وصلتنا مركبة فضائية

جمعة (غوطة دمشق صمود يحتاج لدعم) 

طريف يوسف آغا

[email protected]

وصلتْنا من غيرِ كوكَبٍ مركبةٌ فضائيَةْ

على متنها علماءٌ لدراسةِ (الانسانيَةْ)

فلطالما سَمعوا عنها الأقاصيصَ والأخبارَ

كَمْ هيَ بالمثالياتِ والقِيَمِ ثريَةْ

طاروا شرقاً وطاروا غرباً حتى

هَبطوا في بلدٍ يَدعى سوريَةْ

فلمْ يُصَدّقوا ماشاهدوا بأمِّ أعينِهمْ

ظنوا لوهلةٍ أنهمْ أمامَ مشاهِدَ خياليَةْ

ماتوقعوا أنْ يروا أنهاراً مِنَ دَمٍ

ولاجِبالاً مِنَ رؤوسٍ بشريَةْ

ولامُدناً تحرقُ بمنْ فيها

ولاجُثثاً تُحمَّلُ بجرافاتٍ فولاذيَةْ

ولم يفهموا لماذا يُذبَحُ الأطفالُ؟

ولماذا يجري القتلُ على الهويَةُ؟

وأصيبوا بالدهشةِ حينَ علموا أنَّ هذا

عقابُ شعبٍ لأنهُ طالبَ بالحريَةْ

لم يستوعبوا كيفَ يَجري كُلُّ هذا

على كوكبٍ يتغنى سُكّانُهُ بالمثاليَةْ

وعندَهُمْ محاكمٌ تُلاحِقُ مُجرمي الحربِ

ومجلسٌ لحفظِ الأمنِ ومنظماتٌ أمَميَةْ

وتِلكَ التي تدافعُ عنْ حقوقِ الانسانِ

وتِلكَ التي تضمنُ الحرياتِ الدينيَةْ

ودهشوا أكثرَ حينَ علموا أنَّ كُلَّ

دولِ العالمِ شريكةٌ في جريمةِ سوريَةْ

فمنها المشاركةُ في المجازرِ على الأرضِ

ومِنها المنافِقَةُ ولكنْ المشاركَةُ معَ البقيَةْ

فأمرَ رئيسُ المركبةِ بمغادرةِ الأرضِ فوراً

قبلَ أنْ تُصابَ بعثتهُ بعدوى (الانسانيَةْ)

أينهُ من قلبٍ كان يؤيه قد رحل ؟