حدوتة بعد النوم

عزة مختار

مسرحية للأطفال

الفصل الأول

يظهر صوت مع الموسيقي وكأن هناك اثنتان تتحاوران

الأولي : حدوتة بعد النوم ؟ إحنا نعرف إن الحدوتة بتكون قبل النوم مش بعد النوم

الثانية : لأ ،،، حدوتة  قبل النوم ده كان زمان ،، إحنا خلاص شبعنا نوم ولازم نصحي خلاص ونفوق ،،، لازم نعرف إيه اللي كنا فيه ودلوقتي إحنا فين ،، ولازم نعرف بكرة هانكون فين ،، خلاص لازم نصحي ونتكلم علشان عهد النوم انتهي ) ويسكت الكلام بينما يفتح الستار

الفصل الأول

"" تقف بنتان علي المسرح تتضاحكان وتهمسان بكلام يبدو أنه غير ذا قيمة وتدخل المسرح مسرعة فتاة يبدو عليها الجدية وهي تصرخ وتلهث " .

الأولي : يا ناس يا مسلمين الحقونا  الخلافة سقطت

الثانية : سقطت ازاي هيه ماكنتش بتذاكر ؟

الثالثة : عموما  ما تزعليش ممكن تنجح في الملحق

الأولي : يا ناس انتم مش فاهمين  ... بأقوللكم الخلافة سقطت ، سقط خليفة المسلمين  ،

( وتبكي الفتاة بسبب المصيبة الكبيرة )

الثانية : آه مش تقولي يا ستي إن إنني بتتكلمي عن الخلافة ، أنا فكرتك بتتكلمي عن واحدة قريبتك

الثالثة : ومين اللي سقطها ؟

الأولي : كمال أتاتورك

الثالثة : خلاص ما تزعليش يسقط يسقط عمو كمال أتاتورك .... مبسوطة يا ستي ؟ وبعدين إحنا عايزين الخلافة في إيه  ؟

الأولي : يا خسارة ... مش عارفين إحنا عايزين الخلافة في إيه ؟

الثانية : قوليلنا يا ستي وعرفينا

الأولي : الخلافة دي يعني الوحدة بين المسلمين ، يعني مفيش دولة فقيرة ودولة غنية ... يعني مفيش حد شبعان وحد جعان ،،، يعني مفيش ضعيف يتهان ....يعني وطن واحد مش أوطان ،،، يعني  كلمة المسلمين  كلمة واحدة والكل في أمان  ،،،، يعني مفيش عدو يقدر علينا ، يعني مفيش حاكم ظالم لأن فيه خليفة يعمل حسابه ، يعني مفيش حدود وجوازات سفر بين بلاد المسلمين ، يعني فلسطين أرض إسلامية ، والناس تصلي في المسجد الأقصى وهيه رايحة تحج في مكة ، يعني مفيش شعب يضطر يهرب من بلاده ، وأطفال في البحر تغرق ، ولاجئين في كل مكان اسمهم مسلمين ، يعني مفيش مسلم يتهان في دولة غريبة ، لأن وراه دولة كبيرة تحميه ،  هوه ده معني الخلافة ،، فهمتوا وللا أقول كمان ؟

الثالثة : يااااه كل ده معني الخلافة ؟

الثانية : بس ازااي يسقطوها وهيه مهمة كده وبعدين همه مين اللي أسقطوها ،، والله ده حرام

الأولي : الحكاية كبيرة خالص ،،، أصل الحكاية من زمان ،، خططوا ودبروا ،،، ما كانوش بيناموا ،، حلموا ونفذوا الحلم لحد ما خلاص فكروا إنهم هايحققوا حلمهم ،،، وكانت البداية من زمان ، من هناك ،، استانبول ،، تعرفوها ؟

الثالثة : استانبول ياااه ، يعني تركيا ؟

الثانية : علي كده دا إحنا كنا دولة كبيرة قوي قوليلنا الحكاية من البداية

الأولي : دولة كبيرة فوق ما تتخيلوا ، حدود فرنسا ، تركيا ، الأندلس ، تعرفوا الأندلس ؟  دي أسبانيا دلوقتي ، من شرق آسيا لغربها ، أفريقيا من الخليج للخليج ومن المحيط للمحيط ، كل ده بيحكمه حاكم واحد وكلمة واحدة

الثانية : ياااه  حاكم واحد وكلمة واحدة ، دي قوة كبيرة جدا

الأولي : وهاحكي الحكاية من البداية ، علشان نفهم كلنها إننا مش هانقضي عليهم إلا بالإسلام ، زي ما قضينا عليهم زمان بالإسلام .

