خواطر فؤاد البنا 873

أ.د. فؤاد البنا

عندما يذهب الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، ويذهب الموظفون إلى دوائرهم ومؤسساتهم الحكومية والأهلية، وهم يَحملون نفس الروح التعبدية التي يحملونها وهم ذاهبون إلى المساجد؛ فإن الدولة الإسلامية ستكون قد قامت بالفعل، ومن دون ذلك ستظل موجات التغيير والإصلاح تتكسّر على أحجار الأفراد  الفاسدين!

*******************************

كان الصحابة قليلي كلام وكان علماؤهم يتخوّلونهم بالمواعظ، أما في زماننا فقد كثرت الأقوال التي تدعو الناس إلى الله، لكن الذين استفادوا منها قليلون؛ فكأن الله أراد تربية المسلمين بالمواقف، فحينما لم يستفيدوا من الخطابات سلّط عليهم الخُطوب، وعندما لم ينتفعوا بالمواعظ رأيناه  يربّيهم بالنوائب: {لعلهم يرجعون}.

*******************************

إن غياب العدل في أي بلد يجعلها أرضاً مسبعة، تزخر بأشواك القهر وتسيح فيها سباع الظلم، وتنبعث من تحت رماد الحرائق وحوش الانتقام، حيث تجد الكراهية سوقاً رائجة وتذبل شتلاتُ السلام، وتشيع قوانين الغاب؛ فيلتهم الكبيرُ الصغير ويأكل القويُ الضعيف، ويعضّ أكثر الناس بالنواجذ على قيم الصراع ويمجّدون ثقافة الفوضى.

*******************************

إن غياب العدل في أي بلد يجعلها أرضاً مسبعة، تزخر بأشواك القهر وتسيح فيها سباع الظلم، وتنبعث من تحت رماد الحرائق وحوش الانتقام، حيث تجد الكراهية سوقاً رائجة وتذبل شتلاتُ السلام، وتشيع قوانين الغاب؛ فيلتهم الكبيرُ الصغير ويأكل القويُ الضعيف، ويعضّ أكثر الناس بالنواجذ على قيم الصراع ويمجّدون ثقافة الفوضى.

*******************************

ما أحسن أن تجتمع الانفعالات الشعورية والنشاطات العملية في إهاب شخصية واحدة، بحيث تصبح فعاليتها عالية التأثير في بناء صروح المجتمع، فالدموع تحزن على ما كان وتشتاق إلى ما ينبغي أن يكون، بينما يقوم عَرَقُ الدّأَب بسقي أشجار الإنجازات التي تُحوّل الواقع من صحراء قاحلة إلى بستان وارف الظلال.

*******************************

هناك صنف من المسلمين يعلنون فخرهم بتحرير الرسول صلى الله عليه وسلم للبشر من عبودية الأوثان، وتحطيمه لأصنام العرب التي كانت متربّعة في جوف الكعبة، وحق لهم أن يفتخروا بهذا الصنيع النبوي، لكنهم ويا للغرابة قد ملأوا قلوبهم بأصنام جديدة، ولا سيما أصنام الأمراء والعلماء الذين اتخذوهم أرباباً من دون الله، وأصنام الأسباب التي جعلوها أنداداً لله على طريقة قارون الذي قال: {إنما أوتيته على علم عندي}!