عمائم العز الشامية 935

يحيى حاج يحيى

 

الشيخ الشهيد محمد خير زيتوني !

عندما كان طالباً في الأزهر، تقدم مع عدد من  الطلبة السوريين الذين يدرسون في الأزهر، بمذكرة إلى اتحاد المحامين العرب في القاهرة شرحوا فيها الأوضاع المتردية للحريات، وما صاحب الدستور العلماني الذي أراد حافظ أسد أن يفرضه على الشعب السوري، من مظاهرات سلمية احتجاجية قوبلت بالرصاص والدماء، وتحدثت المذكرة الطلابية عن التضييق على الحريات العامة، وقهر المواطنين، واعتقال العلماء.

وتفاعل المحامون مع المذكرة التي قدمها الشيخ محمد خير، وعندما علم أحد عمائم حلب، من المحسوبين على النظام، نَصَحه ونصح إخوانه بأن يسحبوها، لأنهم سيعودون إلى سورية، وسوف يتحملون مسؤوليتها، فأبى الشيخ محمد خير أن يسحبها، ووقف معه إخوانه، وأصروا على تقديمها، وقال الشيخ محمد خير لذلك  الناصح:

هذه المذكرة أضعف الإيمان، وأقل الواجبات علينا !

استشهد مع كوكبة من العلماء وطلاب العلم في سجن تدمر العسكري الصحراوي في آب ١٩٨٠ ؛ وقد روى بعض الناجين أنهم سمعوا الشيخ محمد خير يكبر بصوته الجهوري قبل أن يصعد إلى حبل المشنقة !

**************************************

الشهيدان الدكتور ممدوح جولحة و الشيخ عبد الستار عيروط

استشهدا في السابع والعشرين من حزيران ١٩٨٠

العلمان اللذان عرفتهما مدن الساحل السوري ، عالمين جليلين تسلحا بالعلم النافع ، وملكا قلبين جريئين يبلغان دعوة الله تعالى بالخطب والدروس والسلوك والخلق المحمدي ، وكان لهما تأثير في الناس وفي طلاب وطالبات المدارس التي علموا فيها ، لايخافان في الله لومة لائم على الرغم من إرهاقهما بالاستدعاءات الأمنية والمضايقات الحزبية  الباطنية ، فقدكان لهما فضل في رص الصفوف في الساحل لتكون جداراً تتحطم عليه الاستفزازات الطائفية ، والكيد  الباطني !؟ 

فأرسلت سلطة البغي زبانيتها في ظلمة الليل لاختطافهما ، والمضي بهما إلى منطقة صنوبر جبلة ، وقد صبوا أحقادهم على الجسدين الطاهرين تعذيباً وتنكيلاً وتمثيلاً !؟ 

ولسان حالهما يقول كما قال أحد الصحابة يوم أحد : اللهم إني أقسم عليك أن ألقى  العدو غداً فيقتلوني … ثم يبقروا بطني ويجدعوا أنفي وأذني … ثم تسألني : فيم ذلك ؟ فأقول : فيك يارب.. ..!

** مختصراً من مقالتين لي في كتاب مواكب الشهداء ط١ / ١٩٨٣ دار النذير

**************************************

في الذاكرة : الشيخ محمد الملاح !

سمعت من الشيخ محمد الملاح في جامع العثمانية بحلب بعد صلاة الجمعة وحضوره الختم مع  عدد من الأفاضل يقول في أثناء الدرس - وهو في الفقه - أنه شكا لشيخه حمدي الأنقري قلة الوقت في قراءة الأوراد ، فأجابه : ياشيخ محمد أنت أورادك في تفرغك للفقه وتفقيه المسلمين !! رحمهم الله ماكان أفقههم في دين الله  ، وأعلمهم بما ينفع الناس ! وقد سألته مع الأخ محمد عبد الرحمن منصور  عن كتاب ينفعنا في الفقه ، لأننا لانتمكن من الحضور إلى الدرس كل أسبوع ، فكان جوابه : لايغني كتا ب عن كتاب ولاشيخ عن الشيخ  ! وربما امتد الدرس إلى صلاة العصر وهو جالس جلسة الصلاة ، فيقول لمن حضر : إن تعبتم فاجلسوا كما يريحكم !!

وكان - رحمه الله  - له مقدمة في افتتاح خطبة الجمعة ، لم أسمعها من غيره من قبل : المحمود هو الله جل جلاله ، والمُصلى عليه محمد وآله ، والمدعو له الإسلام ورجاله. !!