بمناسبة الإعلان عن الاتفاق على تشكيل قيادة موحدة للجيش الحر

كلمة إلى الجيش الحر

بمناسبة الإعلان عن الاتفاق على تشكيل قيادة موحدة

وهيكلية تنظيمية

د. برهان غليون

أيها الإخوة أيها الأبطال

منذ سبعة عشر شهرا والقتل المنهجي المنظم عنوان حياة هذا الشعب الكريم المسالم، سبعة عشر شهرا والعالم يتفرج علينا ولا يكاد يجد سبيلا كما يقولون لمد يد العون لنا حتى على مستوى تقديم الغذاء والماء والدواء للمرضى والجرحى والمهجرين والمنكوبين. بذرائع واهية يتحلل العالم من مسؤولياته تجاه الشعب ا...

لسوري. وهو سعيد بالتهرب منها بكل الذرائع.

وفي المقابل هناك نظام جائر قرر تحت مرأى العالم وسمعه ان لايترك السلطة من دون ان يدفع الشعب الثمن الاغلى: الابادة الانسانية والتدمير الشامل للبلاد. وهو يقتل من دون حساب .ليروع الشعب ويقضي على صدقية المجتمع الدولي

والمجتمع الدولي لن يتدخل بشكل مباشر

وعدد الضحايا يرتفع كل يوم بشكل اكبر

حتى احدثكم بصراحة وصدق لا احد يريد تحرر الشعب السوري وسيادة ابنائه على مصيره وارضه

يريدون ان يخرج من نظام ارهاب عطل طاقاته وحيده وحول وطنه الى سجن كبير الى نظام اخر قادر على تاكيد السيطرة عليه ومنعه من تقرير مصيره وفرض وصاية جديدة عليه

وما نظام بيت الاسد من حافظ الى بشار الانتاج هذه الخطة وتلك السياسة الرامية الى تحييد قوى سورية والشعب السوري في المنطقة ضمانا لمصالح كبرى لم تتغير ولا تغيب عن اعيننا : 

فتحييد الشعب السوري وتكبيله بالقيود شرط لضمان مشروع التوسع والامن الاسرائيلي من جهة وامن الخليج المنتج والمصدر الرئيسي للنفط من الجهة الثانية

فنظام الاسد لم ينشأ ويستمر من تلقاء ذاته ولا بدعم من اي فئة من الشعب حقيقة وانما بسبب الدعم المتعدد الاشكال الذي حظي به من اسرائيل والقوى الغربية والعربية العديدة، ولانه كان يحقق الغاية التي دعم من اجلها ويقوم بوظيفته في تقييد ايادي الشعب وتحييده على اكمل وجه.

لذلك تطرح الثورة الشعبية السورية الكبرى التي تطيح اليوم بهذا النظام مشكلات استراتيجية معقدة على اصحابه الحقيقيين ووكلاء امره والذين دعموه حتى في اكثر اللحظات اجراما كما كان الحال في حماة عامة١٩٨٢٠

والتحدي الذي يواجهونه هو كيف يمكن احتواء الثورة السورية ووضع اليد عليها واستخدامها لاعادة الشعب الثائر والمستعد لاعظم التضحيات دفاعا عن كرامته وحقه ثانية الى الحظيرة. الجواب هو في الانهاك الشامل. ينبغي ان يخرج الشعب السوري من الثورة جريحا خائرا محبطا ممزقا ومقسما وعاجزا بكل معنى الكلمة حتى يقبل بكل التسويات والوصايات.

هذا هو وضعنا اليوم

وليس هناك تفسيرات اخرى ولا ذرائع لترك النظام الارهابي يقتل الشعب بالمئات لولا ذلك

لا انقسام المعارضة ولا الخوف من الاسلاميين ولا من الفوضى ولاىسبب الانتخابات الامريكية والمصالح الروسية. 

فالجميع ضالع بشكل او اخر بجريمة تدمير الشعب السوري واستنزافه ماديا ومعنويا.

لكن الشعب السوري لن يسلم ولن يستسلم

سندافع عن حريتنا واستقلالنا باظافرنا واسناننا ولن نوفر شيئا لتاكيد حقوقنا في ان نكون مانحن وان نصبح اسياد مصيرنا. 

في البداية ايدونا من رؤوس الشفاف لنضعف النظام الذي تحول الى قاطع طريق في المنطقة ولم يكتف بمهمة تحييد الشعب السوري. والان يستخدمون هيستيريا الخوف على السلطة عند الاسد ليقطعوا علينا طريق الحرية والسيادة على ارضنا ومصيرنا. 

لانستطيع ان نقف متفرجين ونترك بلدنا وشعبنا لقمة سائغة لارهاب الدولة والنظام.

علينا ان نتحرك بسرعة وانتم صناع النصر وحاملي راياته. وعليكم يقع واجب كبير للعمل على توحيد الرايات ورص الصفوف وتجاوز كل العقبات من اجل تحقيق الانتصار لشعبكم وطي صفحة الماضي البغيض والدخول الى مسرح التاريخ بعد العزلة والاقصاء والمذلة: تاريخ الحرية وتاريخ الكرامة الذي جعلتموه عنوانا لثورتنا الابية. 

انا لست محاربا ولا خبرة لي في القتال ولا يسمح لي عمري بالكر والفر ومع ذلك انا مستعد ان ارافقكم الى هناك واعمل معكم حيثما كنتم وفي اي وقت

الرحمة لشهداء ثورة الكرامة والحرية والنصر لشعب سورية المكافح العظيم.