حُداء الدُّعاة

عبد الله ضرَّاب

 

الكفرُ يملأ أرجاء البلاد خنا = ونحن نعبث في التَّزويق والتَّرفِ

هلا َّنسجتَ بليغاً من دليلِ هُدَى = يدعو الشباب إلى الإيمان والشَّرفِ

فجِّرْ يقينك واركبْ في غواربهِ = الوعدُ حقٌّ فلا تيأسْ ولا تخَفِ

فأْمرْ بِعُرْفٍ وصُدِّ الجيلَ عن سفَهٍ = قد عمَّه أسفاً بالسُّخْفِ والسَّرفِ

اكتبْ لتحدُوَهُ نحو الهدى أملا = في أن يُحرَّرَ من جهلٍ ومن سخَفِ

اكتبْ لتنقذَه من ردَّةٍ ظهرتْ = إنَّ الجهالةَ تردي النَّاس في الحُتُفِ

اكتبْ لتسقيَ هذا الجيل من حُجج ٍ= بها تمكَّن حبُّ الدِّين في السَّلفِ

اكتبْ ونزِّهْ يراع َالحقِّ عن عِللٍ = صارت تصيبُ نفوس النَّاسِ بالقَرفِ

اكتبْ وعلِّمْ وخلِّلْ في النياَّمِ ولا = تخشَ النَّتانة في الأموات والجِيَفِ

أبْعدْ قشوراً غزتْ ميدان دعوتنا = كنْ خيرَ هادٍ إلى الإسلام في الخَلفِ

عِشتمْ طويلاً لإغراضٍ مبعثرةٍ = عيشوا البقيَّةَ للجناَّتِ والغُرَفِ

الدِّينُ عزَّتنا في الدَّهرِ فانتفضُوا = لا تُسلموهُ إلى الأوباشِ والحَشَفِ

كفرٌ وزورٌ وظلم ٌفي البلاد طغى = أما تغارون للتَّوحيدِ والنَّصفِ ؟؟؟

فالملحدون على دين الهدى حنَقوا = يُصوِّبون سهام الشكِّ للهدفِ

أتقبلون عُلُوَّ الكفرِ مُدعيًّا = نصرَ الحقيقة في زَهْوٍ وفي صَلَفِ

إذا سكتمْ يُغطِّي الحقَّ في شُبَهٍ= أتتركون عُرى الإسلام للتَّلفِ ؟؟؟

قوموا لنصرةِ دين الله في ثقةٍ = هبُّوا لحربٍ على الإلحاد في الصُّحفِ

الحقُّ يُبهِرُ لكن بات مُحتبَساً = تلك البراهينُ قد ضاعت على الرُّفُفِ

شدُّوا القلوبَ إلى ربِّ الورى رَغَبا ً= أم ترهبون دوابَ الجنسِ والعلَفِ ؟؟؟

أم أنَّكمْ فُتَّ في أرواحكم وهَنٌ = حبُّ المظاهرِ من مالٍ ومن شُرفِ ؟؟؟

فداهنوهم ، فمن يدهنْ يهُنْ أبدا = من يعبدِ الحظَّ والأهواء كيف يَفِي ؟؟؟

القلبُ يعمى عن الأنوار مُنحرفاً = إذا تطاولَ للتَّنعيمِ والرَّهَفِ

الخلقُ يصرخُ إنَّ الله خالقُنا = كيف التَّقولُ بالأغيارِ والصُّدف ِ؟؟؟

الكونُ يَلهجُ بالتَّسبيحِ في سُنَنٍ= لِمَ السُّكوتُ عن التَّهويمِ والخَرَفِ ؟؟؟

بالحقِّ تلقى كرامَ الغربِ قد شُغِفوا = فأين فينا حنينُ الشَّوقِ والشَّغفِ ؟؟؟

فالعالِمونَ لدينِ الله قد عَشقوا = يُعانقون هدى الإسلام في لَهَفِ

وا حسرتاهُ على دينِ الهدى دُفِنتْ = أنواره بقلالِ الطِّينِ والخَزَفِ

وا حسرتاهُ فقد غُمَّتْ دلائلُهُ = في طَمْسِ نَهْجٍ وفي تسويدِ مُنحرفِ