الواعظ ليس سياسيا ولا يمكن أن يكون

زهير سالم*

قال الواعظ : الحزبية لا تبني الأوطان بل تأتي لها بالأكفان...

كلام جميل حشوه خطيئة وبلية..

وهذه دول العالم المتقدم علينا، كلها قائمة على الحزبية السياسية. وحيثما غابت الحزبية السياسية، انتشرت الأنظمة المدعية من الزعماء الوعاظ. من أمثال بوتين وبشار ونظرائهما في المجتمع..

الحزبية الحقيقية ليست هي التي دمرت سورية مثلا، كلنا نعلم أن حزب البعث قد أفلت شمسه من سورية بعد حركة شباط 1966 . الذي دمّر سورية هو  العقلية الفردية التي مثلها حافظ الأسد، والتي ورثها بشار الأسد، والتي يرثها أيضا كثير من الفرديين من الوزارة إلى المنبر ...

وأزمة بحجم بلد، أصابت شظاياها عشرين مليون إنسان، ويظن بعض النرجسيين والطوباوييين أنه يمكن أن يحلها بكلمات معسولات...

نعم سورية تحتاج إلى مبادرة ..

ويشترط في المبادرة أن تكون جماعية لا ينفرد بها شخص، ولا حزب ولا تجمع ولا يمين ولا يسار ولا طائفة. ولا طبقة من التجار..

مبادرة تصدر من موقع قوة. ويتوافق عليها وجوه الناس, لا يستبد فيها على النالس أحد...ويطلعون علينا مع شروق كل شمس ببلية...

أبعد الله عنا شر العقلية الفردية كم سامتنا سوء الخراب...

حتى في مقررات الفقه ميزوا بين رأي الفقيه، ورأي المذهب، ورأي الجمهور وبين الإجماع..

وذكروا رأي أبي حنيفة وقالوا: وخالفه صاحباه...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية