ربما التقينا

انتصار عابد بكري

ربما التقينا 

لكن لا أتذكر 

كيف ! ومتى ؟

عند شاطئ البحر والرمل حار .

لا أعتقد ،،

الظهيرة شوقٌ لمظلةٍ

والشواطئ عند الغروبِ تُزار...

ربما يوم زرت القاضيَ ،،

والشوارع مليئة بالغبار 

والحانات كانت ضاجة ،

لا أعتقد ،،

فملامح البشر لا تجتمع 

في الفطيرة وقت الحاجة..

...

أو في القاطرة 

المقاعد لم تكن خالية

والأكتاف كانت تتكئ بعضها .

في يد أحدهم جورنال 

وأرقام السودوكو تبدو معبئة...

تفتح هي محفظتها الصغيرة 

تتناول مرآة وإصبع الحومرة...

العجوز غارق في شخيره

والشاب لسماعة الجوال يملأ بطاريته ذخيرة ...

لمشواري الطويل

أوصيت نفسي بنظارة

أن لا تراني 

ولا أرى...

لا أعتقد أنّا التقينا ،

الجامعة عملاقة

والفصل الدراسي يمثل أربعة أضعاف

من فصول الطفولة

وكأني دخلتُ عالمًا آخرًا

يوم ألقوا أمامي لغةً أعجمية 

كانت الكلمات حينها ليست مفصولة

تقطيعها أمرًا يحتاجُ سكينًا

وأنا الهاربة

من مطبخي الصغير

....

عندما يُشيرون

ويطرحون السلام

ينضج الرغيف في الوجنتين

ويتدلى المنديل وشاحًا

بين تحيةٍ وكلام

كيف يُردُ السلام على الفاه 

قبل أن تعلن الحياء

...

ربما التقينا

فأنا أشبه الأربعين في هذا الكون

والأربعون يشبهون

إلى ما لا نهاية من الأربعين..

ألا على موعد من الحزن؟

والغرفة البيضاء

والسُلم الحديدي 

وتلاوة القرآن

التقينا؟!!

ربما..