clip_image001_93341.jpg

أعلنت الشاعرة المغربية عن صدور الطبعة الأخيرة من موسوعة الشعراء العرب وشملت 174 من 2000 الذين ضمتهم الموسوعة  الذين عاشوا بين 1956 و2006.

قالت الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة : بدأت العمل لإصدار هذه الموسوعة منذ عام 2007 حتى عام 2015 وتحملت الكثير من التعب والجهد وصدر الجزء الأول في عام 2009 والثاني في  عام 2011 من قبل الشيخة أسماء صقر القاسمي وتوليت طباعة الجزء الثالث والأخير في عام 2015 وشمل 2000 من الشعراء العرب وعلى نفقتي الخاصة وبفضل الله تمكنت من تحقيق هذا المنجز الأدبي الذي ينافس المنجزات الدولية وحققت حلمي وطموحي وكنت أول امرأة في العالم العربي تشتغل على منجز وبهذا الحجم.

في سياق متصل قالت الشاعر المغربية المبدعة فاطمة بوهراكة : الموسوعة تعنى بمسيرة الشعراء الذين ينتمون إلى جغرافية العالم العربي ويكتبون الشعر الفصيح بكل أجناسه سواء القصيدة العمودية أو قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر دون الالتفات إلى ديانة الشاعر أو إيديولوجيته أو عرقه .

المصريون الشعراء الذين شملتهم الموسوعة وفقا للترتيب الأبجدي هم :

1. إبراهيم بديوي .

2. إبراهيم خليل إبراهيم .

3. إبراهيم عبد العزيز السمري .

4. إبراهيم المصري .

5. أبو شوشة النحال .

6. أبو الفضل الشناوي .

7. أحمد بخيت .

8. أحمد البربري .

9. أحمد حمدي والي .

10. أحمد رامي .

11. أحمد زرزور

12. أحمد زغلول .

13. أحمد السلاموني .

14. أحمد الشهاوي .

15. أحمد عبد المعطي حجازي .

16. أحمد عبد الوهاب .

17. أحمد علام .

18. أحمد فراج العجمي .

19. أحمد فضل شبلول .

20. أسامة الزقزوق .

21. أسامة فرحات .

22. أشرف البولاقي .

23. أشرف الخطيب .

24. أشرف دسوقي علي .

25. أشرف عبد القادر .

26. أشرف الفضالي .

27. إكرامي قورة .

28. أمل دنقل .

29. أمينة قطب .

30. انتصار دوليب .

31. إيمان بكري .

32. أيمن صادق .

33. برهان الدين أبو إخلاص .

34. بسيم عبد العظيم .

35. بهاء الدين رمضان .

36. جابر الزهيري .

37. جابر قميحة .

38. جلال همام .

39. جليلة رضا .

40. جمال دغيدي .

41. جمال مرسي .

42. جميلة العلايلي .

43. حسن حجازي .

44. حسن شهاب الدين .

45. حسن طلب .

46. حسين حرفوش .

47. حسين راشد .

48. حسين القباحي .

49. الحكم السيد السوهاجي .

50. حلمي سالم .

51. حمزة قناوي .

52. حنان فاروق .

53. خالد الصاوي .

54. درويش الأسيوطي .

55. رحاب عابدين .

56. رفعت سلام .

57. رفعت المرصفي .

58. روحية القليني .

59. سمير فراج .

60. سيد سليم.

61. السعيد عبد الكريم محمد .

62. السماح عبد الله .

63. السيد الجزايرلي .

64. شريف جاد الله .

65. شريف الشافعي .

66. شريفة السيد .

67. شريفة فتحي .

68. شعبان عبد الكريم محمد .

69. صابر حجازي .

70. صالح الشاعر .

71. الصاوي شعلان .

72. صباح حسني .

73. صبحي موسى .

74. صفاء فتحي .

75. صلاح عبد الصبور .

76. ضياء الجبالي .

77. طاهر أبو فاشا .

78. عادل عثمان الحجار .

79. عارف البرديسي .

80. عاطف الجندي .

81. عباس أبو زيد .

82. عباس محمود عامر .

83. عباس محمود العقاد .

84. عبد الجواد طايل .

85. عبد الحميد ضحا .

86. عبد الرحمن الخميسي .

87. عبد الرحمن شكري .

88. عبد الرحمن محمد أحمد .

89. عبد الرحمن يوسف .

90. عبد العزيز جويدة .

91. عبد العليم حريص .

92. عبد الله الشوربجي .

93. عبد الله عبد اللطيف .

94. عبد المجيد فرغلي .

95. عبد المنعم الأنصاري .

96. عبد المنعم عواد يوسف .

97. عبد الناصر الجوهري .

98. عبير يوسف .

99. عزت الخطيب .

100. عزت محمود علي الدين .

101. عزة الوكيل .

102. عزيزة كاطو .

103. عصام خليل .

104. عصام عبد الوهاب .

105. عفاف عبد المحسن .

106. علاء عبد الهادي .

107. علي الغاياتي .

108. علية الجعار .

109. عماد علي قطري .

110. عمارة إبراهيم .

111. عمر حاذق .

112. عمر غراب .

113. عمرو حويلة .

114. غنية عبد الرحمن .

115. فاروق جويدة .

116. فاروق شوشة .

117. فاطمة السيد .

118. فاطمة ناعوت .

119. فتحي عبد السميع .

120. فتوح قهوة .

121. فرانسوا باسيلي .

122. كامل الشناوي .

123. كمال نشأت .

124. لويس عوض .

125. محمد إبراهيم أبو سنة .

126. محمد جاهين بدوي .

127. محمد جمال صقر .

128. محمد الخولي .

129. محمد رشدي عبد الباسط .

130. محمد رفعت الدومي .

131. محمد سالمان .

132. محمد سليمان .

133. محمد السيد الندا .

134. محمد الشحات .

135. محمد الشحات محمد .

136. محمد عفيفي مطر .

137. محمد فتحي السخاوي .

138. محمد فرج البدري .

139. محمد محمد الشهاوي .

140. محمد مغربي مكي .

141. محمد ناجي .

142. محمود الأزهري .

143. محمود أمين .

144. محمود حسن إسماعيل .

145. محمود الشامي .

146. محمود غنيم

147. مدحت السيوطي .

148. مراد الساعي .

149. مروة دياب .

150. مصطفى الجزار .

151. مصطفى حامد .

152. مصطفى عبد الرحمن .

153. ملك عبد العزيز .

154. ممدوح الشيخ .

155. منال الشربيني .

156. منتصر عبد الموجود .

157. موسى الفقي .

158. مؤمن سمير .

159. ميرفت عبد الثواب .

160. ناجي عبد اللطيف .

161. نادية كيلاني .

162. ناصر رمضان عبد الحميد .

163. نافع سلامة .

164. نجوى سالم .

165. نجيب سرور .

166. نصار عبد الله .

167. نوال مهني .

168. نور سليمان أحمد .

169. هاشم الرفاعي .

170. هبة عصام .

171. الورداني ناصف .

172. وفاء وجدي .

173. ياسر أنور .

174. ياسر عثمان .

يقول المرحوم الشهيد سيد قطب:

الدعوة إلى استئناف حياة إسلامية تستمد مقوماتها من شريعة الإسلام ومن مبادئ الإسلام.. دعوة تجيء في أوانها، وتلبي حاجة طبيعية في العالم الإسلامي، بل في العالم الإنساني في هذا الأوان..

وليست هي مجرد رغبة فردية في العودة إلى الماضي، أو عاطفة دينية لا ترتكن إلى الحاجة الواقعية..

لقد دبت اليقظة في كيان العالم الإسلامي بعد فترة نوم طويلة فإذا هو ممزق في مخالب الدول الاستعمارية.. كل منها نهشت نهشة من جسم الوطن الإسلامي، وهي تمضغها وتعلكها وتمتص ما ينز منها من شحم ودم.. ولم يكن بد لهذه المزق أن تتجمع وتتوحد تحت راية معلومة تفيء إليها، فإذا هي متعارفة متضامنة متعاونة... ولم يكن هناك من راية يمكن أن تضم هذه الرقعة الطويلة العريضة فيحس كل بلد أنها رايته، ويحس كل شعب أنه منها واليها ولا يعترض أحد على الانضواء تحتها، ولا تثور في نفسه نعرة من أي نوع.. لم يكن هنالك من راية تتوافر لها هذه الصفات كلها إلا راية الإسلام..

الراية التي يفيء إليها العربي والتركي والأفغاني والإيراني والباكستاني والاندونيسي وسائر الأجناس والشعوب في الوطن الإسلامي الكبير فلا يحس غضاضة في نفسه، ولا عصبية من غيره، لأن الجميع تحتها سواء. وهي ملك لهم وهم ملك لها سواء.

ولقد صحت الشعوب الإسلامية على أوضاع اجتماعية لا تسر، نشأت من الاستعمار ومن غير الاستعمار.. ولم يكن بد أن تحاول إصلاح هذه الأوضاع، وأن تفيء في هذه المحاولة إلى فكرة أو مذهب تسير على هداه..

ولم تكن هنالك فكرة أخرى تحفظ لهذه الشعوب عقيدتها في الله، وتقاليدها في الحياة، وتمكن لها في الوقت ذاته من الإصلاح الاجتماعي، ومن العدالة الاجتماعية، وفي صورة كاملة شاملة، وهي في الوقت ذاته طبيعية عاقلة..

لم تكن هنالك فكرة أخرى تفي بهذا الغرض إلا الفكرة الإسلامية التي تتبع من ضمير هذه الشعوب ومن تاريخها وتماشي رغباتها الكامنة وظروفها وتعطي الحقوق لأهلها دون أن يجور فرد على فرد، ولا طائفة على طائفة، ولا مصلحة على مصلحة ويملك الجميع بعد هذا كله أن يقول كل منهم، لقد اخترت الحل الذي يوافقني.

اخترته اختيارا ولم أقسر عليه قسرا، اخترته من تراثي الخاص.. تراث الإسلام الذي هو ملك خاص لكل مسلم في أطراف الأرض، وملك عام لهذه الأمة المسلمة في كل زمان ومكان.

ولقد صحت الأمة الإسلامية فإذا السوس قد نخر عظامها وهد كيانها.

سوس الفساد الخلقي والانحلال النفسي.. السوس الذي دسه الاستعمار الخارجي، ودسه الفساد الداخلي.

ولم يكن هنالك من دواء يقتل هذا السوس ويشفي ما بثه في كيان الأمة الإسلامية من انحلال وتفسخ وانهيار.. لم يكن هنالك من دواء إلا العقيدة الإسلامية، العقيدة التي تجعل العنصر الأخلاقي مقوما أساسيا من مقومات الحياة..

العقيدة التي تظهر الضمير فينبثق منه السلوك طاهرا، كما ينبثق طهور الماء من طهور الينبوع.. العقيدة التي تبني النفوس وتبني البيوت وتبني المجتمعات على أس من تقوى الله بناء راسيا راسخا عميق الجذور..

كل ظروف الأمة الإسلامية، وكل تاريخها، وكل ضروراتها، كلها كانت تهتف بها إلى الإسلام راية للمجتمع والكفاح.. وفكرة للتنظيم والإصلاح.. وعقيدة للبناء والفلاح.. ولم تكن رغبة طارئة، ولا نزعة عارضة ولا عاطفة متحمسة..

لم يكن شيء من هذا هو الدافع إلى محاولة استئناف حياة إسلامية في هذه الرقعة الطويلة العريضة.. إنما كانت حاجة طبيعية عميقة الجذور، قوية الدوافع وحقيقية المقومات، وهذا هو الذي مكن لها في الأرض وجمع النفوس حولها والقلوب في شتى أقطار الإسلام وهذه الدعوة لا تلبي اليوم حاجة الأمة الإسلامية وحدها، إنما هي تلبي كذلك حاجة الإنسانية جميعا.

أن البشرية تعاني اليوم مثلما كانت تعانيه قبيل ظهور الإسلام، انهيار خلقي شنيع.. وتفسخ نفسي قاتل، وحيرة مقلقة لإقرار فيها ولا اطمئنان.. وعداوات دولية مستحكمة أثارت حربين طاعنتين في ربع قرن.. ومظالم اجتماعية فاشية في كل صقع وفي كل أرض، تختلف أعراضها وتتشابه آثارها في تحطيم الكيان الإنساني، فإذا شاء أحد أن يعدل أقام عدله لطائفة على حساب طائفة، وحطم طبقة ليسود طبقة..

وليس هنالك اليوم من فكرة يمكن أن تنضوي البشرية كلها تحت لوائها، فتهب لها العدل والطمأنينة والسلام غير الفكرة الإسلامية كما كان الحال يوم جاء الإسلام سواء بسواء..

الفكرة التي لا تظلم فردا ولا طبقة ولا شعبا.. الفكرة التي تضم الناس جميعًا إخوانا متحابين متساوين، لا أعداء متناحرين ومتفاوتين.

الفكرة اللائقة بالإنسانية التي خلقها الله لتتطلع دائما إلى مراقي السمو الإنساني لا لترتكس أبدا في المستنقع المادي الحيواني..

والمستقبل لهذه الدعوة.. المستقبل لها في الأمة الإسلامية أولا.. وفي الأمة الإنسانية أخيرًا.. ومهما تتلألأ في الأفق أضواء وشعل، فالمستقبل للكوكب الدري الخالد الذي لا ينطفئ نوره، لأنه من نور الحي الذي لا يزول.. ".

وفكر الإمام حسن البنا ومنهج حركته متلازمان فى كل الأطوار التي مرت بها الجماعة في حياة الإمام الشهيد، بحيث لا يصعب على الباحث أن يقف على حقيقة كبيرة فى فكرالإمام البنا ومنهجه وهي أنه يصدر فى كل أمر دعوته عن أصل واحد ترسخ فى عقله وقلبه ونضحت به كل تصرفاته العامة والخاصة، هو الأخذ عن الكتاب والسنة، أخذا عمليا واقعيا، وأخذا امتزجت فيه التربية الصوفية السليمة بالوجهة العلمية الحديثة، وبالقدرة العقلية، والكفاءة القيادية فجاء تكوينه فريدا فى نوعه حقا ..

فهو المربى الصوفي لأتباعه، وهو المنظم لحركته وأجهزة دعوته، وهو السياسي الذي أدرك كل ما يدور على مسرح السياسة فى مصر وخارج مصر وعلى السواء، وعرف خصومه وأحجامهم وأدوارهم التي يؤدونها، وامتزج بشعب مصر، فلاحين وعمال وطلاب علم وموظفين ومهنيين، فمد جذور الدعوة فى أعماق هذا الشعب وفى كل موقع من أرض مصر، بل وفى البلاد العربية من حول مصر،

وهو الداعية الذي يملك بكلماته أزمة القلوب ويأسر الأرواح لأنه كان يصلها بأصول الفطرة، ويحركها بقوة العقيدة، ويملؤها بالأمل فى مواجهة موجات اليأس من إصلاح الفساد، ويحيلها إلى سنن الله التي لا تتبدل فى تغيير الأحوال، وأن نقطة البدء هي فى تغيير ما بالنفس ... فالتغيير الذي يريده كل غيور على مصلحة بلده لا يتحقق إلا إذا غيرنا ما بأنفسنا، وإن الوسيلة المثلى لبلوغ ذلك كله أسلوب التربية الإسلامية التي تصوغ الفرد صياغته إيمانية جديدة، عقيدة، وسلوكاً، وإرادة .. وتحوله إلى رجل عقيدة ومبدأ، وتسلكه فى جماعة من أمثاله، يعملون معاً متآخين فى الله، ويربطهم نظام يجعل عملهم مثمراً، يدعون إلى الله على بصيرة، "وأمرهم شورى بينهم"،

تلك هي جماعة الإخوان المسلمين.

وكان هذا الأسلوب المتميز فى مدرسة هذا الداعية الفذ أسلوب عملي هدفه تكوين الرجال وبناء أسر صالحة منهم ونواة مجتمع إسلامي نظيف لا تزال تتسع قاعدته في هذا المجتمع الذي خالطه الفساد، ولحق بناءه الوهن، وذبلت فيه المعاني السامية والمبادئ الأصلية والأخلاق الرفيعة التي جاء بها الإسلام، حتى تملك التأثير في سواده من الناس الذين يرون فيهم قدوة صالحة ونماذج كريمة، فينخرطون معهم في حمل أمانة الإسلام والنزول على أحكام شرعه، واتخاذه منهجا للحياة في كل مجالاتها، ولا يعرف تاريخ كبارة الدعاة إلى الله في هذا القرن وفي قرون سبقت من يبز حسن البنا في هذا المضمار حيث أوضح مفاهيم الإسلام، ومبادئه وعقيدته، وأحكامه بهذا الشمول وهذا الجلاء، في الوقت الذي ربى مئات الآلاف من الرجال والنساء تربية إسلامية ترجم فيها الأقوال إلى أفعال، والنظرية إلى واقع عملي، وقاد الجماعة في مضمار الإصلاح الاجتماعي وسلك بهم وبالأمة معهم مسالك الوطنية المؤمنة التي حاربت الاستعمار بكل قوة، وحاربت الصهاينة في فلسطين، وسجل تاريخ الجماعة فدائية المجاهدين في أشرف معارك البطولة في أكثر من موقع ونجح في أن تصبح جماعة الإخوان المسلمين بتيارها الإسلامي ووعيها السياسي ومواقفها العملية خلال الفترة الوجيزة التي عاشها أكبر قوة إسلامية وسياسية في مصر، رجحت قوتها قوة الأحزاب السياسية، وعجزت الحكومات عن احتوائها أو إضعافها، حتى هددت وجود الاستعمار ومصالحه في المنطقة كلها فلم يجدوا من طريق للخلاص منه إلا باغتياله علي يد السلطة العملية، وقد فارق الدنيا عن اثنين وأربعين عاماً من عمره ودعوته في ملايين القلوب في مصر وسائر البلاد العربية والإسلامية وفي العالم الخارجي، ولا تزال الشجرة المباركة التي وضع بذرتها، وأعطاها عمره كله وما يملك قائمة على عودها، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

جاء ومفهوم الإسلام قد أصابه الضمور لعوامل شتى وترك الحياة وقد تردد على ألسنة لا حصر لها شمول مفهوم الإسلام لشؤون المعاش والمعاد جميعاً. وحفرت كلماته على جدار التاريخ المعاصر:

إن الإسلام دين ودولة وحضارة وأنظمة حياة، رددها العالم والطالب بل والحاكم ولو فى مجال التهجم والخصومة.

وعلى هذه الدعامة نهضت جماعة الأخوان المسلمين، لا يحسن الشباب الجدل القديم ولكنه يحسن خشية الله والتوكل عليه والغيرة على محارمه

ولا يدخل في نزاع حول حقيقة “الجهة” مثلا، ولكنه بقوله وعمله يفسر الآية الكريمة " {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}" “سورة فاطر الآية:10 “

وقد حول العقائد من دراسات نظرية تثير الشغب إلى يقين صادق، وحب تلله فيه وتوكل على الله واعتزاز به وانتماء إليه وجهاد في سبيله، وإحسان للعمل ورؤية حق الله فيه، وحب ظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم وإحياء لسنته وتمسك بها.

عقيدة الإخوان وفكرهم في العقيدة

وهي حجر الأساس والركيزة العظمي التي لا قيام للدعوة الإسلامية إلا عليها.

تعريف العقائد: العقائد هي الأمور التي يجب أن يصدّق بها قلبك وتطمئن إليها نفسك، وتكون يقينا عندك، لايمازجه ريب ولا يخالطه شك.

درجات الاعتقاد:

والناس في قوة العقيدة وضعفها أقسام كثيرة، بحسب وضوح الأدلة، وتمكنها من نفوس كل قسم:

منهم من تلقاها تلقينا، واعتقدها عادة، وهذا لا يؤمن عليه من أن يتشكك إذا عرضت له الشبهات.

ومنهم من نظر وفكر فازداد إيمانه، وقوى يقينه.

ومنهم من أدام النظر، وأعمل الفكر، واستعان بطاعة الله تعالى، وامتثل أمره، وأحسن عبادته، فأشرقت مصابيح الهداية في قلبه، فرأى بنور بصيرته ما أكمل إيمانه وأتم يقينه، وثبت فؤاده: ﴿والذين اهتدوا زادهم هدى وءآتاهم تقواهم﴾ محمد :17.

 

تقدير الإسلام للعقل:

أساس العقائد الإسلامية ـ ككل الأحكام الشرعية ـ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن كل هذه العقائد يؤيدها العقل ويثبتها النظر الصحيح، ولهذا شرف الله تعالى العقل بالخطاب، وجعله مناط التكليف، وندبه إلى البحث والنظر والتفكير، قال الله تعالى ﴿ قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ﴾ سورة يونس: 101.

وذم الذين لا يتفكرون فقال الله تعالى: ﴿ و كأين من ءاية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ﴾ يوسف 105.

وطالب الخصوم بالدليل والبرهان حتى فيما هو ظاهر البطلان تقديراً للأدلة إظهار لشرف الحجة ﴿ ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون﴾ المؤمنون 117.

فالإسلام لم يحجز على الأفكار ولم يحبس العقول وإنما أرشدها إلى التزام حدها، وعرفها قلة علمها، وندبها إلى الاستزادة من معارفها فقال تعالى : ﴿وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ﴾ الإسراء 85، وقال تعالى : ﴿ وقل رب زدني علماً﴾ طه 114.

