الشيخ العالم الداعية حسن خياطة قطان

عمر العبسو

(1357 هـ . 1938 م)/ ( ١٤٤٢ - ٢٠٢١م )

  هو الشيخ العالم الداعية صاحب المكتبة العلمية في حلب حسن خيَّاطة قطّان، وهو أحد أبناء الحركة الإسلامية منذ شبابه المبكر. 

المولد، والنشأة:

  ولد الشيخ حسن خياطة قطان  في مدينة حلب، سنة ( ١٣٥٧ هجرية - ١٩٣٨م )، ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين، تحب العلم وتحترم العلماء.

الدراسة، والتكوين:

   وتلقى الشيخ حسن قطان  تعليمه الابتدائي في إحدى المدارس الابتدائية في حيه، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1952م.

  ثمّ أرسله والده للدراسة الشرعية فانتسب إلى المدرسة (الشعبانية) معهد العلوم الشرعية، التي كان يدرس فيها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ثم تركها، وكان يديرها الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله، وفي هذه المدرسة، التقى الشيخ حسن قطان بكبار شيوخ العلم الشرعي وعلوم اللغة العربية فأخذ عن كبار علماء حلب في ذلك العهد، نذكر منهم: 

-الشيخ نزار لبنية: درس عليه في الصف التحضيري، مبادئ العلوم الشرعية وعلوم الآلة.

٢- الشيخ عبد الله سراج الدين، درس عليه المصطلح والتفسير.

٣- الشيخ الشاعر  بكري رجب البابي، درس عليه العروض والنحو.

 ٤- الشيخ العلامة محمد زين العابدين الجذبة، درس عليه الحديث رواية، من كتاب (الشمائل المحمدية)، للإمام الترمذي.

٥- الشيخ محمد المعدِّل: درس عليه النحو.

 ٦- الشيخ أحمد القلَّاش: درس عليه النحو.

 ٧- الشيخ سامي بصمة جي، درس عليه علم الفرائض والنحو.

٨-  الشيخ عبد الفتاح حَميدة: درس عليه كتاب (إتمام الوفاء بسيرة الخلفاء).

٩-  الشيخ محمد أديب حسُّون: درس عليه كتاب (موعظة المؤمنين من كتاب إحياء علوم الدين).

١٠-  الشيخ محمد الغشيم: درس عليه الفقه.

 ١١-الشيخ عبد الرحمن زين العابدين، درس عليه أصول الفقه، والصرف.

١٢-  الشيخ أحمد أبو صالح: درس عليه التوحيد.

١٣-الشيخ نذير حامد، درس عليه البلاغة.

١٤- الشيخ مصطفى مزراب: درس عليه البلاغة.

 ١٥- الشيخ طاهر خير الله: درس عليه التفسير.

١٦- الشيخ الفرضي المقرئ نجيب خيَّاطة: درس عليه الفرائض والتجويد والقرآن.

١٧- والأستاذ نجيب جبل: درس عليه الرياضيات والهندسة.

  واستمر الشيخ حسن قطان طالباً للعلم في هذه المدرسة إلى أن ألغيت، صيف عام 1959 م، ثم أعيد فتحها مرة أخرى في العام التالي بعناية الشيخ عبد الله سراج الدين، في جامع الحموي، شرقي القلعة، ليتخرج منها في ذلك العام، أي سنة 1960م.

خدمة العلم:

  التحق الشيخ حسن قطان بعدها بالخدمة العسكرية الاجبارية...وحاولوا منعه من الصلاة، ولكنه أصر على تحدي الطغاة.

 وعندما أتمّ خدمته عاد إلى موطنه حلب، وافتتح مكتبته المسماة (المكتبة العلمية)، مقابل القلعة، ولا زالت قائمة إلى تاريخ وفاته، مع استمراره في طلب العلم وحضور مجالس العلماء والأخذ عنهم والحصول على إجازاتهم.

  وفي عام 1970 م التحق بالمعهد العلمي الشرعي بحمص، وبقي فيه سنتين، ليتخرج من المعهد المذكور، ومن شيوخه في هذا المعهد العلمي: 

الشيخ عبد الفتاح مسدي.

 والشيخ وصفي مسدي، ...وغيرهم.

دراسته الجامعية:

   انتسب الشيخ حسن خياطة قطان إلى كلية اللغة العربية، في الجامع الأزهر سنة: 1972 م، وبقي يدرس فيها سنتين، إلا أن ظروفاً خارجةً عن الإرادة حالت دون إكماله التحصيل في الكلية الأزهرية، ليعود الى حلب، ويعاود عمله في الدعوة، ونشر العلم الشرعي.

الوظائف، والمسؤوليات:

 عمل الشيخ حسن قطان إلى جانب عمله المبكر في المكتبة إماما في جامع موسى بن نُصير، خلفا لشيخ سامي بصمه جي سنة 1970م، وبقي قائماً على هذه الوظيفة حتى وفاته، كما تولى الخطابة في عدد من جوامع المدينة، واستمر في الخطابة إلى عام 1978م.

