حذاري فالرجولةُ في الثباتِ

شريف قاسم

*إضاءة :

تضايق وقد بشروه بمولودته الثالثة ، واكفهر وجهُه وثقُل لسانُه ، فلم يحمد الله على سلامة زوجته ومولودتها الجديدة ، وكأنه ... بل إنه خرج عن محيط عقيدته كمسلم إذا رُزق ببنات ، وقد ذكَّره الحاضرون بفضل تربية البنات على القيم الإسلامية ، ورعايتهن والقيام بحقوقهن التي أوجبها الله عليه وعلى كل مسلم . ليكُنَّ مثالا للسمو والعفاف والحشمة ، ويبعدهن عن السفور وأسباب الفجور والتبرج الذي هو صناعة شياطين الإنس والجن . ورعاية البنات ليست في قضايا الطعام واللباس وإنما في التربية الصالحة وخصوصا في مثل هذا الزمن الذي يزخرُ فيه طوفانُ الخلاعة والميوعة والاستهتار بقيم الدين الحنيف . وتناول الإخوة أطراف الحديث مع صاحبنا هذا ، فمن قائل له : إن نبينا صلى الله عليه وسلم أعلى من قيمة تربية البنات ومنزلتها ، وحسب مَن رزفه الله البنات فأحسن تربيتهن أن يدخل الجنة بجانبه صلى الله عليه وسلم ، ومن الجالسين أخ آخر ذكَّره بالحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عال جارتين (بنتين) حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه) رواه مسلم. وإذا بأخ ثالث يذكر ماورد عن الصِّديقة بنت الصديق رضي الله عنها حيث قالت : (دخلتْ امرأةٌ فقيرة معها ابنتانِ، فلم تجدْ عندي شيئًا غيرَ تمرةٍ، فأَعطيتُهَا إيَّاها، فَقَسَمَتْهَا بينَ ابنتيْها ولم تأكُلْ منها، ثم قامتْ فخرجتْ، وبعدها دخلَ النبي صل الله عليه وسلم علينا فأخبرته، فقال: من ابْتُلِي من هذهِ البناتِ بشيٍء كُنَّ لهُ سِترًا من النار) رواه البخاري. فقال أخ رابع ابنتك هذه سترد عنك عذاب النار . فتبسم صاحبُنا والد المولودة ابتسامة تُنبئ عن نفس اطمأنت لِمـا رزق الله ، فأتبع الأخ الخامس القول بحديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا، حتَّى يَبِنَّ (ومعناها حتى يبتعدان عن والديهم إما بالتزويج أو الموت)، كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها) رواه ابن ماجه . ثم قال هذا الأخ : وجبت عليك ( العقيقة ) ، وشهادة هذا الأخ إجازة في علم الحديث من جامعة الأزهر الشريف . حيث تابع كلامه في تلك الجلسة المباركة حول رواية الحديث النبوي وعمق البحث ، والجهود التي بُذلت للحفاظ على سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وختم حديثه بحديث نبوي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ كان له ثلاث بنات فصبَرَ علَيْهِنَّ، وأطعَمَهُنَّ وسقاهُنّ، وكساهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ (أي يعني من ماله وطاقته بما قدر الله سبحانه وتعالى له)، كُنَّ لَهُ حجاباً مِن النارِ يومَ القيامة). وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا حتَّى يَبِنَّ أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها) . وقام الإخوة بتهنئة الأخ والد المولودة ، والدعاء له بما ورد في مثل هذه المناسبة .

ولا يرضى الحضارةَ ألبسوها ثيابَ الفُحشِ كُفرًا بالشِّياتِ :