 

أقسام العقائد الإسلامية:

العقائد الإسلامية تنقسم إلى أربعة أقسام رئيسية، تحت كل قسم منها فروع عدة:

القسم الأول: الإلهيات: وتبحث فيما يتعلق بالإله سبحانه وتعالى من حيث صفاته وأسماؤه وأفعاله، ويلحق بها مايستلزمه اعتقاده من العبد لمولاه.

 

القسم الثاني: النبوات: وتبحث في كل ما يتعلق بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم من حيث صفاتهم، وعصمتهم، ومهمتهم، والحاجة إلى رسالتهم. ويلحق بهذا القسم ما يتعلق بالأولياء رضوان الله عليهم، والمعجزة والكرامة، والكتب السماوية.

 

القسم الثالث: الروحانيات: وتبحث فيما يتعلق بالعالم غير المادي، كالملائكة عليهم السلام والجن والروح.

القسم الرابع: السمعيات” فيما يتعلق بالحياة البرزخية والحياة الأخروية”:

كأحوال القبر، وعلامات القيامة، والبعث، والموقف، والحساب، والجزاء، وسيقتصر تناولنا هنا على القسم الأول لاتصاله بموضوع البحث.

 

الإلهيات: وتضمن ذات الله تعالى وأسماءه وصفاته:

ذات الله تعالى: إن ذات الله تبارك وتعالى أكبر من أن تحيط بها العقول البشرية، وأن عقولنا من أكبرها إلى أصغرها تنتفع بكثير من الأشياء ولا تعلم حقائقها، “ فالكهرباء والمغناطيس وغيرهما”، قوى نستخدمها وننتفع بها ولا ندرك بحواسنا حقيقتها بل آثارها على أن معرفة حقائق بعض الأشياء وذواتها لا يفيدنا بشيء ويكفينا أن نعرف من خواصها ما يعود بالفائدة علينا.

فإذا كان هذا شأننا في الأمور التي نلمسها ونحسها فما بالك بذات الله تبارك وتعالى وقد ضّل أقوام تكلموا في ذات الله تبارك وتعالى، فكان كلامهم سبباً لضلالهم وفتنتهم واختلافهم، لأنهم يتكلمون فيما لا يدركون تحديده ولا يقدرون على معرفة كنهه، ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفكير في ذات الله، وأمر بالتفكير في مخلوقاته.

أسماء الله الحسنى:

إنه الخالق المتصرف جل وعلا تعرف إلى خلقه بأسماء وصفات تليق بجلاله، يحسن بالمؤمن حفظها تبركاً بها، وتلذذاً بذكرها، وتعظيماً لقدرها.

عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحداً،لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة،وهو وتر يحب الوتر" .. رواه البخاري ومسلم.

وهناك بحوث تتعلق بأسماء الله الحسنى.

“ أ “ الأسماء الزائدة عن التسعة والتسعين:

بغيرها من الأسماء،مثل “ الحنان ـ المنان ـ البديع ـ المغيث ـ الكفيل ـ ذو الطول ـ ذو المعا رج ـ ذو الفضل ـ الخلاق “.

“ب “ الأحاديث التي وردت فيها ألفاظ على أنها أسماء لله تعالى على المجاز:

ولكن قرائن الحال وأصل الوضع يدل على غير ذلك، فذلك من قبيل المجاز لا الحقيقة ومن قبيل تسمية الشيء باسم غيره لعلاقة بينهما أو على تقدير بعض المحذوفات.

مثال ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر" رواه مسلم فلا يراد منه ظاهره وحقيقة الإطلاق، بل المقصود، فإن الله هو المسبب لحوادث الدهر فلا يصح أن ينسب إلى الدهر شيء ولا أن يسب ويذم.

“جـ “ التوفيق في أسماء الله تعالى وصفاته:

والجمهور على أنه لا يصح أن نطلق على الله تبارك وتعالى اسماً أو وصفاً لم يرد به الشرع، بقصد اتخاذ اسماً له تعالى وإن كان يشعر بالكمال.

فلا يصح أن نقول مثلاً: مهندس الكون الأعظم، على أن يكون هذا ومثله أسماء أو صفات له تعالى يصطلح عليها، ويتفق على إطلاقها عليه تعالى، ولكنها إذا جاءت في عرض الكلام لبيان تصرفه تعالى من باب التقريب للإفهام فلا بأس، والأولى العدول عن ذلك تأدباً مع الحق تبارك وتعالى.

“د “ العلمية الوصفية في هذه الأسماء:

من الأسماء التسعة والتسعين علم واحد، وضع للذات القدسية وهو لفظ الجلالة: الله، وباقيها كلها ملاحظ فيها معنى الصفات.

ولهذا صح أن تكون إخباراً للفظ الجلالة. وهل هو مشتق أو غير مشتق، ومسألة خلافية، لا يترتب عليها أمر عملي.

حسبنا أن نعلم اسم الذات هو هذا الاسم المفرد وبقية الأسماء مشربة بالوصفية.

وفي هذا الكفاية.

“هـ “ خواص أسماء الله الحسني:

يذكر البعض أن لكل اسم من أسماء الله تعالى خواصَّا وأسراراً تتعلق به على إفاضة فيها أو إيجاز، وقد يتعالي البعض فيتجاوز هذا القدر إلى زعم أن لكل اسم خادماً روحانياً يخدم من يواظب على الذكر به... وهكذا، والذي يعلمه في هذا “الإمام حسن البنا “ وفوق كل ذي علم عليم، أن أسماء الله تعالى ألفاظ مشرفة لها فضل على سائر الكلام، وفيها بركة، وفي ذكرها ثواب عظيم، أما ما زاد علي ذلك فلم يرد في كتاب ولا سنة، وقد نهينا عن الغلو في دين الله تعالى، وزيادة فيه، وحسبنا الاقتصار على ما ورد.

“ و “ اسم الله الأعظم:

ورد ذكر الله الأعظم في أحاديث كثيرة، والعلماء يختلفون في تعيينه لاختلافهم في ترجيح الأحاديث بعضها على بعض.

فإذا تقرر هذا، فما يدعيه بعض الناس من انه سر من الأسرار يمنح لبعض الأفراد، فيفتحون به المغلقات ويخرقون به العادات ويكون لهم به من الخواص ما ليس لغيرهم من الناس، أمراً زائداً على ما ورد عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

صفاته تعالى في نظر العقل:

إن الناظر إلى هذا الكون وما فيه من بدائع الحكم وغرائب الخلق ودقيق الصنع مع العظمة والاتساع، والتناسق والإبداع، بحيث يتألف من مجموعة واحدة كونية، كل جزء منها يخدم الأجزاء الأخرى كما يخدم العضو في الجسم الواحد بقية الأعضاء، يخرج من كل ذلك من غير أن يأتيه دليل أو برهان أو وحى أو قرآن بهذه العقيدة والنظرية السهلة وهي:

أن لهذا الكون خالقاً وصانعاً واحداً، وأن هذا الصانع لابد أن يكون عظيماً فوق ما يتصور العقل البشرى الضعيف من العظمة، قادراً فوق ما يفهم الإنسان من معاني القدرة، وحياً بأكمل معاني الحياة، وأنه مستغن عن كل هذه المخلوقات، لأنه كائن قبل أن تكون وعليم بأوسع حدود العلم، وأنه فوق نواميس هذا الكون لأنه واضعها وأنه قبل هذه الموجودات لأنه خالقها وبعدها لأنه الذي سيحكم عليها بالعدم، وإجمالاً سيري نفسه مملوءاً بالعقيدة بأن صانع هذا الكون ومدبره، ويتصف بكل صفات الكمال فوق ما يتصورها العقل البشرى المحدود، ومنزه عن كل صفات النقص وسيري هذه العقيدة وحى وجدانه لوجدانه وشعور نفسه بنفسه ﴿ فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾ الروم:30.

“ب “ مجمل صفات الله في القرآن:

وجود الله تعالى: أشارت آيات القرآن الكريم إلى بعض الصفات الواجبة لله تعالى، والتي يقتضيها كمال الألوهية، كقوله تعالى ﴿ وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون﴾ *﴿وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون﴾*﴿وهو الذي يحيي ويميت ﴾*﴿وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون﴾ المؤمنون “78 ـ 80”.

قدم الله تعالى وبقاؤه:  كما في قوله تعالى﴿ هو الأول والآخر*والظاهر والباطن*وهو بكل شيء عليم﴾ الحديد:3.

وقوله تعالى﴿قل هو الله أحد*الله الصمد*لم يلد ولم يولد*ولم يكن له كفواً أحد﴾ سورة الإخلاص.

وفي ذلك إشارة إلى مخالفته تبارك وتعالى للحوادث من خلقه، وتنزهه عن الولد والوالد والشبيه والنظير.

قيام الله تعالى بنفسه: قال تعالى: ﴿ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله*والله هو الغنى الحميد﴾ فاطر:15.

وحدانيته تعالى: قال تعالى: ﴿ وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون ﴾ النحل:51.

قدرة الله تعالى: قال تعالى: ﴿ ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب﴾ سورة “ق”:38.

إرادة الله تعالى: قال تعالى:﴿ إنما أمره إذا أراد شيئاً أ، يقول له كن فيكون﴾ يس82.

وغير ذلك من الآيات الكريمة التي تشير إلى إثبات إرادة الله تعالى وأنها فوق كل إرادة ومشيئة﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله﴾ سورة الدهر:30.

علم الله تعالى: قال تعالى: ﴿ يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور﴾التغابن:4

وغيرها من الآيات الكثيرة الدالة على سعة علمه تبارك وتعالى وإحاطته بكل شيء، قل أو كثر، دقّ أو عظم.

حياة الله تعالى: قال تعالى ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولانوم*له ما في السموات وما في الأرض﴾ البقرة :255.

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على أن تبارك وتعالى متصف بالحياة الكاملة التي ليس ثم أكمل منها.

سمع الله تعالى وبصره: قال تعالى﴿ يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور*والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء*إنه الله هو السميع البصير ﴾ سورة غافر:20.

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تدل على اتصافه تعالى بالسمع والبصر.

كلام الله تعالى: قال تعالى﴿ وكلم الله موسي تكليما ﴾ النساء:164.

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تدل على اتصافه تعالى بصفة الكلام.

صفات الله لا تتناهى: وصفاته تبارك وتعالى في القرآن الكريم كثيرة، وكمالاته تعالى لا تتناهى ولا تدرك كنهها عقول البشر، سبحانه لا نحصى ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه.

بين صفات الله وصفات الخلق:

إن المعنى الذي يقصد باللفظ في صفات الله تبارك وتعالى يختلف اختلافاً كلياً.

ترجيح مذهب السلف:

والإمام  حسن البنا ومدرسته على اعتقاد أن رأى السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالإتباع، حسما لمادة التأويل والتعطيل وأن تأويلات الخلف لا توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق.

ولا تستدعى هذا النزاع الطويل بينهم وبين غيرهم قديماً وحديثاً، وصدر الإسلام أوسع من هذا كله.

