وقفة محاسبة

ملخص الخطبة

1- الغاية من خلق الثقلين: أيّها المسلم، إنَّ الله جل جلاله خلق الجنَّ والإنس لغايةٍ عظيمة وحِكمةٍ جليلة ألا وهي عبادتُه جل وعلا

2- الموت حق: كتب جلّ وعلا الفناءَ على كلِّ الخلق.

3- قيام الحجة ببعثة النبي: أُرسل إلينا رسول ليقيمَ علينا حجةَ الله، وليهديَنا إلى طريق الله المستقيم، ويحذِّرنا من طريق المغضوب عليهم والضّالين، بلَّغ هذا الرسولُ رسالةَ ربِّه،لا طريق يقرِّبنا إلى الله إلا بيّنه لنا وأمرنا بسلوكه، ولا طريقَ يباعدنا عن الله إلاَّ بينه لنا وحذَّرنا من سلوكه، وحقًّا إنّ محمّدًا دلَّنا على الخير كلِّه، وحذَّرنا من الشرّ كلِّه، تركنا على المحجّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.

4- إحصاء أعمال بني آدم: نحن في هذه الدنيا مُحصًى علينا أقوالنا وأعمالُنا، فأعمالنا مكتوبة وأقوالنا مسجَّلة، وسنقف بين يدي الديان ونسأل عنها يوم القيامة

5- أسئلة لا بد منها: أيها المسلم، سنُسأل عن شبابنا: فيم أبليناه؟ عن هذه القوّة قوّة الشباب: أين مضت؟ هل مضت في خير أم دونه؟ وسنسأل عن الأعمار عمومًا: كيف أفنيناها؟ وسنسأَل عن أموالنا التي بأيدينا: أين جمعناها؟ وكيف أنفقناها؟ وسنسأل عن عِلمنا: ماذا عملنا فيه؟

أيها المسلم، سؤالٌ من العليم الخبير، يسألك عن شبابك: فيم أمضيت هذا الشباب؟ هل مضى في خير وعمل صالح، أم مضى في سفَه وباطل ولغوٍ وانحراف عن الهدى؟ وعن هذا العُمُر كلّه: ماذا قضيته فيه؟ عن المال طرُق اكتسابِه ووسائل إنفاقه، وعن العلم: ماذا عملتَ فيه؟ إنَّها أسئلة لا بدَّ من جوابها، فأعدَّ لهذا السؤال جوابًا وليكن الجواب صوابا .

6- سرعة انقضاء الأعمار وضرورة المحاسبة: تمرُّ الأيامُ والشهوروالأعوامُ ، وكلُّ هذه تقترض من العُمُر، وتبعدنا من الدنيا مرحلة، وتقرِّبنا إلى الآخرة مرحلة، فالسعيدُ من اغتنمَ مرورَ  الأيامُ والشهوروالأعوامُ  في الطاعة، ونافسَ في صالح العمل، وحاسَب نفسه في الدنيا حسابًا دقيقًا، ليهونَ الحساب عليه يوم القيامة

7- كلمة للشباب المسلم: شباب الإسلام، يجب علينا أن نتفكَّر ونعتبر،فهذا يوم انقضى وغدًا يوم جديد، فهل فكَّرنا وتدبَّرنا في هذا اليوم، وكم حمل في طيَّاته من أحداثٍ وأمور،هل فكَّرنا سويًّا في واقع أمرنا؟ وهل عُدنا إلى رشدنا؟ وهل تبصَّرنا في واقع أمرنا، وعلمنا أن الأمور التي انخدع بها من انخَدع بها من بعض شباب الأمة أنها أمور مخالفة للشرع؟ فهل استيقظ أبناؤنا؟ وهل عاد الجميع إلى رشدهم، وسلكوا الطريقَ المستقيم، ورأوا ماذا سبَّبت الفتنة والاضطرابات والقلاقل في الأمم حتى ضاعت مصالح الأمم وضاعت مصالحُ الأفراد، وأصبحت البلاد نهبًا لكلّ قويّ؟ هل فكَّر الشبابُ المسلم وهو يغترّ وينخدع بما يخدع به بعض ضعفاء البصائر وضعفاء العِلم والبصيرة ومن لُبِّس الأمر عليهم فسَعوا إلى إضلال بعض شبابِ الأمة، وزيّنوا لهم الباطل وحسَّنوا لهم الشر، حتى ظنوا أن انطلاقهم إسلاميّ، والله يعلم أن ذلك خلافٌ للحق والهدى.

-- -----------------------

هدايات قرآنية:

1-1- قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56]

1-2- وقال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [الدخان:38، 39]

2- قال عز وجل : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:26، 27]

3- قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) [المزمل:15]

4- قال عز وجل: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الإنفطار:10-12]

5- يقول تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة:197]

6- قال عز وجل: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ)[الزمر:56-58].

7-1 يقول تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) [الأعراف:146].

7-2 يقول تعالى: ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [فاطر:8].

-------------------------

قبسات نبوية:

3- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بنحوه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما بَعث الله من نبيٍّ إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمّتَه على ما يعلمه لهم من خير، ويحذِّرهم عمّا يعلمه لهم من الشرّ)) أخرجه مسلم في الإمارة(1844)

6- قال صلى الله عليه وسلم : ((الكيس من دانَ نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجزُ من أعطى نفسَه مُناها وتمنّى على الله الأماني)) أخرجه أحمد (4/124)، والترمذي في صفة القيامة والرقائق والورع (2459)، وابن ماجه في الزهد، باب: ذكر الموت والاستعداد له (4260)، والبزار (3489)، والطبراني في الكبير (7/281، 284)، وأبو نعيم في الحلية (1/267، 8/174)، والبيهقي في الكبرى (3/369) من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه نحوه، قال الترمذي: "هذا حديث حسن"، وصححه الحاكم (191، 7639)، وتعقبه الذهبي في الموضع الأول بأن فيه أبا بكر بن أبي مريم وهو ضعيف، ولذا ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (5319).