بروشكي في ساحات ايطاليا

بدل رفو المزوري

من أدب المهجر

يخرج من النافذة صمت رهيب..

من انهيارات الجسد في درب الحياة ،

.. جسد.. يغتاله عطش كتراتيل عابدٍ عاشق

للحرية في صومعة ليالي الحزن ..

تكسو عذاباتهُ اجراس وطنٍ

لايقبعُ على شواطئ بحار الله،

تستجيش المشاعر ونبضات

كل شغاف زوايا قلبٍ

يراقصُ قطرات الامطار

في ظل شهوةٍ متهالكة ،

وشلالٌ يتدفّق بعنف..

تفيضُ من فؤاده حكايات شرقية..

وشظايا حروب..

في ظل غربةٍ تُفتّتُ طُرقهُ في ليل شجنه ،

اغنية وشرفة تفككان ملامح البأس

لتحتفيان بحلم مؤجل..

تداعبان الشعر والهوى

على ارصفة الجنون ،

برفقة قدح مترع بالانعتاق

في ليالي شتاء النمسا الباردة،

يصغي لوداع ارتعاشات الظلام

من شرفة الخوف والمجهول ،

وَدّعَ الدمع وطرق وطنه الكئيبة

ومرارة صمته المشاكس..

لتبكيه صفحة وفيات بلاده الاولى..

واحلامٌ قديمةٌ اغتسلت بالمنافي ،

بالاوطان وبشوق الصهيل ليوم جديد!!

***       ***

احتسى قهوته الساخنة في (البندقية)*..

اهلكه الترحال في خريف العمر..

بروشكي)**وشرفته) لتطل ذكرى

في ساحات ايطاليا..!

حملته الريح وقصائد المهجر..

والايام من وهج التاريخ ..

وجنازات الذكريات،

وفي ركب الاشعار والرحلات..

يتوق للخلود..

لأغاني الغجر..

ولمهود اطفال كوردستان..!

يلهث في صدر دروب المدن العتيقة..

في وجه الارض..

على امل اللقيا

بوجه سيدة التراب

في نهارات ومدن الغربة والاغتراب!!

***       ***

ايا ايها الشاعر..

سماؤك ومدنك ودروبك

عاريةٌ مترعة بالأشجان..

اكتوت بداء العذاب،

وكواكب لا تعشق اناشيد الحرية

في ازمنة القسوة والرعب والعهر

..!! والجبناء

البندقية : مدينة بشمال ايطاليا وعاصمة اقليم فينيتو وهي عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها

من افقر الاحياء الشعبية في مدينة دهوك\ كوردستان العراق بروشكي :