رحلت قبل الاوان

احمد العراقي

الى روح اخي وصديق الطفوله الاستاذ الدكتور الاديب البروفيسور فهد محسن الفرحان

رحلت وكان رحيلك لي مأتم وعزاء..

حان الرحيل فجأة والوقت فيه بقاء..

كنت اتمنى بقوة أن أراك قريبا ..

فأخذني التمهل الى مقتل وفناء ..

وياحزني فارقتك بعد امتع حديث..

ولو كنت أعلم الرحيل لأطلت اللقاء..

ولكن هذا امر ربك فلا مرد له ..

وكانت نفسي يملئها الحزن والشقاء..

عرفتك منذ كنت فتى في العلم ..

وكلما التقينا نتذكر أحلامنا والأهواء..

وفي مضمار الحياة كنا نتسابق ..

هزمتني عاشقا وفي قلبك حياء ..

وكان علمك ساطعا وفيه مجد ..

وروح الحضارة في أدبك له نقاء..

وهزمت الظلام في كل نفس طيبة..

ليسطع النور ويكون للاجيال أضواء..

حملت في قلبك حبا للقوافي فكانت ..

حلما جميلا يتغنى بها دوما الشعراء..

كنت أخا لي فرحيلك أدمى قلبي ..

ويا ويح قلبي هل لك فيه أثر وبقاء ..

غدت نفسي لا تطاوعني أن أنسى..

وتشتم منك نسائم الشوق والاخاء ..

نتطلع لمعلم يلهمنا من العلم نورا ..

والبصمات كلماته في أسماعنا أصداء..

حنينا الى ذلك المربي بعد رحيل ..

فلم يرحل عنا أبدا وترتيله غناء ..

رحلت عني وكانت دموعي تقتلني..

فأن البقاء عندي والرحيل سواء ..

كنت فارسة القلم بيدك حسام ..

وأطلقت الريح للقوافي فكانت أسماء..

واسرجت العاديات للاجيال اسمى حلم..

وكان حلمك جميلا وفيه نور وبهاء ..

فكم من معلم انت صانع تاريخ مجده ..

وكم من عالم ارتواء منك العلم أرتواء..

غادرتنا وبعدك أكثر نفعا وعطاء ..

عفيفا وفي قلبك أنفاسا حرة حراء ..

سقيت الأرض خيرا فكانت خضراء..

وكنت تبارز أقرانك لينا متواضعا ..

والبسمه على شفاهك تسعد القراء ..

ما فتيء دمعي جاريا أخفيته حياء ..

طبتي ياروح معلم في الجنان سكنت..

وفي قلوب المحبين يبقى الرحيل لقاء..