عبد الله بن عباس رضي الله عنه

أدباء الشام

سلسلة أهل العلم

الحلقة (١)

*حبر الأمة ، وفقيه العصر ، وإمام التفسير أبو العباس عبد الله ، ابن  عم رسول الله  صلى الله عليه وسلم  العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه* .

مولده بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين .

  وأمه هي أم الفضل لبابة بنت الحارث .

وكان وسيما ، جميلا ، مديد القامة ، مهيبا ، كامل العقل ، ذكي النفس ، من رجال الكمال .

*انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح ، وقد أسلم قبل ذلك ، فإنه صح عنه أنه قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين ؛ أنا من الولدان ، وأمي من النساء* .

روى خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : مسح النبي  صلى الله عليه وسلم  رأسي ، ودعا لي بالحكمة .

قال الزبير بن بكار : توفي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ولابن عباس ثلاث عشرة سنة .

قال أبو سعيد بن يونس : غزا ابن عباس إفريقية مع ابن أبي سرح ؛ وروى عنه من أهل مصر خمسة عشر نفسا .

*حدثنا ابن جريج قال : كنا جلوسا مع عطاء في المسجد الحرام ، فتذاكرنا ابن عباس ؛ فقال عطاء : ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة إلا ذكرت وجه ابن عباس* .

وروي إبراهيم بن الحكم بن أبان ؛ عن أبيه ، عن عكرمة ، قال : كان ابن عباس إذا مر في الطريق ، قلن النساء على الحيطان : أمر المسك ، أم مر ابن عباس ؟

أخبرنا إسحاق الأسدي ، أخبرنا ابن خليل أخبرنا اللبان ، أخبرنا الحداد ، أخبرنا أبو نعيم ، حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ، حدثنا ابن أبي العوام ، حدثنا عبد الله بن بكر ، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن عمرو بن دينار : أن كريبا أخبره عن ابن عباس ، قال : صليت خلف النبي  صلى الله عليه وسلم  من آخر الليل ، فجعلني حذاءه ، فلما انصرف ، قلت : وينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله ؟ فدعا الله أن يزيدني فهما وعلما .

*روي حاتم بن أبي صغيرة : عن عمرو بن دينار ، عن كريب ، عن ابن عباس : أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  دعا له أن يزيده الله فهما ، وعلما* .

وقال ورقاء : سمعت عبيد الله بن أبي يزيد ، عن ابن عباس : وضعت  لرسول الله  صلى الله عليه وسلم  وضوءا ، فقال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .

وعن ابن عباس : دعا لي رسول الله بالحكمة مرتين .

كوثر بن حكيم  عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا : إن حبر هذه الأمة ابن عباس .

*وقال حماد بن سلمة : عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس ، قال : كنت مع أبي عند النبي  صلى الله عليه وسلم  وكان كالمعرض عن أبي ، فخرجنا من عنده ، فقال : ألم تر ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : إنه كان عنده رجل يناجيه . قال : أو كان عنده أحد ؟ قلت : نعم . فرجع إليه ، فقال : يا رسول الله ، هل كان عندك أحد ؟ فقال لي : هل رأيته يا عبد الله " ؟ قال : نعم . قال : ذاك جبريل فهو الذي شغلني عنك* .

أخرجه أحمد في " مسنده " .

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُدْنِيه في مجلسه، ويستعين بعلمه الوافر الغزير وبعقله الناضج الكبير، واستعمله عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه على البصرة فبقي عليها أميرًا، ثمَّ فارقها قبل مقتل عليِّ بن أبي طالب، وعاد إلى الحجاز، وشهد مع عليٍّ صِفِّين، وكان أحد الأمراء فيها، *وكانت وفاته بالطائف في آخر أيَّام ابن الزبير سنة ثمان وستين (٦٨ﻫ) وهو ابن سبعين (٧٠) سنة، بعد أن كُفَّ بصرُه، وصلَّى عليه محمَّد بن الحنفية. وابن عبَّاس أحد المكثرين من رواية الحديث، وله في كتب الحديث (١٦٦٠)، وهو ـ أيضًا ـ أحد العبادلة  الذين تأخَّرت وفاتهم حتَّى احتيج إلى علمهم*.

المصادر

اسلام ويب

موقع الشيخ فركوس حفظه الله