عزاء "الإخوان المسلمون" في وفاة أبرز مؤسسي "الدعوة" في إندونيسيا

أدباء الشام

بسم الله الرحمن الرحيم

"من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الأحزاب: 33 ).

تنعي جماعة" الإخوان المسلمون " الأستاذ حلمي أمين الدين، أحد أبرز مؤسسي الدعوة الإسلامية في إندونيسيا الذي توفي اليوم في مدينة باندونج جاوا الغربية – بإندونيسيا بعد مسيرة طيبة وجهود كبيرة في خدمة الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة.

فقد أنشأ معهد الحكمة لإعداد الدعاة أواخر ثمانينيات القرن الماضي والذي أدى دوراً كبيراً في إعداد مجموعات من الدعاة الشباب، كان لهم دور بارز في إحياء وترشيد الصحوة الإسلامية، حيث قاموا بجهود فعالة لمواجهة محاولات رئيس الجمهورية في ذلك الوقت (سوهارتو) لتطبيق مبادئ ما يسمى "البانتشاسيلا" التي أطلقها رئيس إندونيسيا الأسبق سوكارنو، كمدونة سياسية اجتماعية ترقى إلى مرتبة الدين بديلاً عن الإسلام، وسقطت بسقوط سوهارتو سقوطاً مخزياً عام 1419هـ ـ 1998م.

ومع انتشار الصحوة الإسلامية في ربوع البلاد بعد سقوط سوهارتو، قام الفقيد الراحل مع إخوانه بتأسيس حزب العدالة في 20 يونيو 1998م، ثم تغير اسمه ليصبح حزب العدالة والرفاهية الإسلامي في 20 إبريل 2002م والذي مثّل الوعاء الفكري للحركة الإسلامية في البلاد، وقاد الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في إندونيسيا، وحصل في أول انتخابات برلمانية على 7 مقاعد (مليون ونصف المليون صوت) في انتخابات 1999م، ثم على 47 مقعدا (ثمانية ملايين صوت) في انتخابات عام 2004م، ثم حصل في انتخابات 9 إبريل 2009 م على 57 مقعدا من 560 مقعدا بنسبة 11.9% وأصبح ترتيبه رابعاً على مستوى الأحزاب الإندونيسية.

وقد واصل الفقيد الراحل بحكمته وسعة صدره وحلمه -حيث كان له من اسمه نصيب كبير- قيادة الدعوة الإسلامية وحركتها في إندونيسيا حتى أصابه عارض صحي عام 2015م أعاقه عن الاستمرار في قيادة الحركة، لكنه رغم ذلك ظل بين إخوانه يخدم دعوته بما يستطيع حتى لقي الله سبحانه وتعالى اليوم راضياً مرضياً بمشيئة الله.

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" (الفجر: ٢٧ - 30).

وتتقدم جماعة الإخوان بخالص العزاء في وفاته -يرحمه الله- إلى عائلته الكريمة وإخوانه وتلامذته ومحبيه في كل مكان، سائلين الله أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء، كما نسأل الله أن يمنّ بكامل الشفاء على السيدة الفاضلة زوجته ورفيقة دربه.

وتدعو الجماعة أبناءها ومنتسبيها في كل مكان لصلاة الغائب على روح الفقيد وعلى أرواح من انتقلوا إلى رحمة الله في الفترة الأخيرة.

إنا لله وانا اليه راجعون.

الإخوان المسلمون

الثلاثاء ٩ من ذي القعدة ١٤٤١هـ؛ الموافق ٣٠ يونيو ٢٠٢٠م.