يا طالب الدبس ... هل سيتخلى بشار الأسد عن عصاه التي أوجعت الغرماء ؟؟

زهير سالم*

وخطابي دائما موجه لمن يتابعني من أهلي السوريين.. وأزعم أنني أكتب خطاب "بيان" وليس خطاب وعظ ولا تأميل ولا تعليم.

ويقول لي بعضهم: أملوا الناس !! وأنا أرفض أن أكذب عليهم . بل أنا أتشارك مع دائرة من السوريين الرؤية والرأي، وربما أسبقهم فقط إلى صياغته والتعبير عنه. وأعود فأهدي بضاعتهم إليهم.

ولا أزعم أبدا، لا قبلا ولا بعدا ، أنني مؤهل لأشير على غير أهل خاصتي من الأقربين. ولا أعتقد أنني مؤهل للاقتراح على الدول التي تملك نخبها ومفكريها ومستشاريها وصانعي قرارها في منتظمها السياسي. وقابلت أكثر من عشر شخصيات من بني قومي كلهم يزعم أنه "مستشار" !!

وما سأقرره في هذا الإيجاز نعرفه كلنا، ربما سيكون لي فيه كما قلت سبق الصياغة، وتسهيل التداول بين من أحب..

ثم إنني أكره أن أذكر القاتل المبير بشار الأسد بميزة ولو كانت في تميزه بالمكر والشر والخبث والسوء والخبابة.. رتبة الأخبث والأشد مكرا في موسوعة غينيس ربما توحي عند الناس بتميزه بشيء.. التميز السلبي سلبي وهذا الذي يجب أن يصطصحب في قراءة هذا الايجاز

وبعض الناس الذين يظنون أنهم يمكن أن يلتفوا على بشار الأسد ،تحت أي عنوان، وإلى أي محطة، ومرة أخرى لا تعتبروا هذا مديحا لبشار الأسد، هؤلاء الناس تقول لأحدهم العرب "أخطأت استك الحفرة" وسامحوني حين تكتب عن المستنقع سوف تزكم أنفك الريح...

ببساطة شديدة، ولكل كلام نقرره عوامل مضافة يمكن أن تتعلق به، ولكن التركيز مطلب والتوضيح آخر ويظلان يعتركان: لقد كانت المنظمات الإرهابية ومنها داعش والبككة، وأحب أن أسمي الأخيرة باسمها الحقيقي، وليس باسمها التجميلي الذي اختاره لها الأمريكي، بعضَ أدوات بشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري، وكل العقلاء والمنصفين يعلمون هذا، فهل يعقل أن بشار الأسد في وضعه الذي هو فيه، يتخلى عن بعض أدوات انتصاره، في مفاوضات مع أهل السهللة البهللة الذين ليس لهم في المكر لا شبر ولا فتر، ولا قير ولا قطمير!!

بشار الأسد ومن فوقه من الأمريكيين والروس والإيرانيين يدركون أن التغير في الموقف الاستراتيجي التركي - وكلامي ليس موجها للأتراك فهم أعلم به مني- جاء نتيجة لعفاريت الوسادة التي أثارها على حدودهم وجود الإرهابيين من الانفصاليين الأوجلانيين، يعلم بشار الأسد وفريقه، كم كانت هذه الورقة فعالة في تنشيط التفاعلات في مختبرات التحليلات التركية، فهل من العقلاء من يتصور بشار الأسد، الذي وبعد عشر سنوات من المماطلة، ومن القوانيين والعقوبات الدولية - التي نسميها- بلغتنا الدراجة - قوانين وعقوبات خرطي- وكذا بعد نصف دزينة من المبعوثين الدوليين بدأ من الدابي- بلهجة إخواننا في حمص- لم يقدم لكل "هلخلق" شيئا واحدا يشار إليه، فهل يعقل أن يقدم للدولة التركية ما يريحها، وأن يدفع عنها ما يضغطها أو يضايقها أو يؤذيها، أو يعكر عليها أحلامها؟؟ "قولي لطيفك ينثني عن مضجعي عند المنام"

في تعاليمنا البلدية: يقول الأول للثاني: لا تبع برخيص. فيجيبه الثاني: لا توصِ الحريص..

نعم في لعبة الخداع والمكر سيكون بشار الأسد الأسرع مكرا والأكثر خبابة ولؤما ، وربما يحصل على كثير من الأثمان التي يظنها بعض الناس مثل الزجاج أو الفخار المكسر، ولكن دون أن يبضّ بشار الأسد لطالبي الدبس ولو بقطرة. وربما يقدر بعض الناس أن التخلص من الفخار المكسور هو المطلب الأول، وما عداه تمويه، وفي هذه الحالة فقط يسقط هذا المقال.

وكما جرى الأمر في الكبرى حلب وفي بلدات القلمون وفي غوطة دمشق ثم في كثير من بلدات حماة وإدلب.. في كل هذه التجارب بشار الأسد أخذ ولم يعط، أكرر قبض ولم يدفع. أخذ من أيديهم ولم يعطهم شيئا، وفي لحظة تكررت مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة، كان يغيب الضامن ويبقى المضمون وحيدا مكشوفا في العراء...

وأسترسل إلي مجموعة من الحرائر من الشمال المحرر: قبل أن تقوموا بتسليمنا لجيش المغتصبين استصدروا لنا فتوى تبيح الانتحار. مرة أخرى أنا لا أوجه خطابي لغير السوريين!! السوريون الذين ما زالوا منغمسين في حكايات الأسياد!! وأراهم يموجون وأسمعهم يهيجون...

والأسوأ في الأمر كله أن من تولى أمر الناس كان وما زال أكثر إمعانا في اللامبالاة!!

سيدفع بعض الناس أثمان الوهم الذي يحلمون به على طريقة "بائعة الحليب الصغيرة" ولكن حصادهم لن يكون أكبر من جرة مكسورة، وحليب مسفوح.

رسالتنا إلى بشار الأسد وشركاه (قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا).

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية