خواطر فؤاد البنا 867

أ.د. فؤاد البنا

ما أغرب قراء القرآن الكريم الذين يحرصون على الوقوف عند حروف القرآن ولا يقفون عند حدوده؛ فإن هؤلاء أسوأ مثال للانفصام الذي تعاني منه الشخصية المسلمة، حيث الاشتعال في التلاوة والانطفاء في التدبر، وحيث الانفعال في محراب الصلاة وغياب الفاعلية في العمل وفي محراب الحياة!

************************************************

يشهد واقع الحال بأن القرآن الكريم موئل الهدايات السماوية ومثوى القيم السامية، حيث يمثل مخزنا للفضائل العظمى ومجمعاً للمكارم الكبرى، لم يغادر صغيرة ولا كبيرة مما يحقق سعادة الإنسان في الدنيا وفوزه في الأخرى إلا وأحصاها بأسلوبه المعجز، ومع كل هذا الاختزان والاختزال فقد يسّر الله انسياب هداياته إلى الإنسان، ما بذل الجهد واستفرغ الوسع في التدبر والادّكار: {ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مُدّكر؟}.