درر غزالية

الشيخ محمد الغزالي

#سرقة_فلسطين

تأمل معي فى هذه الطرفة : كان رجل يمشي فى طريقه مسترسلا لا يحذر خطرا ؛ فإذا لصّ يخرج عليه مدججا بالسلاح ؛ ويسلبه حافظة نقوده ثم يقول له : انس ما حدث !  وامض فى طريقك ! ..

وحاول الرجل الكلام والمقاومة فإذا اللص يقول له فى حزم : قلت لك : انس ما كان وامض فى طريقك بسلام ! وإلاّ ........

وجاء كاهن خسيس يقول للرجل المقهور : إنه يدعوك للمرور بسلام ! السلام أولى بك ؛ ألم تسمع قوله تعالى :

{[ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ]} ..

توكل على الله واقبل السلام ! ..

قال الرجل البائس : إنني مسروق ؛ ويجب أن أسترد مالي ؛  وإذا لم يكن اليوم لي ؛ فإلى الغد القريب أو البعيد ! ..

وارتفعت أصوات من هنا ومن هناك تقول له : أتهدّد الأمن ؛  وتعكر الجو ؟ إنك إرهابي مزعج تثير الفتن وتمنع الاستقرار ..

وقال الرجل : كيف يوصف المعتدى عليه بأنه إرهابي ؟

كيف يوصم المغلوب على أمره بأنه شر ؟

أما يودّ عاقل أو عادل يقول: ردّوا للمظلوم ما أخذ منه ؟.

المضحك أن جهودا مكثفة تبذل فى هذه الأيام لإقرار السلام أو بتعبير صريح لإكراه المسروق على السكوت ؛ وتهديده إذا استأنف الصياح بأنه إرهابي جدير بالقتل ! ..

إنّ قضية اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها نموذج حي للسطو الصفيق والحق المضيم ؛ ونموذج لأزمة الأخلاق والضمائر من عصور سحيقة ..

قال موسى لفرعون : {[ أرسل معي بنى إسرائيل ]} ..

وكان سهلا على الفرعون الطاغية أن يرسل اليهود مع نبيّهم خارج مصر التى ضاقت بهم ؛ لكنه أبى ؛ ورد بهذا القول : {[ قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ]} .. !!

إن للقوة العمياء منطقا لا يعرف الحياء ؛ وسيجئ يهود من روسيا وغيرها يطردون السكان الأصلاء من دورهم التى توارثوها من آلاف السنين ؛ ثم يقال للطريد الشارد :

إنك إرهابي يجب أن تهيم على وجهك !! ..

إن ّعقائد وجماهير تُعامل بهذه الدناءة ثم تتهم بأنها تثير العدوان ؛ وتقترف المظالم ! ..

الشيخ #محمد_الغزالى رحمه الله.