الدول المعتمة ... ومنها روسية والصين

زهير سالم*

تعلمنا في الفيزياء أن الألوان المعتمة تمتص الحرارة كما تمتص الضوء ..

نستطيع أن نعكس ذلك على الدول المعتمة مثل روسية والصين ..

في التاريخ الدبلوماسي لروسية القيصرية وروسية البلشفية الشيوعية ثم روسية ما بعد الحرب الباردة، وكذا للصين منذ عهد ماوتسي تونغ قلما كانت هذه الدول مانحة أو معطية...هي دائما تاجرة، وتقبض ثمن ما تقدم وبطرق متعددة .

شخصيا عندما كنت في الخدمة الإلزامية كنّا نقاتل بأسلحة دفاعية روسية تعود لفترة ما بين الحربين؛ وتدفع وزارة دفاعنا ثمنها مالا ..

نظام البعث بدلا من أن يقبض ثمن دفن هذه الخردة على الأرض السورية كان يدفع ثمنها من عرق السوريين وجهدهم وتشكراتهم " الاتحاد الروسي الصديق" والخبراء الروس الذين عرف الضباط السوريون عن فرقهم الكثير..

" قميلوف" كان هو لقب الخبير الروسي في الحياة العسكرية، كما في السوق التجاري.

في التشبيهات الدبلوماسية تشبه هذه الدول، بالاسفنج ، الذي اختلف العلماء في تصنيفه في عالم النبات او في عالم الحيوان، فالاسفنج يظل يمتص ما وسعه الامتصاص، ثم لا يفرز إلا تحت الهصر والعصر ..

يتنبأ بعض الأصدقاء بدور روسي وصيني في إعادة إعمار سورية، وهذا الدور لن يكون إلا في تقديم عمالة وشركات متدنية الأجر ، تنافس أي أجر يمكن أن تتقدم به دول أخرى ، ربما تلجأ بعض الدول المانحة لتقديم مشروعات عينية ، لتتجاوز المنافسة الروسية والصينية، العمالة الروسية والصينية المنظمة في شركات حكومية ستنافس أي أجر يقبل به عامل سوري مع سوء الأوضاع ، والذين يتوقعون من الصين وروسية على مستوى إعادة الإعمار دورا أكبر من ذلك في سورية؛ يقول له العامة : يا طالب الدبس...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية