من القصص المعاصر : ليالي تركستان !!

يحيى حاج يحيى

 تأليف : د. نجيب الكيلاني

قصة تُصور الحقد الشيوعي ، حينا يُسلط على المسلمين ، وهي ترصد أحداثاً جرت مابين عامي  ١٩٣٠- ١٩٥٠ م على أرض تركستان المسلمة ، وتُبرز أعمال الشيوعيين الذي جهدوا لطمس الهوية الإسلامية ، وقطع علاقة الشعب التركستاني بتاريخه !؟ 

كما تتحدث عن المقاومة الإسلامية ! وتعرض صوراً من بطولات المسلمين في الدفاع عن دينهم ! 

والقصة يرويها أحد الذين شاركوا في الثورة ، وعاصروا أحداثها ( مصطفى مراد حضرت ) وهي تصور انطلاق الشرارة الأولى من مدينة ( قومول ) حين أصر الحاكم الصيني على الزواج من ابنة أميرها ، فرفض وأدخل السجن ، ثم خرج بحيلة ، ليفجر الثورة ضد الصينيين  . 

وتمضي المقاومة ، ويزداد إرهاب الشيوعيين الذين أخذوا ينكلون بالنساء الشيوخ ، ويعتدون على بيوت الله ، ويستخدمون بعض أبناء البلاد الذين لايقل أذاهم عن أذى المحتلين !؟ 

كما تتحدث عن تقاسم الروس والصينيين لأرض تركستان ، وعن الثورات المتلاحقة ، والمقاومة التي ظلت مستمرة ، ولو بشكل فردي ضد الهجمة الشيوعية الصينية والروسية .  

                      ***        ***        ***       ***

ومع أن أحداث القصة تدور على لسان ( مصطفى حضرت ) وهو شخصية خيالية ، فإن الكاتب لم ينسٓق وراء إغراء الفن الأدبي ، إذ استطاع أن يقدم تاريخ جهاد شعب تركستان الحقيقي من خلال عرض الأحداث التاريخية التي وقعت ، ومزجها بالخيال الفني الخصب من دون تعدٍ على حقيقة الحدث وواقعيته ! 

ويبدو التوازن بين عنصري الحقيقة والفن على جميع مستو يات عناصر فن الرواية هذه ؛ إنْ على مستوى الشخصيات أو مستوى الأحداث . وهذا التوازن الذي نجح الكاتب في إقامته بين الحقيقة والفن قد جعل القارئ يتزود بمادة تاريخية من دون أن يحس أنه يقرأ تاريخاً ! فهي ممتعة بأحداثها الخيالية التي وقعت من قبل أبطالها ، مثيرة بما تحويه من حقائق ! إذ تقدم صوراً من الجهاد والفداء ، يعز أن يكون لها نظير في التاريخ المعاصر ( الاتجاه الإسلامي في أعمال نجيب الكيلاني القصصية / الدكتور عبد الله بن صالح العريني ) وقد برع الكاتب في إثارة حس القارئ وربطه بالأحداث بأ سلوبه الرشيق !! 

وليته توسع في قصته ، فجعلها رواية طويلة تمتد مع العشرين سنة التي تدور الأحداث فيها ؛ لتتحول القصة إلى رواية بارعة تضارع الروايات العالمية المشهورة بما فيها من حقائق ومشاعر صادقة ( دليل مكتبة الأسرة المسلمة ) 

** دار النفائس ببيروت / ط٨ - ١٩٨٤ /١٧٥ صفحة من القطع الصغير  /

*** من كتاب موسوعة القصص التربوي للشباب  - الجزء الثالث - يحيى حاج يحيى