أتتك الحرائر يا قدسنا

خديجة وليد قاسم

خديجة وليد قاسم

( إكليل الغار )

 يا قدس صبرا لن يطول أســــــاك

فلقد ركبت الخيل كي ألقــــــــــاك

كم ذا انتظرت رجالنا كي يفزعوا

كيما يلبوا بالنـــــــــفير نـــــــــــداك

فجرا وظهرا والمســــــاء ترددت

صرخات غوثك من هجير عداك

لكن صوتك راجع مثل الصــدى

و بنو العروبة لم يهبــــــــــّـــــوا فداك

يا ويحهم ركنوا لذل بائـــــــــــــــس

خلف العدا يســـــــعون كالأفلاك

و كأنما شربوا الهوان ثمالــــــــــــــــة

سكروا ودمع الحزن قد أضناك

و رأوا دماء الطهر سالت خلسة

هزوا الرؤوس وما دروا شكواك

آووا إلى نوم يطول سبـــــــــــــــــاته

غطوا رؤوس الذل خانوا حمــاك

و دَعَوْا صلاح الدين ويحهمُ عسى

يحيى لينقذ ضعفهم بلقـــــــــاك

بكثير جند زادهم إصرارهــــــم

بأسا يُرَوّع مَن أسىً أســـــــقاك

لكنهم لو عــــــــــاد يا قدس الإبا

تركوه وحده في هجـــــــير عِراك

و لربما قد أرجفوا بحديـــــــــثهم

أو يسخروا إذ لهفة لبّـــــــــــــــاك

يا قدس يا أرض الطهارة والعلا

لا تحزني من هـــــــــــــجرهم إياك

لا تدمعي إن طال أسرك داميا

والقيد أدمى القلب كالأشــــواك

هذي الحرائر قد ركبن الخيل يا

قدس البـــــــــــطولة يبتغين علاك

يجعلن أشلاء اليهود ترنحت

قربان فجرك من نجيع عـــــــــداك

قد كنّ يصنعن الأكاليــــل التي

من غار نصـــــــــر تحتمي بحماك

ليتوجوا هام الرجال بعـــــــــزة

من بعد تحرير لأرض رُبــــــــــــاك

لكن ومن بعد التقاعس لم يعد

غير النفير ليحتوين بُـــــــــــكاك

يصنعن من شَعر الإباء جديلة

و بها يقـــــــدن الخيل كي تلقاك

ها قـــــــــــــد أتيْن بعـزة مجبولة

بالنخوة انطلـــــقت تزيل أذاك

يروين زهر الأقحوان من الدما

والروح ترخص تستطيب فداك

فالعيش صار من المذلة حنظلا

وجب الفداء لنستعيد هناك

يا قدس مدّي بالحبال وشائجا

فقلوبنا قد شاقــــــــــــــها مرآك

و لتقبلي دمنا أتاك معانقــــــــا

طهر الثرى فلـــــــــكم براه هواك

سنـــــــــعود نزرع زهرنا برباك

والزهر ليـــــــــــــــــس يروقه إلاك