الدماء التحريكية

زهير سالم*

متوكلا على الله أقول لكم ما لا يقوله غيري، وأحتسب، وأعلم أن ما أقوله لا يلائم سوق المزاودين ..

ومع إكباري واعتزازي بقلوب وسواعد كل القابضين على الجمر في خنادقهم بإيمان وصدق وعزيمة ..

أقول : إن كل الدماء التي تسفك على الأرض السورية منذ حين تسفك لأسباب " تحريكية ".

والأطراف المستفيدة على كل المربعات، تحاول عبر هذه الدماء ، تحسين مواقعها" التفاوضية"، بدم والد ووالدة ومن ولدوا.." رجال ونساء وولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا "

لا أحد في فريق ما يسمى " الثورة " أو " المعارضة " من الظاهرين ، يملك مشروعا، محدد الأهداف، واضح القسمات، مرسوم الأبعاد ..وبعض المتسلطين علينا باسم " الاعتراف الدولي " بهم يسموننا خطط خسف لا تقل عما أراده منا الأبعد ..

شخصيا لم أتوقف يوما عن التنديد بالدم السوري المسفوك عبثا بين المطرقة والسندان، ولكنني اليوم أشد شعورا بالعبثية، واللاجدوى، واضطراب المعالم.  من أجل ماذا مات الطفل بالأمس ، ويموت اليوم ، وسيموت غدا ؟؟ أمن أجل تعديل مادة في دستور هو أكبر مطالب المعارضين ؟؟ يسأل ربنا عن الموؤدة في شخص " أنثى" واحدة : بأي ذنب قتلت ؟؟؟

واليوم، لأي هدف وغاية ومشروع يُقتل السوريون ؟؟

أنا لا أسأل بشار الأسد، ولا الروس ولا الإيرانين ...ولكن أسأل : السوريين عن السوريين ..!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية