المطبخ السري ورحيل الاسد !

المحامي ادوار حشوة

لكي  تعرف خفايا السياسة الاميركية

لا تبحث عنها في تصريحات السياسين  فهناك مطبخ استراتيجي تنفيذي عنده الخبر اليقين !.

اكتشفت ذلك بالصدفة حين ذهبت

للتعزية بوفاة صديق اردني  ودعينا  حسب عادة اردنية  الى تناول ( لقمة رحمة).

كان احد المدعوين على طاولتي شخص طويل القامة جدا حين سلم علي بدوت الى جانبه قزما.

بعد ان سلم علي سألت عن الطقس

عنده فوق فابتسم طويلا.

قدم نفسه انه ابن خالة الفقيد من اربد واستطرد انه متقاعد وكان يعمل

مستشارا في الحكومة الاميركية لشؤون الشرق الاوسط .

وجدتها فرصة فقلت : من باب خبرتكم  بعد كل مجازر الاسد وشبكته وقتل الملايين وتهجيرهم

ورغم الكيماوي والبراميل  لماذا الاميركيون يتفرجون على المذابح ولا يردعونها هل لان الاسد في العمق

جزء من منظومتهم السرية !

قال:  لا    أبدا ..ولكن هناك اولويات  عند الاميركين : القضاء على داعش والقاعدة ثم طرد ايران من سورية  واضافوا اليها الآن الكورونا!

قلت: والاسد وشبكته ؟

ضحك وقال: أمره في منتهى البساطة

حين  يجب رحيله.

قلت: والى متى?

قال: حتى الآن سلم الكيماوي ومشاريع النووي مع كوريا ودمر جيشه الذي تحول الى ميليشيا

( مهرهرة)  يعني صار ضعيفا ولا يعول عليه    ولولا  التغطية الروسية

لسقط  من حاله!

قلت: مادام الامر في منتهى البساطة هل تقول لي كيف وقد صمد لعشر سنوات!

قال : بسيطة غارة اميركية ساحقة على قصره وبعدها ستجد كل معاونيه وشبكته يهرولون هاربين كما هرب بالأمس حكام افغانستان امام طالبان  بلا قتال!

قلت : والروس ؟

قال : لن يتدخلوا  ابدا ويساومون

على الرحيل مقابل مكاسب  لهم خارج سورية !

قلت : اوافقك أن ذلك كان سيحدث يوم قرر اوباما معاقبة الاسد  يومها تجهزوا وعائلاتهم للهرب ثم  انقذهم تراجع اوباما  وقلت:  . المهم متى تتوقع ذلك ?

قال : لا أعرف ففي المطبخ السري

حين يعلنون التحذير يكون  القرار قيد التنفيذ الفعلي!

وقال يوم قتل الاسد رفيق الحريري

ارسل له المطبخ السري الاميركي :(انسحب من لبنان والا  سنفرمك)

وسبق ذلك استعداد فوري لتدميره.

فهرول هاربا بدون غارة او طلقة رصاص؟

قلت: ربما الآن لا يكفي التهديد.

قال: اذا كبر رأسه معتقدا ان ايران او روسيا ستنجده  فالغارة الواحدة تكفي كرسالة له وللروس  وايران !

قلت : هل تخافون من متطرفين اسلامين كبديل؟؟

قال: لا ابدا اميركا لاتخاف ذلك 

والنسيج السوري المعتدل والحضاري قادر  على صناعة بدائل

و  الاميركيون في صورتها!.

قلت:  ما يهمنا متى ؟

قال: انا مثلكم اتمنى ذلك غدا

ولكن اعذرني  لا احد يعطيك  في اميركا ساعة الصفر وما اعتقده انها ستأتي أما متى فالله والمطبخ السري وحدهما يعلمان !