حالة عشق

صدقي الشعباني

صدقي الشعباني

هوى مستبدّ في الفؤاد وفي الحشا

وفي أضلعي قد أرّقتني ظنونه

وكنت خليّ البال لم أسهر اللّيل

الطّويل وما أخنت عليّ عيونه

وما سهّدتني الذّكريات إذا انطوت

بقلبي وما خلت الظّباء تخونه

لقد شتّتت حبل التئامي لواحظ

رمتني بسهم منكرات سمومه

وأودت بصبري عند كلّ ملمّة

تقاطيع خدّ جمّلته فنونه

**************

(( لوعة ))

هذه كأسي نديمي إنّني أت

رعتها فاشرب معي كأسي اختصاما

وتعتّب بدلا عنّي إليها

إنّها زادتني سهدا وضراما

وشكتني وهي تدري أنّها أو

دت بقلبي بعد ما كان التئاما

ولساني يشتهي لو بادلته

 كرما  بعض حديث أو سلاما

قد تهجّى اسمها سرّا ولكن

يتأبّى الاسم إذ ينوي الكلاما

فاسقني يا صاح من أكنافها خم

را تناهت في ثناياي انهزاما

واسقني لا تسأل الكأس الّتي أع

طيتني كانت قروحا أو غراما

ليتها كانت توافي مرّة وا

حدة في الخمر برقا أو غماما

يكفني من حسنها الطّيف الّذي لو

جاوبته الرّوح رمزا لاستقاما

فاسقني، هات الّتي كانت دمي ثم

(م) ملاذي والهوى ثمّ الختاما

يا نديمي روّني في كلّ عظم

من وعود تحتفي بالوصل عاما

ووعيد في سنين إنّها الشّرع

الذي يستنّ حلاّ أو حراما

فاسقني حتّى أرى ما لا أرى كا

ن سرابا أو شرابا أو مداما

ثمّ لا تبق شكاة بفؤادي

للّتي صدّت وسامتني انعداما

إنّها لو أوردتني كلّ صعب

وورت ناري وزادتها اضطراما

ستظلّ الحبّ والحبّ الّذي لو

غاض يوما فاض دهرا مستهاما

ستظلّ الآية الكبرى إذا رتّ

لتها قرآن بوح فهو يعروني

انتظاما

(( صور/ صباح يوم الخميس ))