بصحبة المرشد العام في زيارته لمدينة إدلب

الشيخ حسن عبد الحميد

بعد أن قامت مدينة الباب بواجبها في استقبال المرشد العام حسن الهضيبي رحمه الله وصحبه الكرام قرر مركز حلب أن يزور السيد المرشد العام وصحبه الكرام مدينة إدلب وانطلق الموكب وفيه أكبر محام بمصر الأستاذ سعيد رمضان ومعه مندوب الجامعة العربية صالح أبو رقيق والشيخ عبد الحكيم عابدين والمستشار منير الدلة

وكان لي شرف الانضمام إلى موكب المرشد العام وكان ذلك سنة ١٩٥٤

كانت المحطة الأولى لنا بلدة سرمين اذ خرج أهلها شيبا وشبابا

النساء يزغردن والشباب يهتفون والشيوخ يلوحون بعصيهم قطعوا الطريق وطلبهم أن يشرب السيد المرشد العام القهوة عندهم ففعل رحمه الله  .

وتابع الموكب المبارك سيره إلى إدلب البلد الذي قدم للمدرسة الخسروية بحلب زهرة شبابه أمثال أحمد قطيع والوزير أنور حمادة والصديق عبد الله حبوش ومنشد الدعوة الحاج أحمد البربور رحمهم المولى

وصلنا إدلب وكانت البلدة قد لبست أجمل حليها وبين خفق أعلام سوريا وعلم حسن البنا رحمه الله  .

ومع الترحيب والتهاني نزل المرشد العام وكان على رأس المستقبلين الشيخ نافع شامية وشيوخ المدينة ورددت الجماهير وهتفت الله أكبر ولله الحمد ورردها الجماهير من أعماقهم .

ألقى سيد منابر سوريا ابن حمص الشيخ مصطفى السباعي أبو حسان رحمه الله كلمة الحفل وهو فارس هذا الميدان ثم حمل المرشد العام على الأعناق

والسيد المرشد العام ليس خطيبا مفوها لكنه كان مفكرا عظيما تحدى العبد الخاسر عبد الناصر في عز سلطانه ودخل رحمه الله سجن طرة ونام على البلاط وكان بإمكانه أن يظل في سوريا معززا مكرما لكن أبى بشموخ أن يبقى ضيفا معززا وإخوانه في مصر يعانون من بطش الطاغوت الناصري

وسافر وحضر حفلا ضخما تكلم فيه العبد الخاسر وافترى على المرشد العام لكن المرشد العظيم قال أمام الآلاف إن الرئيس يكذب واعتقل عشرات الآلاف من شباب مصر الأطهار ودخل المرشد العظيم سجن طرة ونام على البلاط وهو أكبر مستشار في مصر واعتقل أنصاره ولما قال كمال الدين حسين وزير المعارف وهو من أركان حكم العبد الخاسر قال اتق الله يا جمال أجابه العبد الخاسر إلزم بيتك أي إقامة جبرية  .

احتفل أهالي إدلب بالمرشد العام وأكرموه وكادوا يحملون سيارته

كما استقبلت سوريا عن بكرة أبيها المرشد العام ما أثار حفيظة الأعداء  فنحن قوم نبني ولانهدم ونجمع ولانفرق تجمعنا الالام والمحن  .

وعاد المرشد بحفظ الله ورعايته إلى حلب ومنها غادر للقاهرة وقد نصحه إخوانه بالبقاء فرفض قائلا لا أكون هنا معززا مكرما وإخواني يعانون السجون هناك وبمجرد وصوله اعتقل وأودع السجن وحاكمه المجرم جمال سالم طرطور عسكري يحاكم أكبر قاض في مصر

فالمرشد مستشار في محكمة النقض ولله الأمر من قبل ومن بعد  .

قال عنه الكاتب المصري الشهير مصطفى أمين  :

( أعجبت بصموده ،

انهالت على رأسه

الضربات فلم يركع ،

حاصرته المصائب فلم ييأس ، تلقى الطعنات من الخلف فلم يسقط على الأرض

كان يحلم وكل من حوله يائسون،  كان قويا وأنصاره ينفضون ويستضعفون  .

رأيته يأكل الخبز الممزوج بالتراب ويحمد الله وكأنه يتناول الطعام على مائدة ملكية ، تعارضه فلا يغضب ، تناقشه فلا يحقد ،  عشت معه سنوات طويلة ،  كان بين زنزانته وزنزانتي زنزانة واحدة ، كان متمسكا بدينه بغير تعصب ، مؤمنا بالعدل ، كارها للظلم ، يرفض العنف ويقول ماحاجتنا للمسدس ولنا لسان ،

ماحاجتنا للقنبلة ودوي صوت المظلومين أعلى من انفجار الديناميت )

يقول سامي شرف مدير مكتب العبد الخاسر إن حادثة المنشية بمصر وخلاصتها إطلاق نار على الرئيس من بعد ٥٠٠ متر قال : إنها من صنع المخابرات الأمريكية وعلى إثرها اعتقل آلاف الشباب وأودعوا السجون وبسببها دخلت الأيادي المتوضئة السجون وقتل فيها من قتل وآخرهم الرئيس محمد مرسي رحمه الله  .

لله دركم يا أهل إدلب لحفاوتكم بالمرشد العام المستشار حسن الهضيبي رحمه الله

بينما استقبل أهالي إدلب الأسد الهالك ورموه بالبندورة والأحذية سنة ١٩٧٠  .

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون  .