عامٌ مضى على رحيلِ أبي

رفعت يوسف آغا

عامٌ مضى على رحيلِ أبي

رفعت يوسف آغا

يصادف غداً الخميس 29 كانون الثاني، جانيوري 2015 الذكرى السنوية الأولى لوفاة والدي في مدينة جدة، السعودية، وهذه القصيدة في رثائه. رحمه الله.

عامٌ مَضى على رَحيلِ أبي

والدَمعُ مازالَ يَفيضُ والعَينُ غَرقى

غِيابُهُ تَركَ في النَفسِ جُرحاً

ذَهابُهُ تَركَ في القَلبِ حَرقة

رَحلَ إلى عالمٍ قَريبٍ بَعيدٍ

وتركَ وراءَهُ اُسرةً بفِراقِهِ تَشقى

لانِسيانُهُ مُمكِنٌ، ومَنْ ينسى أحبتَهُ؟

وكُلّما تذكرناهُ، أتانا الأسى يَلقى

أبا عَدنانَ، كُنتَ عَلَمَ اُسرَتِنا

غيابُكَ على القريبِ والبعيدِ قَد شَقَّ

عَزيزُ النفسَ كَريمُ اليدِ ناصِعُ السُمعةِ

ماأتى ذِكرُكَ إلا واُنصِفتَ قَدراً وحَقّا

ماقصدَكَ أحدٌ بحاجَةٍ وعادَ خائباً

قلبُكَ كانَ دوماً مِنَ النّقاءَ أنقى

كُنتَ لأبيكَ وأهلِكَ للبِرِّ عِنوانٌ

تلقيتَ رِضىً ماأحدَ مثلَهُ تلقّى

وكُنتَ لنا المثلَ الذي نَصبوا إليهِ

بلغتَ أعلى الدرجاتِ مرتبةً وخُلْقا

ماحَلِمَ أبناءٌ بأبٍ أفضلَ منكَ

الحِلمُ في طبعِكَ إلى الذُرى ترقّى

رحلتَ وكُلُّنا على نفسِ الطريقِ

غادرتنا ولكنْ إلى مَنْ هوَ الأبقى

لاأرى البَشرَ إلا واقفينَ في طوابيرٍ

معهمْ كؤوساً والملاكُ هوَ السَقّا

كُلُّ البَشرِ مابينَ راحِلٍ ومُنتظِرٍ ومَنْ

لايرحلُ اليومَ لايعرفُ إلى متى يَبقى

كُلُّ مَنْ يَسيرُ اليومَ على وجهِها

لايعرفُ متى في جَوفِها يُلقى