   وقد حرص الشيخ القطان على لقاء العلماء ومجالستهم والأخذ عنهم والحصول على إجازاتهم، وقد لقي طائفة من هؤلاء العلماء الأفاضل، نذكر منهم:

 الشيخ أحمد بن محمد الصِّدِّيق الغماري ( المغرب).

 الشيخ عبد الله الصِّدِّيق الغماري الذي  أجازه لفظاً.

 الشيخ الداعية سليم المصري من درعا.

الشيخ المفتي عثمان بلال.

 الشيخ المحدث محمد عوّامة، نزيل المدينة النبوية.

 الشيخ المحدث عبد الفتاح أبو غدَّة:  أجازه خطيا، وهو مذكور بين تلاميذه في كتاب إمداد الفتاح، وقد حضر عليه كثيرا في دروسه العامة، وقليلا في أصول الفقه.

 والشيخ محمد عبد المحسن الحدَّاد: أجازه خطاً، وحضر عليه لسنوات طويلة فكان يأتيه كل يوم بعد صلاة العشاء إلى البيت يقرأ معه الفقه الشافعي...وغيره مثل شرح المنهاج للنووي.

  والشيخ عبد الغني القنبري: أجاز الشيخ المترجم في القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم، بعد أن قرأ عليه طرفا من كتاب الله العظيم.

  ومع كثرة شيوخه إلا أنه يرى أن أكثر شيوخه تأثيراً فيه علماً وسلوكاً، شيخان جليلان هما: 

الشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ المحقق عبد الفتاح أبو غدَّة رحمهما الله تعالى.

   عمل الشيخ حسن قطان على نشر العلوم الدينية وإفادة الناس منها، وذلك من خلال دروسه التي يلقيها يومياً في جامعه بعد صلاة الفجر، وذلك حسب البرنامج التالي:

1- يومي السبت والأحد: تفسير، يقرأ فيه من (تفسير الخازن).

2- يومي الاثنين والثلاثاء: حديث وتربية، ويقرأ فيه من (الترغيب والترهيب) للحافظ المنذري.

3- يومي الأربعاء والخميس: فقه، ويقرأ فيه (الفقه المنهجي) على مذهب الامام الشافعي: تأليف مصطفى البغا وغيره.

4- يوم الجمعة: سيرة وأعلام، ويقرأ فيه من كتاب (حياة الصحابة) للكاندهلوي.

أخلاقه، وصفاته:

   كان الشيخ حسن خياطة قطان جميل الصورة، أبيض الوجه، مشربا بحمرة، أنيق الثياب، نقي السريرة،  طيب القلب، لا يحمل الحقد على أحد، وكان كريم النفس واليد، متواضعا، تقيا ورعا، حسن المذاكرة، سريع الدمعة، بعيدا عن الشهرة، يحب شراء المخطوطات النادرة، وكان يحب طلبة العلم، ولا يتوانى عن مساعدتهم، وفي مجال اقتناء الكتاب خاصة، لا يرد أحدا يأتيه من طلبة العلم لقراءة أو شراء كتاب ...أو غير ذلك فقد يبيع الكتاب بالتقسيط تيسيرا على الفقراء ....ولا يكاد يتفوق عليه أحد من أصحاب المكتبات غير الشيخ عمر زيتوني، والحاج يحيى استانبولي..

   وكان يتردد كثيرا على بسطات الكتب قرب فندق أمير حلب...يشتري الكتب المنزلية القديمة.

  وكان من أنشط أبناء الحركة الإسلامية منذ شبابه، ينتقل من مكان إلى آخر على دراجة عادية، وكان حازما وشديدا على العصابة الحاكمة، وهاجم النظام البعثي في خطبه منذ القديم.

   وهو - رحمه الله - متزوج من سيدة حلبية محتسبة صابرة، ولم ينجب منها الأولاد، وكان يعامل أولاد إخوته كأولاده...وأرجو من أقربائه وإخوته وورثته أن يحتفظوا بتراثه العلمي..من الضياع فهو أمانة في أعناقهم.

وفاته:

  توفي الشيخ الفقيه حسن خياطة قطان في مدينة حلب في ٢ تشرين الثاني عام ٢٠٢١م، ودفن في مقابر حلب، وكان الحضور قليلا بسبب دار كورونا.

ونعته مديرية الأوقاف في حلب .

رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته 

  مصادر:

1- ترجمة تلميذه الأستاذ عبد الله الجنابي، على موقع الإسلام في سورية.

2- موقع رابطة العلماء السوريين- ترجمة أستاذنا محمد عدنان كاتبي.

٣- ترجمة الشيخ حسن حداد: موقع تجمع دعاة الشام.

٤- ملتقى أهل الحديث.

٥- معرفة شخصية بالشيخ منذ أكثر من ثلاثين سنة.

٥- بعض المعلومات من د. وليد حياني ( تل رفعت).

٦- مواقع الكترونية أخرى.