غُربةٌ الرّوح

عمر بلقاضي

قال احد الشعراء الحكماء في بيت راق لي:

 

تبدو غريبًا إذا ما كنتَ ذا خُلُقٍ = كقابض الجمرِ تكوي كفَّه النَّارُ

فأجبت :

وكيف تُؤلفُ في جيل يوجهه = نحو الرّذيلة والإسفاف كفّار ُ

انظر إلى النّاس قد زاغوا طواعيةً = فالأرض يحكمها بالغيِّ فجّار ُ

إنّ الموازين في أعرافهم قُلبتْ = قد أُطفئتْ بالهوى والجهل أنوارُ

انّ التّقيّ غبيٌّ في ثقافتهم = والغادرَ النَّذلَ سبَّاقٌ ومغوار ُ

غاب اليقينُ فدين الله في مِحَنٍ = فغاية النّاس في الأيام أوزارُ

وكلُّ ذي خُلق يبقى بلا سندٍ = ما عاد ينهض للأخلاق أحرارُ

فالأرضُ مثقلة بالإثم في علَنٍ = والله يعلم ما تُخفيه أسرارُ

الكفرُ مكرمةٌ والظّلم مصلحةٌ = والفُحشُ والعُريُ في التِّلفاز إشهارُ

والرّوح تُهدرُ في وهم ٍوفي طمع ٍ= إنّ الدّماء بِجورِ القتل أنهارُ

والجوعُ والدّاءُ والآفات في بلد ٍ = لديه من ذهَبِ الأعماق آبار ُ

عمّ الفسادُ وما في الدّهر من فرَجٍ = يبقى الدّمار بأمر الله والنار ُ