وقد لجأ أشد الناس تمسكاً برأي السلف رضوان الله عليهم، إلى التأويل في عدة مواطن، وهو الإمام”“ أحمد بن حنبل ““ رضي الله عنه، من ذلك تأويله لحديث: " الحجر الأسود يمين الله في أرضه"  .. وقوله صلى الله عليه وسلم:" قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن" ... وقوله صلى الله عليه وسلم:" إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمين".

وقام الإمام النووي بما يفيد قرب مسافة الخلاف بين الرأيين، مما لا يدع مجالاً للنزاع والجدال، ولا سيما وقد قيد الخلف أنفسهم في التأويل بجوازه عقلاً وشرعاً، بحيث لا يصطدم بأصل من أصول الدين.

وخلاصة هذا البحث أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر المتعارف بين الخلق، وهو تأويل في الجملة واتفقا كذلك على أن كل تأويل يصطدم بالأصول الشرعية غير جائز، فانحصر الخلاف في تأويل الألفاظ بما تجوز في الشرع، وهو هين كما تري وأمر لجأ إليه بعض السلف أنفسه، وأهم ما يجب أن تتوجه إليه همم المسلمين الآن توحيد الصفوف، وجمع الكلمة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.

والله حسبنا ونعم الوكيل.

مجلة بحثية محكمة سنوية

قسم اللغة العربية، كلية الجامعة، تروننتبرام، كيرلا، الهند

سيدي العزيز،

في غاية السرور والفرح، نحن نفيدكم بأن المجلد السابع لمجلة العاصمة قد نشر في يوم 18 لشهر ديسمبر عام 2015 بمناسبة احتفال اليوم العالمي للغة العربية. وفي هذا الصدد، نحن نعرب عن امتناننا العميق تجاه الدعم الأكاديمي والمساهمة التي قدمها الباحثون من الجامعات والكليات المختلفة في الهند والخارج.  

النسخة الإلكترونية للمجلد موجودة للتحميل والمطالعة في موقع قسم اللغة العربية لكلية الجامعة.

 

انقر الرابط التالي:

http://arabicuniversitycollege.yolasite.com/journal-2015.php

 

كتاب يرصد تجربة الشاعرة المغربية نجاة الزباير

clip_image002_3c228.png

صدر كتاب " أنوار تتفيأ معناي..قراءات في المنجز الشعري للشاعرة المغربية نجاة الزباير"عن منشورات أفروديت في طبعته الأولى 2015 ، وقد ساهم في إنجازه ثلة من الدارسين المغاربة والعرب، وهم:

د. حسن الغرفي، د. أحمد بلحاج آية وارهام، د. علي القاسمي، د. أ. عبد الله بن أحمد الفيفي، د. العياشي أبو الشتاء، الأستاذ وجدان عبد العزيز ،          د. إبراهيم الحجري، الأستاذ نعمة السوداني، الأستاذ الطيب هلو ، الأستاذة جنة نجية، و الأستاذ راسم المدهون.

وقد تناولوا الدواوين التالية: لجسده رائحة الموتي، أقبض قدم الريح، قصائد في ألياف الماء، ناي الغريبة، فاتن الليل، خلاخيل الغجرية، والكتاب الشعري/ النثري رسائل ضوء وماء.

يقع الكتاب في 116 صفحة من القطع الكبير، وقد قامت بتوزيعه شركة سبريس .

ألكسو: معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة ينظّم مؤتمر: "مراكز البحوث العربية والتنميّة والتحديث"، نحو حراك بحثيّ وتغيّر مجتمعيّ

انعقد المؤتمر السنوي الرابع لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بالقاهرة في 27  و28  - 12 – 2015 م تحت رعاية مدير عام المنظمة د. عبد الله حمد محارب، وقد ضمّ باحثين من الوطن العربي: السعودية، الأردن، ليبيا، لبنان، الجزائر، فلسطين، الصومال، تشاد، ومصر .

الجلسة الأولى، افتتاح المؤتمر

استهلّ مدير المعهد د. فيصل حفيان المؤتمر مرحّبًا براعيه وضيف الشرف وبالضيوف والمشاركين فيه، ثمّ عرّف به، وذكر أنّ هذا المؤتمر يحمل عنوانًا جديدًا يفضي إلى البحث في طبيعة وأهداف وآليات عمل مراكز البحوث والفكر العربية، وفخر بهذا المؤتمر الذي آثر إبراز دور الباحثين الشباب المرشحين من جامعات عربية راسلتها إدارة المعهد سابقًا استعدادًا لانعقاده، وذكر أنّ الدول العربية التي تعاني من أزمات ومآزق تحتاج إلى فهم وتفسير مشكلات واقعها المجتمعي والسياسي والبحث عن حلول علمية منوطة بمراكز البحوث والفكر العربية لتجاوز مواطن الخلل في البنيات المجتمعية المتخلفة التي أدت إلى نشوب الصراعات الرأسيّة العبثيّة في المجتمع العربي بين تشكيلات الولاءات الأولية النحننية، وصولًا إلى الحروب الأهلية التي تنذر بمستقبل مأساوي، وذلك ليصار إلى قراءة الواقع من جديد واستنباط حلول علمية وتحديثية لإعادة الحياة وبثّ روح التطور والحرية في الدولة والمجتمع، ثمّ تساءل د. حفيان عن جدوى القطيعة مع التراث كشرط للولوج بالتحديث والحداثة، مضمنًا سؤاله ضرورة بناء هوية عربية معاصرة مستندة لتاريخنا وتراثنا، كما أشاد بمعهد البحوث والدراسات العربية الذي تناوب على رئاسته قامات عربية كبيرة كساطع الحصري.

ثمّ تحدّث راعي المؤتمر د. عبد الله حمد محارب، وأشاد بمراكز البحوث والفكر العربية التي تحاول ان تقدّم الحلول المناسبة للمشاكل العربية المتراكمة، وأكّد على ضرورة العودة للتراث العربي، وأورد مثالًا، ابن خلدون الذي اتبع في مقدمته منهجًا سياسيًّا واجتماعيًّا  لايزال صالحًا حتى أيامنا الراهنة، ثم تطرق إلى تاريخ معهد البحوث والدراسات العربية الحافل بالإنجازات منذ خمسينيات القرن الماضي.

بعد ذلك قدّم د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري الأسبق ضيف شرف المؤتمر تصوّرًا موجزًا عن العلاقة الناشئة بين الداخل والخارج لدى مراكز البحوث، وأوضح وجهة نظره عبر شاشة جهاز الإسقاط الإلكتروني بشكل تقنيّ ومعرفيّ ملفت للنظر، مستنتجًا أن أساس العلاقة هو ضرورة تنامي قوّة الداخل ليتمكّن من التعبير على نفسه أمام الخارج المتنامي أصلًا.

 ثمّ دعا إلى تثوير الطاقات الكامنة في اللغة التي تشتمل على كلمات تمنحنا المعاني عند استخدامها في سياق لغوي ومجتمعي صحيحين، وأورد مثالًا قرآنيًّا: "بسم الله الرحمن الرحيم" الجملة التي حملت معنى الرحمة، فبتوظيفها الصحيح إبان نهوض الأمة تجسدت كلماتها بالفعل، فآلت إلى بناء أول مشفى ثابتة وأعقبها ثانية متجوّلة منذ القرن الهجري الأول.

وأشار د. شرف إلى أنّ الفلسفة والأديان هي الدافعة نحو العلوم المؤسّسة لتطبيقات صناعية، لاسيما التجريبية، وذلك وفقًا لمعادلة: التدبر ثم الإنتاج فالنمذجة وصولًا إلى التقنيات ومخرجاتها للوصول إلى العلم، ويستدعي تحقيقُ هذه المعادلة استشرافَ الحلول على ضوء توقعات العلم الجديد المتجدد المتحصّل وفقًا لقانون العرض والطلب، وذكّر إن الإنسانية تسعى للوصول إلى كسر إرادة ممثلي العولمة الشرسة واستبدالها بعولمة رحيمة تؤمن بوجود الآخر وتتبني التعايش المشترك وتقرّ بالتنوع والاختلاف، واستنتج ضرورة ومشروعية التعاون مع الجانب العولمي الرحيم، لأنّه لامناص من الإندماج بالتحضّر الإنساني والإسهام في بناء حضارة كونيّة تحقق أحلام البشر بالحرية والمساواة والعدالة؛ وبناء عليه أكّد د. عصام شرف أنه لابدّ من مشروع حضاري عولمي جديد بمشاركة الحضارات الفاعلة بالتاريخ كالإسلامية، تكون الشعوب هي الفاعلة والمستهدفة والمراقبة فيه، وأومأ إلى تقرير اليونيسكو عام 2010م تحت عنوان "نحو إنسانية جديدة"، وإلى مفهوم هيئة الأمم المتحدة عن التنمية المستدامة في سبتمبر عام 2015م، وأشاد بهما وبالإرادة العالميّة المصوّبة نحو القضاء على الفقر والإعتماد على العلم، وبذلك فما علينا إلاّ أن نتعاون مع دوائر ومؤسسات المجتمع الإنسانيّ الجديد، للحاق بالركب الحضاري، والمساهمة في تأهيل الحضارة الكونية لتكون قادرة استيعاب كل من على كوكب الأرض وتحقيق المساواة فيما بينهم، وعدّ هذا المؤتمر خطوة على الطريق.

علّق د. فيصل حفيان مؤكّدًا على ضرورة ارتكاز التنمية والتحديث على نموذج فكري خاصّ، من دون فرضه من الخارج، حتّى نرتقي إلى التحديث والتجديد؛ وبذلك فقد ذكر التراث العربي الإسلامي الثري بالمرتكزات التي يتوجب الإنطلاق منها والتكيّف مع نتاج الحضارة الإنسانية المعاصرة.

بعد ذلك، وزعت الجوائز المقررة لأصحاب البحوث الفائزة في مسابقة الشباب العربي لعام ٢٠١٥، وقد فاز بها الباحث حسام كصاي من العراق، والباحث علي إمام من مصر، وكان موضوعهاالتطرف والإرهاب وآليات مقاومتهما الفكرية في الوطن العربي

 بعد ذلك أشار د. حفيان لوجود 20 باحث عربي في المؤتمر سيقدمون أبحاثهم المتنوعة حول المراكز البحثية، وكرّر إشادته بفعاليات المؤتمر الشبابية، ولم يخفِ طموحه بتفيعل توجهات المؤتمر ليخلق تشبيكًا فاعلًا بين مراكز البحوث والفكر العربية من خلال معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة. وأعلن عن بدء فعاليات المؤتمر البحثيّة.