والبداية هاتكون هنا من مصر ، زي ما بدأ من هنا صلاح الدين ، وقطز ومعظم الفاتحين ،

 

البداية هاتكون هنا من مصر

البداية هاتكون هنا من مصر

البداية ها تكون هنا من مصر

ويقفل الستار

 

 

الفصل الثاني

المشهد الأول

يظهر صوت الراوية الأولي التي كانت تروي في المشهد الأول وذلك من خلف الستار ( صوت فقط ) وهي تقول : (( فاكرين القسطنطينية ، ؟ فاكرين مين اللي فاتحها ؟ محمد الفاتح ، كان شاب صغير ،، قريب من سنكم ،، قال عنه النبي صلي الله عليه وسلم : لتفتحن عليكم القسطنطينية فنعم الأمير أميرها ،، ونعم الجيش جيشها ،،،، القسطنطينية دي هيه استانبول ، تركيا ، اللي قامت عليها دولة الخلافة ، الدولة العثمانية ،،،، وكانت دولة من أعظم الدول  ،،، تصوروا إن ملك فرنسا  بعت رسالة يستنجد فيها بخليفة المسلمين إنه ينقذه من الأسر ؟ ووعده خليفة المسلمين إنه ينقذه وبعت له فرقة من جيش المسلمين أنقذته فعلا ،،، والنهاردة هاتشوفوا المؤامرة الكبيرة اللي اتعرضت ليها دولة الخلافة ،،، اسمعوا واعرفوا لأن التاريخ بكرة هايتكلم عنكم وإنتوا بتعيدوا أمجاد المسلمين اللي ضاعت مننا  )) وينتهي الكلام

 

يفتح الستار علي ثلاثة  رجال ( وهم  يمثلون اليهود ) في جانب ويقف شخص في جانب مقابل معهم يتحدثون

 

الرجل :  اللي بتطلبوه مني إني أقوله لفخامة السلطان ده خطير جدا ،،،، ده لو عرف الاتفاق اللي بيني وبينكم ممكن يدبحني

مسئول المجموعة  : إحنا مش عايزينك تتكلم عننا ،،، إحنا هانشرح الموضوع كله  قدامه ،،، المطلوب منك إنك تسهل لنا مقابلة فخامته بس وإحنا هانتصرف

الرجل : انتوا عارفين إن وضعي حساس ،،،، أنا وزير دولة الخلافة ،،، وبعدين انتوا مش عايزين تشتروا قطعة أرض عندنا ،،، انتوا عايزين تشتروا دولة

اليهودي : إحنا هاندفع تمنها يا سيادة الوزير  ،،،، التمن اللي انتوا تطلبوه ،،،، وبعدين إنت اخدت حقك مننا كتير ولا نسيت  ؟

الوزير :: خلاص ،،،، خلاص ،، ميعاد اجتماعي مع السلطان اقترب ،،  امشوا دلوقتي

يغلق الستار وينتهي المشهد

المشهد الثاني :

يظهر المسرح بشكل مختلف ،،، كرسي فخم في صدارة المسرح ويجلس عليه السلطان عبد الحميد ويجلس بجواره الوزير بينما يدخل الحاجب مسرعا ويقول

الحاجب : مولاي السلطان ،،، مولاي السلطان

السلطان : إتكلم   

الحاجب : فيه وفد يا مولاي بره وعايزين يقابلوك وبيقولوا إنهم من اليهود الغلابة  

السلطان : اليهود ؟ وإيه اللي جاب اليهود هنا ؟ وعايزين مننا إيه ؟ أنا بأكره الناس دي ،، دول لا يعرفوا عهد ولا دين وكلهم كذابين

الوزير : قابلهم يا مولاي السلطان ،، دول شوية يهود غلابة ،، كل الدول بتكرههم  وعايزين يطردوهم من بلادهم  ودول يا مولاي السلطان ناس معاهم فلوس كتير وممكن نكسب منهم كتير

السلطان : وإيه اللي عرفك الكلام ده يا وزير الدولة ،،، إنت متفق معاهم  ولا إيه ؟

الوزير : أبدا يا مولاي أنا بس سمعت عنهم ،، إحنا بس نقابلهم ونعرف همه عايزين إيه ، واحنا بقينا دولة فقيرة يا مولاي السلطان ومديونين لدول كتير 

السلطان يفكر قليلا ويقول : انصرف أيها الحاجب ودخلهم وهانشوف همه عايزين إيه ؟؟

يدخل اليهود وينحنوا انحناءة كبيرة للسلطان ويحيوه بمنتهي الذل

السلطان : قفوا وليتحدث كبيركم

الرجل : يقف رجل ويقول : السلام عليك يا مولانا السلطان ،، أنا اسمي تيودور هرتزل وهؤلاء زملائي من اليهود وجينا ليك علشان  ترحمنا بعد ما العالم كله ظلمنا

السلطان : وأنا أملك إيه علشان احل مشكلتكم مع العالم ؟ وبعدين عمايلكم هيه اللي خلت الناس تكرهكم

تيودور هرتزل : يا مولاي إحنا جينالك ومتعشمين فيك إنك أهل للرحمة ،،،، إحنا معانا فلوس كتير وعارفين حالة الدولة العثمانية وإنها بقت دولة ضعيفة ومديونة ،،، أطلب الرقم اللي إنت عايزه واحنا  هاندفع من غير حساب

