المعابر التي تريد فتحها روسيا هدفها إعادة الحياة للنظام

محمد فاروق الإمام

المعابر التي تريد فتحها روسيا هدفها إعادة الحياة للنظام

الذي يعيش الربع ساعة الأخير من عمره

gfghhgj922.jpg

مجلس الأمن يخفق في تقديم المساعدات الإنسانية

على مدار سنوات عديدة أخفق مجلس الأمن في تبني قرار يجدد تقديم المساعدات الإنسانية لسورية عبر الآلية العابرة للحدود، للشمال الشرقي والشمال الغربي من البلاد، وسط عراقيل يضعها الروس أمام تمرير أي قرار يسهل وصول المساعدات الإنسانية للسوريين.

وتستخدم روسيا حق "الفيتو" باعتراض مشاريع القرارات التي تقدمت بها مجموعة من الدول الأوروبية بشأن الملف الإنساني السوري في مجلس الأمن؛ (ألمانيا وبلجيكا، بتأييدٍ أوروبي وأميركي).

كما أخفق مجلس الأمن، في تمرير مشروعي قرار جديد لتقديم المساعدات الإنسانية إلى سورية، إذ لم يتمكّن مشروع القرار الجديد والمعدل الذي تقدمت به كل من ألمانيا وبلجيكا بالتجديد لتقديم المساعدات لمدة ستة أشهر من معبرين من المرور بسبب اعتراضه بفيتو روسي - صيني مزدوج، في حين لم يحصل مشروع القرار الروسي المعدل أيضاً، والذي يتضمن تقديم المساعدات عبر معبر واحد (باب الهوى) لمدة عام، على عددٍ كافٍ من الأصوات لتبنيه.

وكان المجلس قد صوّت على مشروع بلجيكي ألماني نصّ على التجديد لتقديم المساعدات الإنسانية العابرة للحدود عبر معبرين تركيين، باب الهوى (إدلب) وباب السلامة (ريف حلب الشمالي)، ولمدة 12 شهراً، وحصل المشروع كذلك على 13 صوتاً، لكن فيتو روسياً صينياً مزدوجاً أفشله.

يوم الأربعاء 25 آذار الحالي أعلنت وزارة الدفاع الروسية، إعادة فتح ثلاثة معابر في مدينتي إدلب وحلب شمال سورية، وذلك بعد التوصل إلى الاتفاق مع الجانب التركي، كما ادعت وزارة الدفاع الروسية، (ولم يتم التعليق على ادعاءات روسيا من قبل تركيا تأكيداً أو نفياً).

وأفاد اللواء البحري ألكسندر كاربوف، نائب مدير مركز حميميم التابع لوزارة الدفاع الروسية، في مؤتمر صحفي نقلته قناة “روسيا اليوم”، إنه “بهدف رفع حالة العزل وعمليا إزالة الحصار الداخلي للمدنيين، تم اتخاذ قرار لفتح معبري سراقب وميزناز في منطقة إدلب لخفض التصعيد ومعبر أبو زيدين في منطقة مدينة حلب”.

وأكد اللواء كاربوف أن “هذه الخطوة ستسهم في تحسين الأوضاع الاجتماعية وإزالة التوتر في المجتمع بسبب انقطاع الاتصالات العائلية وصعوبة الأحوال المعيشية”.

وفي سياق متصل، قال الفريق أول فياتشيسلاف سيتنيك نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، في منتصف فبراير الشهر الماضي، أن الحكومة السورية ستفتح 3 معابر للراغبين بالخروج من إدلب.

وادعى العسكري الروسي زيادة في التضليل والكذب، أنه “سيتم فتح المعابر في ظل كثرة الطلبات المقدمة من سكان منطقة وقف التصعيد في إدلب، بسبب نقص الرعاية الطبية والوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي نشأ بسبب العقوبات الأمريكية”.

