فلا تنسَ الله ! ليلى الحلو ، صراع بين الإيمان والسرطان !

يحيى حاج يحيى

 من المعلوم أن الله تعالى لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء علِمه مَن علمه وجهله مَن جهله ‏، ولعل  مرضى السرطان من أشد ما يفتك بالناس على اختلاف أعمارهم وأوطانهم ، ولا يزال العلماء يبحثون عما يرده أو يخفف منه !ولو اتيح لكل من أصيب بمرض عضال أن يكتب معاناته ومشاعره لقرأنا أدباً إنسانيا فيه من الشفافية ما ترتاح له النفوس وترق القلوب ! 

بين يدي قصة واقعية لكاتبة مغربية تدعى ليلى الحلو ، وقد جعلتْ لهذه القصة عنواناً  (فلا تنسَ  الله )صورت فيها أحاسيس الخوف واليأس والحيرة والقلق الذي نزل بها إذ باغتها  سرطان الثدي فاستولى عليها الرعب وعم الأسرة كلها ! ومع تطور المرض تنقلت بين عيادات الأطباء في بلجيكا وفرنسا ولكن المرض لم يتوقف عند حد ؛ مما زاد في يأسها !كما أن استعمال العقاقير الكيماوية قد أثرفي جسمها تأثيراً واضحا حتى وصل بها الأمر إلى أن تفكر في الانتحار !؟ ثم فتح الله عليها باب اللجوء إليه والتوجه بالدعاء ! فسافرت إلى مكة المكرمة لأداء العمرة وانقطعت للعبادة ولزوم الحرم والتبرك بماء زمزم فأحست بانشراح  الصدر وهي عاكفة  على كتاب الله !  ومع مضي الوقت شعرت بتحسن في صحتها وغياب الانتفاخات من جسدها ! فأخبرت زميلاتها ‏وقمن بالتأكد ،وقد علت أصواتهن بالتكبير والتهليل وسط الفرح والدموع !

ثم عادت بعد ذلك إلى الغرب وإلى العيادات التي كانت تتردد  عليها والأطباء نفسهم حتى إن بعضهم شك بأنها كانت المريضة السابقة !

استطاعت ليلى الحلو أن تعرض معاناتها بأسلوب بسيط ‏اقترب من الحديث العادي دون تزويق ،ولكنه حافل بالانفعالات النفسية الصادقة وهي تعيش بين اليأس في المرض وبين الشفاء الذي قدّره الله لها بعد معاناة وأمل !!