الشيخ العالم المفسر مصطفى الصيرفي

عمر العبسو

dghhf999.jpg

( ١٩٣٠م- معاصر)

   هو الشيخ العالم المفسر مصطفى الصيرفي، مفكر إسلامي، وعضو لجنة القضايا والأقليات في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو رابطة العلماء السوريين، وأحد أعلام الحركة الإسلامية في سورية.

المولد، والنشأة:

ولد الشيخ مصطفى الصيرفي في مدينة حماة عام ١٩٣٠م، نشأ في أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين تحب العلم، وتحترم العلماء، وتربى على يد علماء حماة الأبرار، ولاسيما الشيخ العلامة محمد الحامد، وكان صديقا حميما للأستاذ عدنان سعد الدين، ود. عبد الكريم عثمان .

الدراسة، والتكوين:

درس الشيخ مصطفى الصيرفي مراحل التعليم المختلفة في مدارس حماة، فحصل على الشهادة الابتدائية عام ١٩٤٢م.

ثم حصل على الشهادة الإعدادية عام ١٩٤٥م.

وحصل على شهادة الثانوية العامة عام ١٩٤٧م.

وبعدها حصل على شهادة الإجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام ١٩٥٠م.

ثم حصل على دبلوم في الحقوق الدولية من جامعة دمشق عام ١٩٥١م.

وأخذ العلوم الشرعية من خلال حضوره دروس الشيخ العالم الرباني محمد الحامد، والشيخ محمد علي المراد، والشيخ منير لطفي .

ثم أقبل على قراءة كتب العلم والفقه والفكر الإسلامي وحوى مكتبة متنوعة العلوم في الدين والتاريخ والأدب والفكر.

جهاده في الدعوة:

انخرط الشيخ مصطفى الصيرفي في الحركة الإسلامية منذ شبابه المبكر عام ١٩٤٥م، وكان عمره ١٥ سنة.

ثم أصبح مسؤول الطلبة في الجماعة أسس عدة أسر إخوانية، وكان محافظا على الصلاة في المسجد، ولاسيما صلاة الفجر، مما جعله يكتسب طاقة روحية عميقة.

أعطى دروسا في جامع المسعود في حماة، وهو شاب يافع، فكثر من حوله الطلاب، وكان يوم الجمعة مثل العيد يصلي فيه حوالي ١٥٠٠ رجلا وامرأة.

وكان يرتدي البنطال والقميص، حليق اللحية، فاشتكى العلماء إلى الشيخ توفيق الصباغ، فحضر درسا له متنكرا فعاد إلى العلماء، وأخبرهم بأن هذا الشاب يخطب أفضل من كثير من المشائخ.

وكان ممن يلازم مسجده، ويستمع إلى دروسه الشيخ عدنان عرعور، ود. طارق علي...وغيرهم كثير من شباب الإخوان، ومن بقية فئات الشعب.

ثم صار نقيبا لأسرة إخوانية تضم الشهيد مروان الشققي، ود. محمد المصري ( طبيب في ألمانيا)، ونصح الشيخ سعيد حوى بأن لا يطيع شيخه في معصية، وألا يكون بين يديه كالميت بين يدي المغسل.

دعاه الاشتراكيون في حماة إلى تشكيل حزب سياسي فرفض، وحدد مجال عمله في الدعوة فقط.

هجرة إلى الله:

وبعد ثورة ٨ أذار عام ١٩٦٣م بدأت تضيق عليه سلطة البعث.

غادر سورية إلى الإمارات بعد أحداث جامع السلطان في حماة عام ١٩٦٤م، ثم عاد إلى سورية لفترة من الزمن، وبعد أحداث الثمانين غادر سورية إلى إحدى دول الخليج، فاستقر في قطر.

حضر دروس الشيخ يوسف القرضاوي، وكان يقوم برحلات مع الإخوان في قطر، وكان يتناوب مع الشيخ القرضاوي، والشيخ عبد المعز عبد الستار في إلقاء الخطب والدروس.

وأعطى درس التفسير في الجامع الكبير، وكانت الإذاعة تنقل دروسه، واتصل به د. محمد زكي عبد البر، وأثنى عليه وعلى دروسه في تفسير سورة البقرة.

انضم إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه العلامة د. يوسف القرضاوي رحمه الله.

ثم نال إجازة في الحقوق والقانون من جامعة دمشق.

واشتغل بالمحاماة، ثم مارس التعليم، واعتلى منابر الخطابة، وهو خطيب في أحد مساجد الدوحة يقصده الكثيرون من أبناء الجالية السورية والعربية عموما، وله درس أسبوعي في تفسير القرأن الكريم. ويُعرض له على القناة برنامج ...

