الجيش الوطني الشعبي وزلزال الأصنام 10 أكتوبر 1980

معمر حبار

 

  1. بمناسبة ذكرى مرور 40 سنة على زلزال الأصنام 10 أكتوبر 1980، خصّصت أسبوعية LE CHELIF[1]النّاطقة باللّغة الفرنسية، وفي عددها رقم: 357، وبتاريخ: من 7 إلى 13 أكتوبر 2020، وعبر صفحات: 11-15 ملف ضمّ 3 مواضيع طويلة حول الزلزال.
  2. جاء عبر صفحتي 14-15 وعبر مقال بعنوان وحسب ترجمتي: "والله خلق الزلازل..."، للكاتب: شنوف دحمان. وتطرّق صاحبه إلى معايشته لزلزال الأصنام 1980، ونقل شهادته، ومارآه رأي العين حينها.
  3. سيركّز صاحب الأسطر على نقطة واحدة فقط ألاّ وهي مشاركة الجيش الوطني الشعبي في زلزال الأصنام، ويترك الباقي دون التطرق إليه باعتباره عاش نفس الأحداث، وسبق له أن تطرق لزلزال الأصنام عبر مقالاته العديدة، وكذا صفحته لمن أراد أن يعود إليها. وممّا جاء في المقال وحسب ترجمتي:
  4. كنت يومها جنديا أؤدي الخدمة الوطنية. ويوم الجمعة كان يوم إجراء مقابلات البطولة الجزائرية في كرة القدم. وهو يوم راحة وزيارة الأهل. وشعر من كان في العاصمة عن بعد 200 كلم بالزلزال، باعتبار الزلزال شعر به من كان يبعد عن الأصنام بـ 300كلم. وكانت السّاعة حينها 13 و30 دقيقة زوالا، ورغم ذلك استمرّت المقابلة التي أجريت بالعاصمة دون توقف.
  5. في 12 أكتوبر أي يومين بعد الزلزال، أمرني الرّائد بن عرفة، قائد فرقة 15 أنّ الزلزال أحدث أضرارا بالغة بالأصنام. وأمر باستدعاء جندي2000. وبأمر من العقيد بن عباس غزيل تمّ استدعاء حوالي 6000 من الجنود على جناح السرعة للتوجّه فورا للأصنام.
  6. كانت الثكنة تغلي، وتمّ على الفور تجهيز 50 شاحنة محمّلة بالجنود، والخيم، والعتاد متوجّهين للأصنام وعلى فوجين. ولم يكن لنا الوقت حتّى لنودّع زملائنا. واستمرّت مدّة قطع الطريق 6 ساعات من السير.
  7. كان هدف القيادة العسكرية هي توزيع 6000 جندي مرشح (أي يؤدي العام المكلّف به فقط) على جميع تراب الولاية. وفي يومين فقط تمّ تطويق الولاية بكاملها، وهم الذين عوّضوا جنود النخبة والذين أدوا دورهم باحترافية عالية.
  8. حدّثني أحد ضباط النخبة بسرية تامّة، أنّهم أنقذوا أرواح العديد من السّكان من أيدي اللّصوص حيث لم يكن هناك قانون يردعهم. ونحن الآن الذين سنضمن خلافتهم.
  9. كنّا ننام قليلا، وننهض مبكّرا بعد أداء التحية العسكرية، ومراقبة كلّ وحداتنا المنتشرة عبر كامل تراب الولاية.
  10. والأماكن البعيدة كتنس، وعين الدفلى، وبوقادير كان الشباب الجدد من الجنود هم الذين يطلقون عليهم اسم "سيمونوف" و "كلاشينكوف"، ويقومون وباحترافية في استتباب الأمن.
  11. لم تزود قيادة الجيش الشعبي الوطني الجنود بالرّصاص، ولم يشعر الجنود بذلك. والضباط فقط من كانوا يملكون مسدس من نوع PA.
  12. كانت كلّ يوم تصلني التقارير، وتحتوي على أنّ جرائم السّرقة، ومحاولات الاعتداء في انخفاض مستمر، وبشكل واضح.
  13. ارتاح سكان أهل الأصنام إلى وجود الجيش الوطني الشعبي بجانبهم.
  14. حلّ الشتاء، وأصبح من الصعب جدّا السّير، ونقل الجنود، والعتاد، والغداء، والدواء. وفي هذه الظروف فقد السّائق السّيطرة على الحافلة، ولم يستطع تجنب الكارثة فمات 11 من الشباب الجنود رحمة الله عليهم جميعا. وكان أسبوعا صعبا، ومريرا حين تمّ نقل جثامين الجنود إلى القاعدة العسكرية.
  15. كان الجنود في حاجة ماسّة لرخص قصد الذهاب لعائلتهم التي لم يروها منذ مدّة. وفتح العقيد بن عباس غزيل باب الرخص شريطة ضمان توفير الأمن في أعلى مستواه.
  16. ربيع سنة 1981 بدأت دفعات من البنايات الجاهزة للوصول إلى الأصنام. وفي هذه الأثناء غضب العقيد بن عباس غزيل غضبا شديدا حين وصلته رسالة من الجزائر العاصمة جاء فيها: "اترك 3 بنايات جاهزة جانبا". فمزّق الرّسالة، وقال للضابط الذي حملها بغضب شديد: "قل لسيّدك أنّ العقيد بن عباس غزيل هو موجود هنا لخدمة الجزائر، وليس لخدمة السكنات".
  17. أنهى المعنى خدمته العسكرية بتاريخ: 13 سبتمبر 1981 والتي دامت عامين، وعاد فيما بعد لحياته المدنية يعمل كصحفي.

 

[1] Dahmane Chenouf : « Et dieu créa Les séismes… », LE CHELIF (HEBDOMADIRE REGIONAL), N357, Semaine Du 7 au 13 Octobre 2020, P14-15.