المحور الأول: المراكز وأسئلة القضايا الاستراتيجية

الجلسة الثانية: المراكز وتحديات التحديث

رئيس الجلسة: د. صلاح فضل، مصر

الباحث: عمراني بن الرتمي كربوسة، الجزائر

عنوان البحث الأول: المراكز بين تحديات التغيير ورهانات المستقبل

         استهلّ الباحث ورقة عمله مشيرًا إلى أهميّة السعيّ على دروب التنميّة بغية بناء الدولة في البلدان العربية التي غاب ويغيب عنها الفكر النظري اللازم للبناء، وذكر أسبابًا عديدة منها: ضعف مراكز الفكر والبحوث العربية، ثمّ حدّد أربع نقاط عالجها في بحثه وهي:

1-   إشكالية المفاهيم والمصطلحات: وتتعلق بالغموض واللبس إزاء كمٍّ هائل من المصطلحات المستعارة، والتنوع في استخدام عدة مصطلحات لمفهوم واحد نتيجة التعدد اللغوي عند الباحثين، إن كان في البيئة المولّدة للمفاهيم والمصطلحات أوالمستهلكة لها، مما يفضي بالمصطلح للارتباك وبالتالي الغموض، وطالب مراكز البحوث والفكر العربي بالتصدي لهذه الإشكالية التي تعين في رسم استراتيجات لخدمة التنمية والديمقراطية...إلخ، وقال أنّ هذا يتطلب فكرًا مبدعًا لتكوِّن التقارير الأولية تصورات فكرية على درب بناء خارطة طريق لاستراتيجيات ذات جودة عالية.

2- معوقات فعالية الفكر: انطلق الباحث من الأوساط السياسية الرديئة، وعدّد مظاهر رداءته في الدوائر المغلقة للنظام السياسي المتضمنة استبداد الحكّام، ثمّ هشاشة المجتمع المدني، وتدهور أحوال التعليم، وهيمنة النزعات التقليدية والرجعية على المجتمع والدولة، وأشار إلى لجوء القطاع الخاصّ إلى الربح والطمع؛ كما أشار إلى ضعف الموازنة الخاصّة بالبحث العلمي والتعليم في البلدان العربية، ووصل لنتيجة مفادها: إنّ بيئة الفكر هي الحريّة،  والاستراتيجيات تحتاج إلى فكر سياسي تتفاعل معه، وهذا لن يتحقق إلّا بفعالية السياسة الموءودة بسبب طغيان القهر والإستبداد في بلداننا العربية.

3- المراكز البحثية (الفكر وتحدي الثورة): أولى معوقات عمل مراكز البحوث العربية هو التمويل المالي، وبدون التحرر من أعباء الأموال لايمكن لهذه المراكز بالعمل الجاد، وألمح لخطورة التمويل الحكومي الذي يؤول إلى الانصياع لإرادات السلطات الفاسدة، أو الخارجي الذي يخدم أجندات خارجية غربية تحت مسميات حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها.

4-   تداعيات ثورات الربيع العربي على مراكز البحث، الرهانات المستقبلية:

        جدّد الربيع العربي طرح قضية الحرية كشرط لازم لإنعاش مراكز الفكر العربية، ثمّ أشار إلى ضرورة التصدّي للإطروحات الغربية (البراغماتية) ومواجهة حججهم بحجج تحفظ لنا مصالحنا، إضافة إلى ضرورة وعي المراكز لدورها في عملية التنمية؛ ثمّ ختم ورقة عمله بتأكيد شعار: نحو تفعيل مراكز الفكر العربية، في أنظمة تؤمن بالانفتاح السياسي في خدمة الإقلاع الاقتصادي.

بعد ذلك علّق د. صلاح فضل على الورقة، وأومأ إلى ندرة المراكز العلمية الوطنية، وقال بضرورة التمييز بين المراكز التي تتبع الحكومات والمراكز الخاصّة والمستقلّة منها وهي نادرة في بلادنا، نظرًا لقصور التمويل المالي، وضعف فعاليات المجتمع المدني، ثمّ قدّم الباحثة الثانية.

الباحثة: خلود محمد الدعجة، الأردن

البحث الثاني: التحديث وتجاذبات الخصوصية العولمة

ارتأت الباحثة أن على مراكز البحوث العربية أن تساهم في خلق أشكال وعيّ جديدة، وبشّرت بإمكانية حدوثها بعد ثورات الربيع العربي.

 وأشارت إلى الخلل في مكونات الهوية الثقافية، حيث تغلب النزعة الفردية على الوعي المجتمعي في مكونات الهوية العربية الراهنة، ولكنها سارعت للقول إن هذا الخلل ليس قدرًا نهائيًّا فثورات الربيع العربي أثبتت قدرة هذه الشعوب على التغيير والثورة وبناء وحماية هوية مستمدة من أعماق التاريخ العربي، ثمّ عدّدت مكوّنات الهوية الثقافية العربية ابتداءً من الواقع المجتمعي المعيش، البيئة الطبيعية، البيئة الإقتصادية، المفردات الثقافية، مناحي الإبداع، ورؤى المسقبل، ثم حّددت مرجعية هويتنا بالدين الإسلامي الكفيل بتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والحفاظ على اللغة العربية، وموروث الأمة الثقافي، والعلوم الدينية، ولخصّت الجوانب الإيجابية في مجتمعنا بـ:

القيم الدينية المرتكزة للمساواة والإخاء والصدقالتكافل الإجتماعي والتضامن والإحسانالتقاليد والمسلكيات المستقيمة التي ترضي الله تعالى

والجوانب السلبية بـ:

تضييق الخناق على المعتقدات ونشر الأفكار وحرية الرأيالهجرة بحثًا عن مناخ ديموقراطي مناسب يحقق آمال الطامحين لحياة أفضل

ثم تعرضت إلى معوقات تفعيل هوية ثقافية عربية بـ:

·       سياسة العولمة التي تفرض على مجتمعنا قيمًا مغايرة لقيمنا الموروثة·       إهمال اللغة العربية لمصلحة تعلّم لغات أجنبية·       تقليد أنماط الثقافة الأمريكيةالسطوة الإعلامية الغربية على حياتنا

ثم تحدثت عن دور المراكز البحثية العربية وضرورة مشاركتها بالتقصي والبحث عن حلول ناجعة تكفل تحديث الثقافة العربية بما يحقق حياة أكثر إنسانية وهوية مختلفة، وقالت إن ثوراتِ الربيع العربي بشّرت على قدرة شعبنا على بلورة هوية ثقافية عربية حديثة.

الباحثة: سناء سليمان مصطفى، مصر

البحث الثالث: التحديث بين النهوض بالخصوصية الثقافية ومواجهة تحديات العولمة

شرعت الباحثة في الحديث عن واقع وهموم مراكز البحوث والفكر العربية كما ورد في الأبحاث السابقة، ثمّ تساءلت عن وجود تعارض بين التحديث وخصوصية البدان العربية في هويتها الثقافية، ثمّ استنتجت إنّه على الرغم من الخصوصية التي قد تبدو للبعض أنها مغايرة لرؤى الحداثة، إلاّ أنّه لامناص من الكفاح ضد الجمود والثبات الذي ظهر على مجتمعنا في العصر الحديث.

وفرّقت الباحثة بين التحديث الذي يعني التقدم والتطور، والإستحداث المعبّر عن الطاقات الإبداعية المختزنة في أي مجتمع إنساني، ثمّ انتقلت للحديث عن مراكز البحوث العربية التي يجب ان تنطلق من موقع الإستحداث في رسم سياسات وتقديم حلول لإعانة أصحاب القرار السياسي وأبناء المجتمع في رسم مصائرهم بشكل أفضل عما كانت عليه أوضاع ماقبل ثورات الربيع العربي

الجلسة الثالثة: المراكز وقضايا التنمية

الرئيس: د. ابراهيم بيومي غانم، مصر

الباحث: محمد محمود بني مفرج، الأردن

البحث الرابع: دور المراكز في تحقيق مشروعات التنمية والتحديث

بعد أن أورد الباحث بؤس مجتمعاتنا في حياتها الراهنة، وقال بضرورة العمل لإنجاز مشاريع تنموية تتسم بسمات حداثية، وترتكز على منجزات العلوم، بهدف الانتقال نحو الخير والعدالة الاجتماعية والمساواة، عدّ وجود مراكز البحوث وفعاليتها خطوة لازمة لرسم ملامح دروب التنمية والتحديث، وقدّم تصورًا عن واقع هذه المراكز الراهن المتسم بالعجز في إنجاز مهامًا منوطة بها، وحدّد أهم عيبين في آليات عملها وهما:

افتقاد مراكز البحوث للعمل المؤسسي وخضوعها لأمزجة القائمين عليها والتي تعمل وفقًا لمصالح الممولين لها.افتقادها للمعرفة المبنية على أسس علمية، والتي بدونها لايمكن امتلاك القوة اللازمة لتفعيل دورها في رسم سياسات ووضع حلول لمشاكل نعايشها

الباحث: اسعيداني سلامي، الجزائر

البحث الخامس: إشكالية التنمية العربية في ظلّ التحولات العالمية

عدّ الباحثُ إنّ المقوّم البشري هو أهم عنصر من عناصر التنمية، وكلما كان الإعداد للطاقات البشرية جيدًا كان النجاح بالوصول لنتائج إيجابيّة على درب التنمية ممكنًا، وقلّل من خطر الأزمة في الهوية الثقافية للبلدان العربية، حيث تشترك مع كل شعوب الأرض بهذه الأزمة، وأورد مثالًا أزمة الهوية الثقافية الفرنسية التي تقوم على التهجين وفقدان الأصالة، ثم حدّد المشكلة عند العرب بطغيان النمط الثقافي الغربي على الحياة العربية؛ وارتأى إنّ مراكز البحوث لم تتمكن حتى هذه اللحظة من السير على درب التأثير بالحياة العربية المعيشة، نظرًا للإشكاليات المعرفية التي تعيش في كنفها، لاسيما قصورها الواضح بتقديم حلول للإنطلاق على دروب التنمية الإقتصادية التي تحتاج إلى دراسات ميدانية ومناهج علمية لاستشراف المستقبل.

ثمّ تحدّث الباحثُ عن خطورة تمويل المراكز البحثية الذي يجب أن يكون داخليًّا، وأن لاتنصاع المراكز لإرادة الممولين، وطالب بضرورة توجّه المراكز البحثية لوضع نمطية للإقتصاد المعرفيّ، واستراتيجية تجدّد سبل إنتاج المعرفة اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، ثمّ استنتج إن لامناص لمراكز البحوث العربية من اللجوء إلى استراتيجية موحدّة التي لايمكن لها أن تتحقق إلاّ من خلال تكامل بحثي علمي اقتصادي موحد على مستوى الوطن العربي.

الباحث: ياسر نمر محمد أبو حامد، فلسطين

البحث السادس: دور مراكز الدراسات السياسية في عملية التنمية السياسية

قدّم الباحث بنود بحثه وهي أربعة:

1-   علاقة مراكز البحوث بالتنمية: وعدّها جدلية فالمراكز تقدم الدراسات والحلول لأصحاب القرار وللفعاليات المجتمعية، وتستمد قوتها من الدولة والمجتمع عندما تخضع لتنمية مستدامة وفق أسس علمية.

