ألوان

د. محمد الخليلي

تميسُ الأَرضُ في دَلٍّ دلالا

وتسحبُ ذيلَ حسناءٍ جمالا

وتبدي من مفاتنِها فنوناً

وقد رسَمَتْ بمبسمِها جلالا

فقد كُسيتْ لباساً في اخضرارٍ

ونورُ الشمسِ يشتعلُ اشتعالا

مروجُ تزدهي بصنوفِ زهرٍ

وتنظرُ من يبادلُها وصالا

ليشتمَّ الشَّذى منها عبيراً

ويحظى من مياسمِها نوالا

تطرَّزت الدُّنا من كلِّ لونٍ

وكلٌّ بالمنى يزهو اختيالا

فأبيضُها يقولُ لنا تعالوا:

تروا منِّي الجمالَ غدا خيالا

وأحمرُها بلون الخدِّ يزهو

إذا المحبوبُ في صَلَفٍ تعالى

وأصفرُها كليمونٍ وورسٍ

يبُزُّ الكلَّ حُسْناً واشتمالا

وليلكُها وقد أبدى فُتُوناً

يشدُّ النَّاظرينَ لهً مآلا

فترتاعُ النُّها من حُسْنِ خلقٍ

تُسبِّحُ خالقاً ذرأَ الجمالا

فكلُّ هباءةٍ في الكونِ تدعُو

لتسبيحٍ ؛ وقد خطَّتْ مقالا

فسبحانَ الذي برأَ البرايا

وأودعَ في نواصيها الخصالا

له النَّعماءُ فيما قد حبانَا

وقد رَسَمَتْ على البلواءِ فالا

فكلَّ زُهيرةٍ في الكونِ تدعو

كليلَ النفسِ أن يرقى الكمالا

؛يجولُ بناظرٍ في الكونِ يرنو

،،ويُذكي بالهدى منهُ ذُبالا