وردة في جدار

أبو الخير الناصري

وردة في جدار

أبو الخير الناصري

[email protected]

ضمن منشورات جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير لسنة 2015م أصدر الكاتب أبو الخير الناصري كتابه الجديد "وردة في جدار".

يتضمن هذا العمل الواقع في 197 صفحة واحدا وأربعين مقالا في موضوعات متنوعة اختار المؤلف توزيعها على ثلاثة أقسام هي:

1- في الكتابة والكُتاب.

2- بين البَشَر والفِكَر.

 3- أسماء وظلال.

يضم القسم الأول مقالات تتناول بالنقد والتحليل بعض مظاهر الخلل في المجال الثقافي، من قبيل غياب النقد الموضوعي للأعمال الأدبية والفكرية، وسيادة الكتاباتِ الْمُجَامِلة، وموانع الكتابة عن الأحياء من الأعلام، وإشكال القديم والحديث في الحياة الثقافية المعاصرة؛ ومن مقالات هذا القسم: "في غيبة النقد"، و"القديم والحديث..مرة أخرى"، و"سرقة أدبية"، و"من أين يبدأ التغيير في راهن المشهد النقدي بالمغرب"..

وتتمحور مقالات القسم الثاني حول قضايا اجتماعية وفكرية تناولها المؤلف بالدراسة والتحليل، ونذكر من مقالات هذا القسم: "نقاش حول إلغاء عقوبة الإعدام"، و"مدونة الأسرة وارتفاع نسبة الطلاق"، و"الشُّعَب الأدبية في مواجهة التطرف والعنف"..

أما مقالات القسم الثالث فهي تراجم وصُوَر قَلَمية (بورتريهات) عن أشخاص حقيقيين وآخرين متخيلين، ومن عناوين هذا القسم: "من جهود الدكتور عبد الرحمن بودرع في خدمة اللغة العربية"، و"عبد السلام الجباري"، و"مغيث البوعناني"، و"أكرم بكري"، و"سعيد مهران"..

وقد قام بتقديم الكتاب الدكتور محمد الحافظ الروسي أستاذ البلاغة والنقد الأدبي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، ونقرأ من تقديمه قوله عن الكتاب وصاحبه: "..وقد بُني الأستاذ أبو الخير، فيما أعرفه عنه، على الصدق الشديد، والخلق الرفيع، لذلك كانت هذه الأمور  مما يسوءه حصولها، فكان حريصا على الكتابة عنها، ككتابته عن راهن المشهد النقدي بالمغرب، حيث ساءه ما فيه من كذب ونفاق، فقال الذي تقرؤه في هذا الكتاب. وأنا أقول مؤيدا له ومناصرا للحق الذي رفع رايته :"لقد كان شوقي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو من هو في الشعر، يتلقى نقد العقاد والمازني وأضرابهما بضيق صدر، ويسوءه ما يقال عن شعره، ثم لا يمنع ذلك العقاد والمازني من أن ينتقدوا على شوقي شعره، فكان في نقدهما نفع كبير للشعر، وللحركة الأدبية، ولتجديد النظر في مفهوم الشعر، وبنيته، وعلامات الجودة فيه. فالناقد يسعى إلى إرضاء ذوقه الأدبي، ونشر ما يراه صالحا من الآراء والمذاهب، وليس يسعى إلى تكثير الأصدقاء، وإرضاء الأدعياء، وقضاء المصالح، وجلب المنافع، وتصدر المجالس، والكذب على الناس، وإفساد الحياة الأدبية من كل جهة وسبيل".

ولا شك أنه بأصوات كصوت أبي الخير سنصلح كثيرا مما أُفسد في الحياة الأدبية، والمقالة باب إلى ذلك بما تتميز به من اعتمادها على اللمع والإشارات، وسهولة تجديد الفكرة بتجديد المقال، فإذا اجتمع إلى ذلك قدرة من الكاتب على التحليل النفسي الدقيق، والعرض المنظم للأفكار، مع تمكن من أدوات البلاغة، كان من ذلك مثل هذا الكتاب".