حماة الأمة في زمن الفتن

ملخص الخطبة

1- خطورة الفتن: حين يُظلّ الناسَ زمن الفتن، فتحار العقول وتضطرب الألباب وتتلجلج القلوب، حتى يعمى الحق على أكثر الناس

2- المصطادون في أيام الفتن: إن المؤمن لتعترضه الفتنة تلوَ الفتنة، الواحدة منها تكفي لتفتك به وتُذهب دينه، شعر أو لم يشعر، إلا أن يعصمه الله بمنه وفضله. فتعصف الفتن بالأمة، ولو لم يكن إلا عصفها لكفى، كيف وفي الأمة منافقون ومخذّلون، ومن يحبون أن تشيع الفاحشة والفرقة والضلالة في الذين آمنوا؟!

3- ذهاب العلم وظهور الجهل: إننا لنشهد اليوم كيف يتناقص العلماء، يذهب العالم فتُثلم ثُلمةٌ لا تُسدّ، ولا ينهض لمكانه مثله، لقد قلَّ العلماء الربانيون، وقلّت الحفاوة بمن بقي منهم وإنزالهم منازلهم، قلَّ الذين يرجعون إليهم في كلّ أمر ذي بال يعرض لهم، إننا اليوم لنرى ـ وما أكثر ما نرى ـ ما حدَّث به الصادق المصدوق ، من هوًى متبع وشحٍّ مطاع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، نرى الرؤوس الجهال يفتون بغير علم فيضلون ويُضلون.

4- ضرورة لزوم العلماء الربانيين: إننا اليوم أحوجُ ما نكون إلى الرجوع إلى أهل العلم والاستماع إليهم وتوحيد الصفوف تحت راياتهم، وأن لا ندع لمغرضٍ علينا سبيلاً.

-- -----------------------

هدايات قرآنية:

1- يقول تعالى: ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) [يوسف:103]

-------------------------

قبسات نبوية و أقوال مضيئة :

1-  روى ابن عبد البرِّ في الاستيعاب عن حذيفة رضي الله عنه أنه سئل: أي الفتن أشد؟ قال: (أن يُعرض عليك الخير والشر، فلا تدري أيهما تركب).

3-1 عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهّالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)) رواه الشيخان.

3-2 عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويُبث الجهل، وتشرب الخمر، ويظهر الزنا)) رواه البخاري و مسلم

4- عن زياد بن لبيد رضي الله عنه قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: ((ذاك عند أوان ذهاب العلم))، قلت: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟! قال: ((ثكلتك أمك يا زياد، إن كنتُ لأراك من فقهاء أهل المدينة، أوليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما؟!)) رواه الإمام أحمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.