كلمة مع الشيخ مصطفى الصيرفي:

الشيخ مصطفى الصيرفي، مفكر إسلامي، وعضو لجنة القضايا والأقليات في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ د. القرضاوي، ثم د. الريسوني حفظه الله.

ولد في مدينة حماة وتربى على يد علمائها، ثم نال إجازة في القانون من دمشق واشتغل بالمحاماة، ثم مارس التعليم واعتلى منابر الخطابة، وكان له درس أسبوعي في جامع المسعود في مدينة أبي الفداء.

ومع وصول حزب البعث إلى السلطة، تعرض للأذى والقمع كأكثر الإسلاميين الدعاة، فهاجر إلى الدوحة في قطر ليكمل مسيرة التعليم ولتعرفه منبرها خطيبا وداعيا إلى الله تعالى.

الشيخ مصطفى الصيرفي: مكرمة الأمير تُثمّن، وتُقدّر

الدوحة - العرب

أكد الداعية الشيخ مصطفى الصيرفي أن مكرمات قطر كثيرة لا تعد، ولا تحصى في الجوانب الإنسانية والثقافية والخيرية وفي مساندة المستضعفين والمظلومين ونصرتهم.

وقال في تصريح لـ « العرب»: رأينا من أميرنا الشاب، وفقه الله تعالى ويسر أمره وثبت خطواته وسدد خطاه، ومن قبله صاحب السمو الأمير الوالد، رأينا منهما من الأعمال الطيبة ما نحمد الله عليه وما يثلج الصدر.

وقال الشيخ الصيرفي إن من فضل الله على أهل سوريا أن أعزهم الله بإخوانهم في الدين والعروبة والجود والإنسانية وفي مقدمتهم أهل قطر أميراً وشعباً.

   وحيا الشيخ الصيرفي مكرمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بالتوجيه بمساعدة اللاجئين السوريين، وقال: «حيا الله الأمير الشاب، وحيا الله الأمير الوالد، وحيا الله أهل قطر الذين قدموا العون والمساعدة لإخوانهم في سوريا». وثمّن، المكرمة الأميرية قائلا: «مكرمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى تُثَمَن وتُقَدَر وهي ليست أول مكرمة، لأن أصحاب المروءات لا يستطيعون إلا أن يقدموا خير ما عندهم فداء لإخوانهم وفداء لدينهم ووفاء للإنسانية وتحقيقاً للعون الكامل بين أهل الدين والعروبة».

ودعا الصيرفي، الله عز وجل أن يجزي حضرة صاحب السمو أمير البلد المفدى خير الجزاء على ما يقدمه من عون ومساعدة لإخوانه في سوريا وفي غيرها من باقي الدول. ووجه الشكر للقيادة الحكيمة في قطر مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم «من لا يشكر الناس لا يشكر الله».

وذكر أننا نعيش في بلد كريم ذي مروءة، نرى خيراته وبركاته تتوالى على العالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع.

وأشار الشيخ الصيرفي إلى أن سوريا نُكبت نكبة لم يشهدها بلد آخر، نُكَبَت من حكم لا يخاف الله عز وجل، ولا يعرف الإنسانية ولا الشرع، ولا يفرق بين صغير وكبير ولا امرأة ولا رجل ولا مريض ولا صحيح.

ووصف النظام الحكم في سوريا بـ «إنه ليس حكم بشر ولكنه حكم وحوش يفتكون بشعب سوريا».

ولفت إلى المأساة التي يعيشها الشعب السوري، وتدمى لها كل عين حر ويحزن لها كل قلب شريف، حيث نزح ملايين الناس من كرام السوريين مهاجرين من بلادهم ولا يعرفون أين يعيشون بعد أن دُمرت بيوتهم وقُتل آباؤهم وأمهاتهم وأطفالهم.

وذكر أن ملايين السوريين يعيشون في ظروف صعبة جداً وينطبق عليهم مثل القائل: «ارحموا عزيز قوم ذل».

يوصي الشيخ أعضاء رابطة العلماء السوريين بالروحانية، والذكر، وملازمة الجماعة في المسجد، كما يوصي بترك متاع الدنيا الزائل، ويحث الشباب على الأخوة والمحبة والثقة ...

وما زال الشيخ حفظه الله ورعاه يعطي، ويفتي ويجري اللقاءات رغم بلوغه ٩٢ عاما.

أطال الله في عمره ونفع المسلمين بعلمه.

مصادر الترجمة:

١- رابطة العلماء السوريين.

٢- صحيفة العرب القطرية.

٣-مقابلة مع الشيخ مصطفى ( رحلة عالم): أجراها الشيخ أيمن الجمال.

٤- معلومات من الشيخ حغظه الله بتاريخ ٢٨ أيلول عام ٢٠٢٢م.

٥- مواقع الكترونية أخرى.