2-   المقومات الأساسية في إسهام المراكز بالتنمية:

أهمية إلتزام الدولة والمجتمع بشرعة حقوق الإنسانالتعددية السياسيةتشييد دولة القانوناستقلالية المراكز البحثية واستدامة تمويلها

العراقيل المعوّقة لتصدير دراسات سياسية من المراكز البحثية، وعالج منها: التمويل الأجنبي الذي يُخضِع المراكز لإرادتهم السياسية ومصالحهم الإقتصادية، وإنتماء المراكز لأحزاب سياسية تخدم مصالحها ورؤاها السياسية، ثمّ ضعف الإبداع الفردي والمؤسسي والإعتماد في البحوث والدراسات على نقل خبرات وتجارب مراكز الدول المتقدمة بشكلٍّ آليّ

4 – سبل تفعيل دور مراكز الدراسات السياسية في البلدان العربية:

ضرورة الإسراع في تفعيل دور مراكز الدراسات السياسية في البلدان العربية، بما يحقق التفاعل داخل البنية المجتمعية لسبر أغوارها وإستخلاص الحلول وإنتاج السياسات المناسبةتحقيق مبدأ استدامة التمويل البحثيالتركيز على إقامة المؤتمرات وورشات العملتعميق الدراسات بالواقعاستقطاب الخبرات العلمية اللازمة للدراسات المنهجية العلميةالتوجّه نحو تخصص المراكز بالمواضيع التي تتناولهاإقامة شبكة لكل مراكز البحوث العلمية، والدعوة لمؤتمر يشمل كل مراكز الأبحاث والفكر العربيةإصدار دوري لأهمّ الدراسات البحثية في الوطن العربي

وبعد أن علق بعض الباحثين وأدلوا بملاحظاتهم وتعقيباتهم، تحدّث رئيس الجلسة د.ابراهيم بيومي غانم، منتقدًا اللغة العربية الركيكة المستخدمة ومشيرًا إلى الأخطاء اللغويّة والنحويّة، وإلى ركاكة الأسلوب اللغوي وعدم القدرة على التعبير عن الأفكار، ثمّ أشار إلى تكرار الأفكار في البحوث المقدمة وضمن كل بحث، وعدم القدرة على تقديم الأفكار بشكل منهجي، وذكر أنّ تلخيص أيّ بحث لا يحتاج إلى أكثر من 7 دقائق لإبراز تحدياته وعرض أفكاره الرئيسية وأطروحاته الممكنة والمشاكل المعروضة فيه، وحلولها المتوقّعة على ألا تكون مسبوقة، ثمّ تعداد النتائج البحثية المتوخاة من البحث، وهذا يحتاج من الباحث أن يكون على دراية بالوقت واستثماره على اكمل وجه، والإشتغال على تلخيص بحثه وتحديد نقاطه بشكل دقيق قبل الولوج بعرضه.

 ثمّ تكلم عن أوهام وأضاليل قُدّمَتها الأوراق البحثيّة من دون دراية بمشاكل الواقع، وقال، أخيرًا، إنّه لو سئل عن نشر هذه الأبحاث فلن يوافق على نشرها لضعف أفكارها، وسوء لغتها، وابتعادها عن الواقعية اللازمة، وفقرها لمنهجية علمية.

المحور الثاني: المراكز والحراك والراهن والإستشراف

الرئيس: د. خالد عزب، مصر

الباحث: صالح أبو بكر علي، تشاد

البحث السابع: دور مراكز البحوث في التحليل والاستشراف

عالج الباحث بنود ثلاثة وهي:

·       المراكز ودورها في دراسة الواقع: حدّد ضرورة العمل الميداني لمراكز البحوث والاعتماد على قواعد بيانات صحيحة، لتتمكن من الحصول على دراسات علمية مفيدة·       المراكز ودورها في إرشاد أصحاب القرارات السياسية: بغية الحصول على سياسات مجدية، وهذا يتطلب تقديم العون لهم لاتباع سياسات رشيدة ترتكز على أبحاث علمية تستشرف النتائج في المستقبل نتيجة استقراء للواقع.·       أثر المراكز في الدراسات الاستراتيجية: تحتاج إلى رؤى علمية مدروسة على تحليل مشاكل الواقع والاسترشاد بمناهج البحث العلمي المناسبة لتحديد خطط مستقبلية تعتمد وضع استراتيجية متكاملة لتكون دليل عمل للسير على دروب التنمية التي تفضي إلى بناء مجتمع حديث ودولة منيعة ومواطن حر ومسؤول

بعد ذلك تحدّث الباحث عن تكاليف مراكز البحوث ومصادر تمويلها مكررًا ماجاء في اوراق بحثية سابقة، ثمّ قدّم التوصيات التالية:

·       ضرورة التنسيق بين المراكز البحثية في الوطن العربي·       الدعوة إلى التشجيع على إقامة مراكز بحيثة جديدة·       مسح للمراكز العربية العاملة في الوطن العربي·       السير على درب التكامل في تأدية وظائف مراكز البحوث العربية

الباحث: أمجد جبريل، فلسطين

البحث الثامن: المراكز البحثية والربيع العربي، نظرة على الأدوار والمشكلات والمستقبل

استهلّ الباحث بعرض واقع وأوضاع مراكز البحوث العربية بعد ثورات الربيع العربي، التي تنامى عددها بشكل ملحوظ من دون أن تتغيّر نوعيًّا، ولاحظ أنّ هذه المراكز ضعيفة التأثير في قيام الثورات العربية وتداعياتها نتيجة ضحالة إمكانياتها، وتواضع إطروحاتها المتماشية مع إرادة الممولين إن كان داخليًّا أو خارجيًّا، ثمّ حصر أسباب الأحوال المزرية لهذه المراكز بـ:

·       استبداد أنظمة الحكم العربية وانتشار القهر وانعدام بيئة الحرية المناسبة لاحتضان الفكر الحر·       تهميش الباحث وتقزيم دوره بالتقصّي عن جذور وأسباب المشكلات لوضع الحلول لها·       واقع المراكز البحثية العلمي المنغلق على المتنفذين به، الجامد والعصي على التغيير·       الأوضاع المادية والاجتماعية المزرية للباحثين الذين ينأوون عن وظائفهم بحثًا عن ظروف معيشية لهم ولأسرهم أفضل مما هم فيه·       ضعف وضآلة الميزانيات المخصّصة للبحث العلمي·       اقتراب الباحثين من المراكز الغربية يجرّهم إلى الإنعزال والإبتعاد عن الداخل لمصلحة الغرب الذي لايخفي مصالحه وسياساته في بلادنا

ثمّ ختم الباحث بتأكيده على بروز سمتين بشكل واضح في المراكز البحثية العربية، الأولى: تتعلق بافتقار المراكز البحثية العربية للريادة بكافة حقول المعرفة والاختصاصات البحثية، والثانية: بالحيرة والتخبّط في تحديد مفاهيم واضحة لدور هذه المراكز البحثية الفكرية.

الباحث: عماد غنّوم، لبنان

البحث التاسع: المراكز بين الحضور والغياب

عرض الباحث لمظاهر الخلل في البنية المجتمعية العربية، والتي تجعل من مراكز البحوث العربية عاجزة عن تحقيق ماتصبو إليه، وقارنها بالحقبة المضيئة من التاريخ العربي الإسلامي إبان العصر العباسي الزاخر بالعلم والعطاء المعرفي، وانتهى إلى أن العرب يعيشون في أزمة كبيرة يحتاجون للتغيير على كل الأصعدة ليتسنى لهذه الشعوب، وبالتالي للمراكز البحثية العربية، أن تأخذ موقعها في عملية التغيير المرتجاة.

ثمّ عقّب رئيس الجلسة د.خالد عزب، وأعطى لمحة سريعة عن واقع مراكز الأبحاث العربية، ركّز فيها على الكثير والمهم الذي أغفله الباحثون، ولعلّ معرفته الواضحة بموضوع المؤتمر، وتعداده للمراكز البحثية العربية مع إعطاء لمحة عن المراكز المهمة منها مؤشّر لنقده للباحثين الذين أبدوا عدم معالجتهم للمرتكز الأولي للأبحاث وهو معرفة عدد ونوع وكيفية وآليات واختصاصات المراكز البحثية العربية التي تعمل على مستوى الوطن العربي، وإمعانًا بالنقد للباحثين ذكر اختصاصات مراكز البحوث العلمية، بدءًا من اللغوية (مجامع اللغة العربية) والسياسية والجغرافية والتاريخية والفكرية والمستقبلية...إلخ، ثمّ حدّد مواطن الضعف والخلل في داخلها، وذكر بعض ملامح الخلل في المراكز البحثية والفكرية التي كانت غائبة عن البحوث المقدّمة، ومنها:

·       غياب التراكم البحثي المطلوب لهذه المراكز·       ضعف في تكوين الباحث العلمي وإعداده·       عدم العمل على الدراسات البينية بين الاختصاصات المتعددة

وبذلك لايرى د. عزب مانعًا من الإستعانة بمراكز البحوث العلمية الغربية لإمتلاكها المعلومات وتنوّع أدوات البحث وتعدّد المناهج التي مانزال نفتقر إليها، وهذه الإستعانة لازمة وضرورية حتّى لوحملت في طياتها شكلًا من أشكال التبعية.

اليوم الثاني، الاثنين: 28 ديسمبر

المحور الثالث: المراكز وصياغة الوعي وتوجيه السلطة

الجلسة الخامسة: القرار والرأي العام والسياسة

الرئيس: السفير خالد زيادة، لبنان

الباحث: عادل عبد القوي الشرعبي، اليمن

البحث العاشر: أثر المراكز في توجيه صناعة القرار وتشكيل الرأي العام

شرع الباحث بتقديم إحصاء للمراكز العلمية اليمنية، وعددها 49 مركزًا، منها 23 جامعيًّا و6 حكوميًّا و20 مركزًا خاصًّا، وقال أنّ الفاعلة منهم 5 أو 6 مراكز، تمويلها يأتي من الحكومة بواقع 90% والقطاع الخاص 10%، وتاتي معاناتها الرئيسية من العسكرة وتعيين رؤوسائها ممن لهم صلات أمنية.

ثمّ قدّم تصورًا عن واقع المراكز العربية غير المؤثّرة بالسياسات العامة، بسبب غياب السياسات الديمقراطية، وانتشار الإستغلال والاستبداد، وبالتالي عدم نجاح سياسات التنمية والتقدم، ثمّ قال بأنه من الممكن خلق نهضة بظلّ أنظمة مستبدّة وأورد شواهد مؤيّدة بذكره لتجارب ستالين وماو تستونغ وصدام حسين، ثم وصل لتوصياته وهي:

·       العمل لبناء جسور بين صانع القرار والمراكز·       اشتغال مراكز البحوث على أوراق سياسات صغيرة الحجم وواضحة لتسهيل وصولها وقراءتها من أصحاب القرار السياسي·       ضرورة مخاطبة المراكز جمهور المواطنين لتؤثّر بالمجتمع الذي يجب أن يتغيّر·       ابتكار المراكز لوسائل وآليات خطاب واضحة مناسبة للوصول إلى الجماهير في المجتمع، بغية التأثير على أصحاب القرار

ثمّ انهى بحثه بتوصية للقائمين على المؤتمر بصياغة توصيات مستمدة من الأبحاث المقدمة لإعتمادها كبدائل للواقع الحالي.