السلطان : وإيه اللي إنتوا عايزينه علشان اللي هاتدفعوه ؟

تيودور هرتزل : فلسطين يا مولاي السلطان 

السلطان : فلسطين ؟ انت بتقول إيه ؟ عايزني أديلك فلسطين  ؟

تيودور هرتزل : لا يا مولاي السلطان ،،، مش فلسطين كلها  ،، إحنا هانشتري جزء منها علشان نجمع اليهود الغلابة من كل أنحاء العالم علشان يعيشوا فيه وإنت هاتحمينا يا مولاي انت سلطان المسلمين الكريم

السلطان : والله انتوا بتحلموا ،،، وحلم سخيف كمان  انتوا فاكرين إني ممكن أديكوا ولو حتى جزء من فلسطين ؟ أن لا أملك فيها شبر واحد ، دي ملك كل المسلمين ولا يمكن تاخدوا منها جزء وأنا سلطان المسلمين أبدا

تيودور هرتزل : كده ؟ يبقي إنت اللي حكمت علي نفسك يا عبد الحميد ،،،

وتدخل مجموعة يحملون السلطان عبد الحميد من مكانه واتوا بشخصية أخري ويضعونه علي الكرسي

بينما يقول

تيودور هرتزل : أيوة كده ( مصطفي كمال أتاتورك ) اللي ربيناه علي ايدينا  ،،، هوه ده اللي هايحقق كل أحلامنا

وينتهي المشهد عند هذا ويتسمر الجميع في مكانه كأنه مشهد مصور بينما يأتي صوت الراوية من خلف المسرح عبر الميكروفون تقول

الراوية : وانتهت الحكاية ،،، حكاية الخيانة اللي سلمت السلطان البطل عبد الحميد الثاني ،،، اللي بني باب السلطان عبد الحميد في سور القدس وحافظ علي الدولة الإسلامية لحد آخر  نفس في حياته

وابتدت الخيانة مع أتاتورك ،،، وبعدها أسقط الخلافة وباع فلسطين لليهود من غير فلوس ،،، ومن غير تضحيات ،، والنهاردة مش مابقوش عايزين جزء من فلسطين ،،، لأ دول رسموا الخريطة الطماعة وعليها إسرائيل اللي حدودها بتنتهي هنا في مصر ،،، علي النيل  

ويا خسارة علي الخريطة ما بقيناش نشوف فلسطين وشفنا مكانها شبح لناس ما يعرفوش الإنسانية

لكن خلاص ،،،، قمنا من النوم ،،، وحكينا الحكاية كلها ،،، وآن الأوان علشان نرجع الحق اللي إتاخد مننا ،،، هانت يا مسلمين ،،، اليهود اتجمعوا علشان تكون نهايتهم عندنا ،،، هانت يا مسلمين ،،، هانت يا مسلمين 

                                     ويقفل الستار

 

 

الفصل الثالث

 

يفتح الستار والمسرح خالي تماما من أي ديكور حتى يكفي لاستيعاب العدد الذي سيتواجد علي المسرح

يدخل شاب سريعا بينما تقف علي المسرح الفتاتان اللتان كانتا في أول مشهد ويقول لهن

الشاب : بن علي هرب يا ناس ،،،، بن علي هرب

شاب آخر يدخل مسرعا : مبارك تنحي يا ناس ،،،،،،،،مبارك تنحي

شاب ثالث : القذافي المجرم اتقتل   

شاب رابع : تصوروا اليمن انتخبت رئيس جديد وعبد الله صالح خلاص ،انتهي

فتاة : وسوريا ،،، سوريا عملت إيه ؟ المجرم بشار لسه بيدبح في أهله ،، وهايفضل كده لحد امتي ؟ ولحد امتي هانفضل ساكتين  ؟

يدخل شاب غارق في دمائه يصرخ : انقلاب ، انقلاب ، انقلاب

في كل بلاد الثورة انقلاب

فتظهر الراوية الأولي علي المسرح تقول : ماتخافوش ،،،، خلاص هانت ،،،الشعوب اللي صحيت مش هتنام تاني ، ولا هتقبل الظلم تاني

اللي داق الحرية مش هيقبل الهوان تاني

 الظالمين اللي سقطوا مش هيقوم غيرهم ظالمين تاني ، مش هنسمح ليهم ، ولا هنقبل بيهم

حد كان يصدق إن الشعوب أصلا كانت تنتفض ، كانت تقوم بثورة ؟  ،،، حد كان يصدق إن ده هايحصل بسرعة كده  ؟

خلاص قربنا ننجح ،،،،، النصر قادم ،،، زمن العزة قادم ،،، 

خلاص يا قدس هانت ، خلاص يا سوريا هانت ، خلاص يا يمن هانت ، خلاص\ص يا ليبيا هانت 

الشعوب صحت من النوم خلاص

النصر وهاتسقط كل الحدود

النصر جي والشعوب هتقول كلمتها

اصحوا يا مسلمين

اصحوا يا مسلمين

اصحوا يا مسلمين

يقف الجميع في مشهد مهيب ليأتي صوت الأنشودة  وهم يستمعون بمنتهي التأثر والحماسة وهم يرفعون أيديهم معا 

ثوار

لحد ما حقنا يرجع

ثوار

لحد الشمس ما تطلع ثوار