متى ينجلي ليلنا ، وتتكسّر قيودنا

صالح محمّد جرّار

عجباً لأمّة الإسلام في هذا العصر !! كيف تحيا في ظلام ،وبيدها نوران ساطعان ؟ : نور القرآن الكريم ، ونور السّنة الشّريفة !

بأيديهمُ نوران ذِكرٌ وسُنّةٌ !!        فما بالهم في حالك الظّلمات ؟!

إنّها أمّة نسيت نفسها، وهجرت دستور عزّتها، فسقطت في حضيض الذّلّ والاستعباد ! واستباح حماها أراذل البشر، وتحكّم فيها أعداؤها اللؤماء الحاقدون ،من صهاينة وأحلاف لهم من دول الشّر في هذا العالم الجاهليّ، كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها .

إنّ كثيراً ممّا في أنفسنا، هو الّذي يُعطي حقّ الواقع  الكريه الّذي نريد زواله ، ولذلك لا بدّ لنا من تغيير ما في النّفس  أوّلاً ،حتّى يتيسر تغيير الواقع  . وهذا  هو لبّ التّاريخ وسنّة الاجتماع  وهو ما يقرّره القرآن الكريم " إنّ الله  لا يغيّر ما  بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم"

فالإنسان الّذي يتعوّد التّعامل مع السُّنن يزداد ثقة وطمأنينة ، ويتّسم سلوكه بالإيجابية  والإقبال على العمل بجدٍّ  وصبرٍ واستمرار، بينما يظلّ الآخر الّذي أنكر السّنن أو جهلها ، يظلّ في حيرة وتردّد ونكوص عن إتمام  عمله، فيؤدّي هذا إلى الضّياع والتّأخر والذلّ والهزيمة  "ونفس وما سوّاها، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكّاها  وقد خاب من دسّاها "  وإذن فبإمكان الإنسان تزكية نفسه أو تدسيتها  ، وبناء على ذلك فإنّ حلّ مشكلة  تخلّف المسلمين ، لن يتمّ  إلاّ إذا تمّت السّيطرة على سنن تغيير ما بالأنفس .

وبما أنّ أمّتنا الإسلاميّة وضعت  سنن التّغيير وراء ظهرها، فهي تعيش في أغلال الجاهليّة وأحضان الهوى ، ومستنقع الرّذيلة ، ومهانة الخضوع  والتّبعيّة  والاحتلال .

وإذا ما أرادت النّهوض والعودة إلى حياة العزّة والكرامة والحريّة  والتّقدّم ، فعليها الاعتصام بحبل الله  ـ تعالى ـ وتطبيق شريعته ، سبحانه .

وبذلك يكون التّوافق مع الفطرة  وسنن الله في الكون . فنحن  كنّا أذلّ قوم ، فأعزّنا الله بالاسلام ، فمهما نطلب العزّة بغيره أذلّنا الله !!

فهل نثوب إلى الرّشد فنتخلّص من أوضاع  عطّلت طاقاتنا المتنوّعة ؟

فكما قال شيخنا العلاّمة الدّكتور يوسف  القرضاوي  إنّ طاقاتنا العقليّة معطّلة ، فنحن نقلّد ولا نجتهد ، وننقل ولا نبتكر ،ونستخدم تفكير غيرنا  ،ولا نفكّر نحن لأنفسنا ،وكذلك طاقاتنا الاقتصاديّة  معطّلة ، فنحن نستورد ولا نصنع ، وكذلك طاقاتنا العدديّة معطّلة، فنزيد على  ألف مليون مسلم ،ولم ننتفع بكثرتنا ، بل صرنا غثاء كغثاء السّيل ، وكذلك طاقاتنا الرّوحية معطّلة  ، فقد هبّت ريح المعصية ، فأطفأت شموع الخشية في قلوبنا ، والمخجل أننا نحتفل بالدّين ونتمرّد عليه !! " يا أيّها الّذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون ؟ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "

ترجو  النّجاة ولم تسلك مسالكها      إنّ السّفينة لا تمشي على اليبس

فهيّا إلى السلام من جديد ، فهو مفتاح شخصيّة هذه الأمّة !!