الباحثة: هبة جمال الدين محمد، مصر

البحث الحادي عشر: المراكز ومسؤولية صنع السياسة العامة

استهلت الباحثة التذكير بمراحل تطور مراكز الفكر العالمية، وموقع العربية الضعيف بينها، ثم ذكرت الماهية التي تخصّ مراكز الفكر المتعلقة برسم السياسات وحددتها بـ:

·       المفهوم والتصنيفات·       المقوّمات وأدوات التأثير·       المؤثرات المحتملة

ثمّ صنفتها تبعًا لوظائفها أو بيئاتها أو مواطنها، وذكرت أهميتها في توجيه السياسات العامة، وتصدير مسؤولين في الحكومة، واكّدت على ضرورة استقلاليتها المالية، وعدّدت مصادر تمويلها كالوقف الخيري والتمويل الأجنبي والحكومي والأفراد والقطاع الخاص، ثم أكثرت من الشواهد على أساليب الكثير من المراكز في بلدان متعددة، وانتقلت إلى مقومات عمل مراكز الفكر وأشارت إلى تأهيل الباحث الأكاديمي، ومجلس إدارة مؤمن بمشاركة المركز في التنمية، والإستقلالية، والثقة بالقوى البشرية، وإشاعة الديمقراطية في المجتمع والدولة، وزيادة المنافسة بين المراكز، وتسخير وسائل الإعلام لإبراز خطابها؛ وقد ألمحت الباحثة إلى أن أدوات التأثير تلعب دورًا فاعلًا في نجاح مراكز الفكر وحصرتها بـ: القنوات الفضائية والصحافة وجلسات الإستماع والمؤتمرات وشبكة المعلومات العالمية واللقاءات مع المسؤولين والمقابلات والنزول إلى الشارع والتشبيك مع المراكز الأخرى والمطبوعات، ثم عددت وظائف مراكز الفكر ابتداء من تحديد المشكلة ورصد ملامحها، وتقديم البدائل، ثم تقييم البرامج الحكومية، وتلبية الاحتياجات التنموية وصولًا إلى استشراف المستقبل، ووصلت إلى المقترحات وتعلقت بضرورة تغير سلوك الحاكم وقبوله بالآخر، والتشبيك مع مراكز الفكر العالمية، وصوغ علاقة جيدة مع وسائل الإعلام، والقيام بحملات توعية ومناصرة للسياسات البديلة، وختمت بقولها:

إن القائد الناظر لمستقبل الأمة هو الذي يدعم مراكز الفكر التي تعينه في رسم سياسات رشيدة.

الباحثة: باسمة كزار حسن، العراق

البحث الثاني عشر: دور المراكز في صنع القرار الاقتصادي

        ابتدأت الباحثة بذكر مشكلة الموارد في العراق المصطنعة والمضلّلة، ودعت اللجوء لمراكز البحوث والفكر لمعرفة حيثيات المشكلات ومنها مشكلة الموارد، ثم دعت لضرورة تفعيل المراكز البحثية لأن وطننا يحتوي على مناجم من العقول الواعدة، وإعادة النظر بالانفاق المالي لهذه المراكز ومنحها استقلالية كاملة، ثمّ عرضت مكانة المراكز العربية المنخفضة قياسًا للعالمية، وعددت توصيات منها:

·       تأسيس مركز أبحاث لكل وزارة في العراق·       استثمار نتائج البحوث عن طريق إنشاء الشركات الكفيلة بتفعيل رؤاها·       تشكيل هيئة متكاملة لمراكز أبحاث الوطن العربي·       إقامة دليل دوري لتأمين تواصل بين المراكز العربية·       ضرورة أقناع أصحاب القرار على اعتماد نتائج المراكز البحثية

الباحثة: إيمان رجب، مصر

البحث الثالث عشر: تقييم مراكز البحوث العربية والغربية، نقاط التقاطع والإختلاف في عملية صنع السياسات، دراسة مقارنة

بداية طالبت الباحثة بضرورة مأسسة مايجري العمل عليه في هذا المؤتمر والمتابعة بالعمل على ضوء نتائجه، ثمّ عرّفت مراكز الفكر وهي: منظمات تقوم بتحليل القضايا والسياسات العامّة، وتنتج تحليلات ...إلخ، ثم صنّفت المراكز بحسب طبيعتها المختلطة او النقية، وذكرت ازدياد عدد المراكز العربية بعد ثورات الربيع العربي إذ بلغ 521 مركزًا في عام 2014م مقارنة بـ 325 مركزًا تقريبًا عام 2013م، كما ذكرت ازدياد عدد الأحزاب السياسية بعد الربيع العربي، وجماعات المصالح كطلبة الجامعات.

كما أشارت الباحثة إلى ضرورة عرض نتائج أبحاث مراكز الفكر وسياساتها على صانعي القرارات، على أن تكون هذه المراكز مستقلّة، وألا تكون منفّذة لتوجيهاتهم، وذكرت بعض حالات رفد المراكز البحثية الحكومة بباحثين، اشتغلوا لديها، للمناصب الحكومية، ثم انتقلت لوظائف مركز الفكر، وحددتها بالتثقيف العام والبحث بالسياسات وصياغة مشروعاتها، وإقامة دروات تدريبية للبرلمانيين والمسؤولين، وتسويق منتجاتها في وسائل الإعلام، وأن لاتختلط مع جماعات الضغط، والتكيّف مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأن تكتسب القدرة على متابعة الأحداث المتعاقبة، ووصلت إلى التوصيات وهي:

·       الاستعانة بالعمل الميداني، والتدقيق بنتائجه·       تحسين العلاقة مع وسائل الإعلام·       تزايد الرقابة الذاتية على أعمالها، ومنها مراقبة التمويل والخصوصيات·       الانتباه لفخ النمطية، وتكرار القضايا·       أن لاتتحول لكانتونات داخل الدولة·       الحذر من الجيل القديم، لأنه يحاول ان يقصي جيل الشباب بأساليب ملتوية·       وضع أطر تنظيمية لعمل المراكز تتماشى مع طبيعة نشاطاتها·       خلق حالة منافسة بين المراكز

ثم أنهت الباحثة على ملاحظة تزايد الأهمية للمراكز البحثية والفكرية بعد ثورات الربيع العربي عام 2011م، وبالتالي أوصت بضرورة تطوير القوانين التي تحكم هذه المراكز، ومأسسة نشاطاتها، وعلاقاتها مع المراكز الأخرى، ومع المجتمع والدولة بشكل عام، ودعت لضرورة إطلاق إنشاء مراكز بحوث الفكر والأبحاث على مستوى الوطن العربي

المحور الرابع: المراكز والتجارب ومرايا الآخر

الجلسة السادسة: تجارب للإعتبار

الرئيسة: د. هدى ميتكيس

الباحثة: نسيمة آمال حيفري، الجزائر

البحث الرابع عشر: تجارب للاعتبار، مراكز البحوث العربية والغربية، نقاط للتقاطع والإختلاف

حددت الباحثة أطر بحثها بالمقارنة بين المراكز البحثية العربية، والجزائرية منها مع مثيلاتها الغربية، ومسألة خضوع المراكز للممولين. ثمّ قدمت شواهد وأرقامًا لإثبات استقلالية مراكز البحوث الغربية سياسيًّا وماليًّا، وعدم استقلاليتها في البلدان العربية؛ كما أشارت لعدم وضوح الرؤى للمراكز البحثية العربية، وتسييسها بما يخدم الحكام والممولين. ثمّ أبرزت أحوال الضعف في آليات عملها لضعف المعلومات وتشوشها نتيجة عدم ضبطها للنظم المعلوماتية الحديثة، وأشارت إلى هجرة الأدمغة العربية إلى الغرب.

 واستأنفت كلامها عن المراكز الغربية الأوروبية المتسمة بمرونة سياساتها وبحرية حركة باحثيها، ولاحظت تدخّل الغرب بسياسات المراكز العربية وتوجهاتها عندما تقدّم دراسات لاتتناسب مع مصالحه وسياساته، وأوردت مثالًا وهو: إغلاق الولايات المتحدة مركز دراسات بحثي في أبو ظبي لأنّه نشر كتاب الخديعة الكبرى لكاتب فرنسي الذي يتهم الولايات المتحدة بتدبير ثورات الربيع العربي.

ثم قدمت تصورًا شاملًا لواقع مراكز البحوث في الجزائر، وواقع تمويلها، وأكّدت على عدم استقلاليتها المالية، بحيث أضحت الممولة منها غربيًّا تنتج بحوثًا غربية بعقول عربية، وذكرت أخيرًا أنه يجب إعادة النظر بمراكز البحث بغية استقطاب عقول جديدة لمواكبة العصر والمتغيرات الدائمة، وكرّرت أنّه لابدّ من تأمين بيئة ديمقراطية تحضن هذه المراكز، وأوصت ببلورة خطط لتأمين صلات مع بقية المراكز على المستوى العربي والعالمي.

الباحث: محمد فرج صالح رحيل، ليبيا

البحث الخامس عشر: المراكز العربية والغربية غير الحكومية، تحديات الإستثمار

كرر الباحث العقبات التي تمّ ذكرها في البحوث السابقة له، امام عمل المراكز البحثية والفكرية، ووضع التحديات، وعددها بـ:

تأسيس مراكز بحثية غير حكومية، وأورد مثالًا تطبيقيًا من ليبيا عن مركز المستشار الذي يرأسه، وقال بضرورة تنظيم وتشريع عمل المراكزعالج مسألة عثرات التمويل والإجراءات الإدارية والأمنية والضمانات المالية التي تواجهها المراكز.تحدي الإدارة وتأمين الكوادر البحثية المناسبة، وتشجيع صغار الباحثينالتشبيك مع المراكز الأخرىالتفاعل مع رجال الأعمال، ودفعهم للمساهمة في عملية التنميةشحذ الإرادات القويّة بمواجهة الصعاب المتنوعة

بعد ذلك علقت رئيسة الجلسة د. هدى على البحوث المقدمة وانتقدت التركيز على مركز الإهرام دون سواه، وعدت موضوع إيمان رجب واسعًا، كما ذكرت أن الأبحاث لم تتطرق إلى إطار نظريّ يؤصّل للمفاهيم المستخدمة، وأوردت أمثلة تتعلق بالتحديث والتغريب وغيرها، ثم ذكرت عدم ذكر البحوث المقدمة لدور المراكز البحثية في المجتمع وبين الناس للمساهمة بتأهيلهم لمنع قرارات الحاكم غير المناسبة.

