الأديب والمربي الفلسطيني خليل السكاكيني

محمد فاروق الإمام

الأديب والمربي الفلسطيني

خليل السكاكيني

محمد فاروق الإمام

[email protected]

خليل السكاكيني أديب ومرب فلسطيني مقدسي مسيحي اهتم باللغة والثقافة العربية ويعتبر من رواد التربية الحديثة في الوطن العربي، الأمر الذي كان له أثر كبير في تعليم عدة أجيال. وكان عضواً في المجمع اللغوي في القاهرة.

نشر له اثني عشر مؤلفاً في حياته. عاش في فترات متلاحقة في كل من فلسطين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ة ومصر. اعتقل في القدس أثناء الحرب العالمية الثانية وسجن في دمشق ولكنه تمكن من الخلاص من سجنه والتحق بقوات الثورة العربية. وفي طريقه للانضمام إليهم كتب نشيد الثورة العربية.

ولد خليل السكاكيني في القدس في23 كانون الثاني عام 1878م، وتلقى تعليمه في المدرسة الأرثوذكسية في القدس، ثم انتقل إلى الكلية الجامعية الإنجليكانية التبشيرية (CMS) ومنها إلى كلية صهيون الإنجليزية في القدس ودرس فيها الآداب. ثم انتقل بعد تخرجه عام 1908م إلى المملكة المتحدة لفترة وجيزة انتقل بعدها إلى أمريكا. حيث عمل في تعليم اللغة العربية وساهم في كثير من المطبوعات الصادرة في ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية كما قام بالكثير من أعمال الترجمة. لكنه قرر العودة إلى الوطن قبل مضي عام على قدومه إلى أمريكا.

حال عودته إلى فلسطين، عمل السكاكيني صحفياً في جريدة الأصمعي المقدسية كما درَّس اللغة العربية في مدرسة الصلاحية في القدس. وامتد نشاطه إلى تدريس الأجانب اللغة العربية فيما يعرف بالأميريكان كولوني (the American Colony) في القدس. إلا أنه قرر أن ينشئ مدرسته الخاصة في القدس عام 1909م أسماها بمناسبة أعتماد دستور الامبراطورية العثمانية الجديد، المدرسة الدستورية.

ما إن افتتحها حتى ذاع صيتها بسبب توجهها الوطني وبسبب منهاجاً رائداً في ذلك الوقت اتبعه خليل السكاكيني فيها. لم يعتمد فيها نظام الدرجات، ولم يتبع أسلوب العقاب والثواب، وإنما ركز على التعليم والموسيقى والتربية البدنية.

تمسك خليل السكاكيني بعروبته دعاه لمطالبة كنيسة الروم الأرثودكس في القدس إلى تعريب لغتها وتعريب الصلوات فيها وطالبها بأن لا يُصلى فيها باللغة اليونانية وأن لا تستخدم فيها إلا اللغة العربية، ونشر في هذا الصدد منشورا عام 1913م بعنوان "النهضة الأرثوذكسية في فلسطين". هذا الأمر دعا الكنيسة إلى إعلان إبعاده منها.

آمن بتحديث وسائل التعليم واستخدام الوسائل البصرية. وكتب عدة مؤلفات تشرح منهجه كما أنه أعد وألف الكثير من كتب المناهج الدراسية في مجال اللغة العربية. وكان من أهمها كتاب اللغة العربية للصف الأول الابتدائي الذي يبدأ بدرس كلمتي (رأس - رؤوس) المدعمة بالصور والشرح. وقد درس هذا الكتاب عشرات الآلاف من الطلاب من بدايات العشرينات وحتى عدة سنوات بعد وفاته وإلى منتصف الستينات.

في تشرين الثاني عام 1918، أثناء الحرب العالمية الأولى طالبت الحكومة المواطنين الأمريكيين بتسليم أنفسهم وإلا عدّوا جواسيس. أحد معارف السكاكيني، آلتر ليفين الذي كان يهوديا أمريكياً لم يسلم نفسه بل التجأ إلى بيت خليل السكاكيني الذي آواه لعدة أيام إلى أن اكتشفت الشرطة أمره فتم اعتقالهما ونقلا إلى السجن في دمشق.

قضى خليل السكاكيني في السجن حوالي شهرين ونصف، تم بعدها إطلاق سراحه بالكفالة ثم تمت تبرئته لاحقاً، إلا أن احتلال إنجلترا لفلسطين حال دون عودته، فأقام في دمشق حوالي 10 أشهر حتى آب عام 1918م حين غادرها مع مجموعة من الرجال للانضمام إلى الثورة العربية الكبرى في الحجاز. ثم جاء مصر لكن السلطات الإنجليزية منعته من دخول فلسطين فأقام في مصر نحو شهرين حتى تمكن من العودة إلى القدس.

عين عام 1919م مديراً لدار المعلمين في القدس لكنه استقال احتجاجا على تعيين هربرت صموئيل اليهودي الأصل ليشغل منصب المندوب السامي لبريطانيا في فلسطين. بعد مغادرة هربرت صموئيل فلسطين عاد للعمل مفتشاً عاماً للغة العربية في فلسطين. وبدأ بكتابة مقالاته وأشعاره السياسية المعارضة في المقتطف والهلال والسياسة الأسبوعية. وكانت وفاته في 13 آب عام 1953م.

مدارس أنشأها:

  • المدرسة الدستورية عام 1909.

  • المدرسة الوطنية عام 1925.

  • كلية النهضة في القدس عام 1938.

مؤلفاته:

  • فلسطين بعد الحرب الكبرى (القدس سنة 1920م).

  • مطالعات في اللغة والأدب (القدس سنة 1925م).

  • سريّ (القدس سنة 1935م).

  • حاشية على تقرير لجنة النظر في تيسير قواعد اللغة العربية (القدس سنة 1938م).

  • لذكراكِ (القدس سنة 1940م).

  • وعليه قس (القدس سنة 1943م).

  • ما تيسّر - جزءان (القدس سنة 1943، 1946م).

  • الجديد في القراءة العربية - أربعة أجزاء (القدس بين سنة 1924 وسنة 1933م).

  • الأصول في تعليم اللغة العربية - الدليل الأول والدليل الثاني (القدس سنة 1934م،1936).