إخفاق المحتل السوري عسكرياً ودبلوماسياً

الإخفاق الكبير الذي منيت به موسكو عبر عمليات قصفها للمناطق المحررة، مستهدفة المنشآت المدنية والطبية شمال غربي سورية، وفشلها في محاولاتها الدبلوماسية، لإعادة وتأهيل النظام السوري دولياً وإنعاشه اقتصادياً حيث يعيش أزمة خانقة، وسعياً وراء الهدف الأكبر لموسكو للبدء بجني “الثمار” في سورية عبر إعادة إعمارها، رجعت إلى محاولة إقناع تركيا بفتح المعابر، لتكون هذه المعابر الرئة التي يمكن أن يتنفس منها النظام في ظل الركود والعقوبات التي يعانيها، وذلك بحجة تفاقم الوضع الإنساني، وحددت موسكو المنافذ في كل من سراقب وميزنار شرقي إدلب، ومعبر “أبو الزندين” شمال حلب.

وحسب بيان صادر عن المركز الروسي للمصالحة في سورية التابع لوزارة الدفاع، فإن المقترح الروسي تضمن تنظيم دخول البضائع الإنسانية وخروج اللاجئين اعتباراً من يوم الخميس 25 آذار/مارس الحالي.

الروس بمطلبهم هذا يريدون إيجاد رئة يتنفس منها النظام في ظل الركود الكبير الذي يعانيه، ويمكن للمعابر المقترحة أن تسهم في تبادل البضائع وتخفيف فقدان بعض السلع في مناطق النظام أو تخفيف كساد بعضها الآخر، وتصريف الليرة السورية مقابل العملات الأخرى، إضافة لذلك.

الذرائع الروسية لا تقنع أحداً من السوريين أو المجتمع الدولي

بذرائع لا تقنع أحدا روسيا تطالب بفتح ثلاثة معابر بين إدلب والنظام متذرعة بأن فتح المعابر يأتي بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق المحررة، حسب قولها، إلا أن هذه الذرائع لا تقنع أحداً لأن الواقع الاقتصادي والمعيشي يدل على عكس ذلك.

وتشهد مناطق نظام أسد أزمة اقتصادية خانقة تمثلت بارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال الأيام الماضية بعد وصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات قياسية إذ تخطت حاجز 4 آلاف ليرة سورية للدولار الواحد.

كما تشهد أيضا أزمة محروقات وخبز ووقوف المواطنين لعشرات الساعات على محطات الوقود والأفران، فيما بات يعرف بـ"طوابير الإذلال اليومي".

لكن في المناطق المحررة تبدو الصورة مختلفة ومفاجئة إذ لا أثر فيها للطوابير، ولا لعنصر مخابرات يعتدي على كرامة كل من وقف في الطابور لساعات، حين يتجه مباشرة نحو نافذة البيع ليأخذ ما يريد عنوة ويمضي.

محاولات روسيا في ضخ الحياة في روح النظام السوري من خلال المعابر الثلاث

وتحاول روسيا فتح معابر مع المناطق المحررة بهدف التبادل التجاري بين المنطقتين وإدخال المواد والبضائع التي تأتي من تركيا إلى الشمال السوري ثم إدخالها إلى مناطق نظام أسد، بهدف تخفيف الأزمة الاقتصادية.

وفي تصريح سابق لبشار الأسد، العام الماضي، أكد أهمية المناطق المحررة في تحسين الواقع الاقتصادي في مناطقه وكيفية استفادة حكومته من القطع الأجنبي (الدولار) من مناطق الشمال السوري.

تركيا تعلن عن غضبها من التصعيد الروسي

وقد عبّرت تركيا لسفير روسيا لديها عن اعتراضها ومخاوفها بشأن تصاعد العنف في الآونة الأخيرة في شمال غربي سورية، بعد أن قصفت طائرات روسية بلدات قرب الحدود التركية ومستشفى في المنطقة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.

ومن الجدير بالذكر أن الاحتلال الروسي يروج في كل فترة حول فتح معابر مع المناطق المحررة، لكن لا أحداً من سكان إدلب أو ريف حلب يخرج نحو مناطق نظام الأسد.

المصدر

*أورينت-24/3/2021

*الشرق الأوسط-23/3/2021

*أنتر فاكس الروسية-24/3/2021

*أخبار سوق عكاظ-25/3/2021

*القدس العربي-25/3/2021

*قناة الجسر-24/3/2021

*العربيالجديد-11/7/2020