الجلسة السابعة: نماذج للاستبصار

الرئيس: م. أسامة كمال

الباحث: صالح بن عبد العزيز النصّار، السعودية

البحث السادس عشر: مراكز التفكير الاجتماعي، المركز الوطني للبحوث والدراسات الاجتماعية نموذجًا

من دون مقدمات، وتكرار لماقيل عن مراكز الفكر والبحوث، ماهيتها وآليات عملها ومعوقات عملها، حدّد الباحث جهتين مستهدفتين لهذه المراكز وهما: الرأي العام، ومراكز القرار السياسي، وبعد أن أدلى بتصوراته عن كيفية وصول المراكز البحثية والتأثير على دائرتي الاستهداف، تحدث عن مستجدات تقنية جديدة ساعدت على زيادة الامكانيات لتفعيل دور ووظائف المراكز ومنها:

·       ثورة المعلومات والاتصالات ·       عدم احتكار الحكومات للمعلومات·       زيادة حجم الحكومات·       العولمة وتداعياتها الايجابية

وأكّد على وظائف مراكز التفكير في البحث والدراسة لحل المشاكل والمساعدة في اتخاذ القرارات المناسبة، ولخّص مهامها بالدراسات والتوجيهات والتفييمات وتوفير الخبرات اللازمة للحكومة؛ ثمّ قدّم تصورًا عن مراكز التفكير ولمحة عن المراكز السعودية والعربية والعالمية، وطالب بتطوير المراكز التي لايزال عددها قليلًا نسبيًّا، واوجب على المراكز:

·       اتخاذ قرارات اكثر استنارة مجتعيًّا وسلطويًّا·       التواصل العلمي الفعّال من أجل حلول فعّالة

ثمّ ذكر المهام والوظائف التي يقوم بها المركز الذي يرأسه في السعودية كونه النموذج المعتمد في دراسته

الباحث: عبد الوهاب علي مؤمن، الصومال

البحث السابع عشر: الصعوبات والتحديات أمام المراكز في الصومال

قدّم الباحث، في عرضه، واقع دولة الصومال المزري بصفتها فاشلة حسب تصنيف الأمم المتحدة، وذكر إن المراكز البحثية المتواجدة على أرض الصومال لاممول لها، ولاتحصل على أية معونة مالية، سوى من إشتراك بعض الأفراد الذين يعملون في إطارها من دون امتلاكهم الخبرة اللازمة، ويستخدمون بيوتهم مقرات لها من دون حواسيب أو أية ادوات بحثية، ويكتفي أعضاؤها بالنشر في بعض المواقع الإلكترونية، كما ذكر إنهم عرضة للأذى من قبل مجموعات مسلّحة، وذكر قلة عدد الكادر العامل في المراكز وسط ظرف أمني معقّد، إضافة إلى عدم وجود دور نشر وطباعة؛ ثمّ عدّ إنّ أخطر المشاكل التي تعانيها المراكز البحثية في الصومال عدم الاعتراف بها عربيا ودوليًّا، نتيجة عدم الثقة بدولة الصومال المصنفة بالفاشلة؛ وذكر إن هذا الواقع يقتصر على المراكز العربية التي تستخدم العربية لغة لها، أمّا المراكز الصومالية التي تكتب يالإنكليزية في الخارج فإنها تتلقى الدعم الغربي والأمريكي المادي والمعنوي، ووصل الباحث إلى تعداد بوابات الخروج من هذا المأزق الخطير بـ:

·       تامين الدعم المالي اللازم لعمل المراكز البحثية الصومالية·       التشبيك مع مراكز البحوث والفكر العربيةالمساعدة في تدريب كوادر وإقامة دورات وأنشطة للمراكز الصومالية

ثم أنهى بحثه بتأكيده على خوف الناس بالصومال من الشارع وفوضى المحموعات المسلحة أكثر من طغيان السلطة.

  الباحثة: منال فهمي البطران، مصر

البحث الثامن عشر: المراكز ومعالجة تحديات التنمية الإقتصادية، مركز دراسات الوحدة العربية نموذجًا

باشرت الباحثة بالتعريف بالتنمية الاقتصادية على المستوى العربي، وقالت أنها اتبعت المنهج التحليلي ثم المنهج المستقبلي بهدف استشراف رؤى للمستقبل،

ثمّ قدمت عرضًا شاملًا للنمو والتنمية، بحسب دراسات مركز الوحدة العربية، ووصفت أحوال الهياكل الاقتصادية العربية بالضعف، ونقص الإنتاج، وقلة الاستثمار، ثم نقلت للحضور أحوال المياه في الوطن العربي والزراعة ومنطقة التجارة الحرة، وموقع العرب من العولمة، ثم قدمت مااستشرفه مركز دراسات الوحدة من حلول، واستنتجت إنّ المركز نجح من دراسة قضايا التنمية والمياه والزراعة والتجارة الحرة من كل الجهات، وأوصت بضرورة تواصل صانعي القرارت مع مراكز البحوث، وإعادة النظر بالسياسات التنموية، وإقامة تنمية مستدامة وبناء قوى شبابية متعلمة وإعادة ترتيب البيت العربي.

الباحث: يوسف ورداني، مصر

البحث التاسع عشر: مراكز البحوث والفكر في مصر، دراسة تحليلية وتقييمية

استهلّ الباحث تعريفه بالمراكز البحثية والفكرية المصرية التي كان تعدادها عام 2010م 30 مركزًا، وارتفع إلى 52 مركزًا عام 2015م مع تنوع بالوظائف التي تقوم بها، ولاحظ ازدياد دور الشباب المصري في صنع القرارات بعد ثورة 25 يناير عام 2010م، وتقبل صنّاع القرار للمشاركة الشبابية الفاعلة.

وانتقل إلى ذكر النواحي السلبية للمراكز في مصر مبتدئًا من التمويل الخارجي، وعدم تعاونها مع بعضها البعض، وشحّ التنوع في الموضوعات التي تعالجها بشكل كافٍ، ثمّ صنفها على الشكل التالي:

·       مراكز المعلومات وكان أول مركز لها في مصر عام 1985م·       مراكز البحوث الجامعية·       المراكز المختلطة كمركز الأهرام الذي يضمّ 39 باحثًا، ومنتدى البدائل ويضم 7 باحثين، ومركز شركاء ويضمّ 7 باحثين·        مراكز تدافع عن قضايا محدّدة كالمنتدى العربي ويضمّ 12 باحثًا·       مراكز فكر نقيّة كمركز الدراسات الاستراتيجية، والمركز القومي، والمركز الإقليمي الذي يضمّ 21 باحثًا

ثم ذكر تنوّع نشاطات هذه المراكز، من إصدار دوريات وإقامة ندوات وورشات عمل ودورات تدريبية ونشرات متنوعة، كما ذكر بعض من عيوبها إنّها تتركّز في القاهرة من دون تواجد لها في باقي المحافظات، وأيضًا اقتصار نشاطاتها على الأكاديميين والباحثين والعاملين فيها، إضافة إلى تدنى تمثيل المرأة فيها

 وذكر إنّ الرئيس مرسي استمع وأخذ برأي منتدى السياسات الخارجية في عام 2013م، ودعا إلى انتقال تجربة المنتدى الخارجي إلى بقية مؤسسات الدولة.

بعد ذلك انتقل الباحث وحدّد تأثير المراكز بـ:

رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، وصناع القرار غير الرسميين بمن فيهم قادة الأحزاب؛ ثمّ عدد وسائل التأثير من خلال الأشخاص، والتسويق الموجّه، ووسائل الإعلام، والاتفاقيات التعاقدية والشراكات البحثية، والتوجّه إلى مراكز القرار. ثمّ كثّف الباحث مهامها بالسعي لتولي الباحثين فيها لمناصب عامة، واستخدام وسائل الإعلام، والإنخراط المباشر مع صنّاع القرار، وإقامة الشراكات الدولية. ثم حدد التحديات ومنها:

·       الوضع القانوني غير الواضح لإنشائها وآليات عملها·       عدم استقرار علاقتها مع صنأع القرار·       ضعف التمويل الداخلي، والتطلع نحو التمويل الخارجي·       ضعف التطوير الذاتي للمراكز·       الفجوة بين الأجيال تمنع دمج الباحثين الشباب في فعاليات المراكز·       العولمة وتداعياتها الخطيرة

التوصيات:

·       وضع قانون منظّم موحد للمراكز·       إنشاء صندوق وطني خاص بالتمويل·       إحياء دور مركز الأهرام للدراسات·       إقامة شبكة وطنية عربية لمراكز البحوث والفكر·       تشجيع الأحزاب والجامعات على إنشاء مراكز بحثية خاصة بتحليل السياسات·       إطلاق مبادرة لخلق شبكة للباحثين الشباب·       التنسيق مع الدول الصديقة لمصر وأبرام اتفاقيات مع مراكز البحوث المصرية.

وختمت الجلسة، ثم أعلن عن الجلسة الثامنة

الجلسة الثامنة

أعلن فيها عن ختام المؤتمر بعد أن قدم المندوب السعودي درعين لمدير معهد البحوث والدراسات العربية د. فيصل الحفيان، ولرئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، د. محمد الطناجي، تقديرًا لجهودهما في إنجاح هذا المؤتمر.

ثم ألقى الدكتور فيصل الحفيان كلمة مختصرة عن فعاليات المؤتمر الذي عده من المؤتمرات الناجحة، لاسيما إنه جديدٌ ومستحدث بشعاره وبرنامجه وموضوعه، وأشاد بمعظم الأبحاث التي قدمت، وانتقد الباحثين لعدم اهتمامهم باللغة العربية وقواعدها، ووعد أن يعمل على إنشاء شبكة للمراكز البحثية العربية أساسها معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، وأن يعمل بكل إمكانياته على تحقيق توصيات المؤتمرين.

        وأخيرًا ألقى منسّق المؤتمر: د. مُحمد الطناجي كلمة مختصرة مكررًا شكره للباحثين وليؤكد من جديد على ضرورة اهتمام الباحثين باللغة العربية، واعتذر عن عدم قدرة المركز على تحقيق كل ما أوصى به الباحثون، ومنها الصرفيات المادية التي تحتاج لتشريعات جديدة في الجامعة العربية، ثم عدّد التوصيات ممكنة التحقيق ومنها إقامة شبكة بين المراكز العربية، والتشجيع على إقامة مراكز بحثية جديدة، وإقامة المؤتمرات وورشات العمل بما يخدم تفعيل مراكز البحوث والفكر العربية، وشكر المشاركين والباحثين وطلاب معهد البحوث والدراسات العربية المعنيين أولًا بهذا المؤتمر السنوي.

أدهم مسعود القاق، باحث دكتوراه سوري في الإسكندرية

المزيد من المقالات...