر

جان عبد الله

من أولويات النضال والسياسة ضد نظام ديكتاتورى مثل نظام الأسد اللذى يحمل فى خلاياه كل جينات الأجرام ....حسن اختيار الزمان والمكان قبل اتخاذ أى خطوة من الخطوات ...وحسن توظيف الموقف المناسب فى موضعه ,, لست هنا من هواة الوعظ والأرشاد السياسى ولا أصلح لذلك , ولكن هذه الأولويات تعلمناها من سيرة السياسيين السوريين العظام زمن الأستقلال

فالثورة فى سوريا قامت طلبا للحرية والكرامةالتى فقدها شعبنا خلال العقود الخمسة الماضية ولأنها اليوم لم تعد مملكة للخنوع والصمت كما خطط لها حافظ الأسد بل تفجرت لأنها قضية وطنية وليست موضوعا طائفيا أو مجالا للأث kkارة السياسية والمذهبية التى يقوم بها بعض المتزمتين اللذين تسلطوا على هذه الثورة وانحرفوا بها خاصة عندما بدأ التشابك السياسى فى تمثيل المعارضة السورية فى الخارج ودخل معه المشهد السورى فى الفوضى وايتدأت أسماك القرش تنقض على هيكل الثورة الوليدة , وألحقو بعدها كلمة الجهاد بمنظمات ارهابية واجرامية تسىء لشعائر الدين ولعبوا دور الخوارج مدعين الألتزام الدينى لكنهم يقومون بنفس الوقت بقتل النفس .....مع أن الرسول العربى قال ( أن أعظم الجهاد هو كلمة حق فى وجه سلطان جائر )

هنا بدأ النظام السورى والفارسى بزج عشرات الألوف المؤلفة من المغسولة أدمغتهم الى أتون حرب تخسر فيها الأمتان العربية والفارسية زخمهما ورصيدهما الأقتصادى والسياسى والعسكرى وتتدمران ماديا ومعنويا من أجل تحقيق فكرة فارسية مجنونة واحياء ثارات دفنها الدهر 

لقد حان الوقت لكى ترفع الأغلبية الصامتة من شعبنا صوتها رافضة هذه المهزلة التى تشوه تاريخنا وتضعف قوتنا لنتحاور بالكلمات لا بسيوف وخناجر الغدر الفارسى اللذى يركز على ابتلاع الأراضى العربية بمبررات واهية وبتفرج عربى ملحوظ وتحت قصف طيران القيصر الروسى المتوحش 

نعم لقد حان الوقت أن يغيب وريث الديكتاتورية لأن هذا الرفض للمنطق والأعراض عن الحوار والأستهانة بالعقلانية والأستخفاف بصوت الأعتدال لن يثنى شعبنا عن مواصلة النضال للخلاص من ربقة هذه الزمرة الخائنة وبلطجيتها السياسية التى حمّلت شعبنا كل هذه المخازى لنورثها لأجيالنا القادمة أحمالا ثقيلة من الدماء والضياع والمهانة

ان ما يهم سوريا فى الوقت الحاضر هو أمور ثلاثة أولها انهاء النظام الديكتاتورى وكل أجهزته القمعية ووقف نزيف الدم ......وثانيها تكريس الوحدة الوطنية واعادة الأراضى المغتصبة لأن بعض التنافس العرقى والطائفى الخفى بلغ حد التضحية بالمصلحة السورية لحساب صراع القوى الطائفية والأقليمية .....أما الهدف الثالث بعد قيام الحكم الوطنى فهو العمل مع الأخوة العرب والدول الصديقة لأعادة اعمار سوريا.