أَنَا السُّورِي
د.فاطمة محمد العمر
f-alomar@hotmail.comوَاهتِفْ بِالقَومِ: أَنَا السُّورِي
تَارِيخِي قِصَّةُ أَمجَادٍ
وَحَضَارَةُ أَجيَالٍ مَرَّتْ
مِن مَاءِ العَاصِي آهَاتِي
أَتَبَرْعَمُ حُبّاً فِي دَرْعَا
وَبِحَورَانَ سَنَابِلُ قَمحٍ
وَدِمَشْقُ تَفُوحُ رَيَاحِيناً
إِنْ غِبتُ قَلِيلاً عَن دُومَا
وَالكَرْمُ بِدَارَيَّا يَزهُو
وَالفُستُقُ فِي الشَّهبَاءِ نَمَا
فِي الحَسَكَةِ لَو يَخْفِقُ جُنْحِي
فِي تَدْمُرَ أَكتُبُ كَلِمَاتٍ
وَالبَحرُ بِجَبْلَةَ يَدْعُونِي
وَغَدَائِي بَامِيَةُ الدَّيرِ
وَعَشَائِي لَبَنُ البَابِ أَتَى
وَأَبِي عَرَبِيٌّ .. لَكِنِّي
وَالشَّرْكَسُ خَالِي .. وَصَدِيقِي
سُرْيَانٌ جِيرانِي .. وَأَخِي
ومن الآرام معلمتي
وَهَوَيتُ مِنَ التُّرْكِ فَتَاةً
سُنِّيٌّ .. أَعْتَزُّ بِدِينِي
أَحتَرِمُ جَمِيعَ مَذَاهِبِنَا
بِتَنَوُّعِنَا نَبنِي وَطَناً
هَذِي سُورِيَّةُ يَا قَومِي
وَأَنَا السُّورِيُّ شُعَاعُ هُدًى
مَن مِثلِي يَتَحَدَّى قَصفاً
أَرسُمُ ضَحَكَاتٍ مِن أَلَمِي
وَأَزُفُّ إِلَى الجَنَّةِ أَهلِي
يَتَطَاوَلُ فِي البُنيَانِ فَتًى
فَدَعُوا الأَعرَابَ بِنَومَتِهِْم
عُودُوا لِمَخَازِيكُمْ .. عُودُوا
حُرِيَّةُ شَعبِي طُوفَانٌ
أَموَاجُهُ دَمعَةُ أَيتَامٍ
كَم هَانَ العِرضُ بِشِرْعَتِهِمْ
كَم أُمٍّ ثَكْلَى تَتَلَوَّى
وَعَذَابُ التَّهجِيرِ جَحِيمٌ
سَنَنَالُ الحُرْيَّةَ رُغماً
لا نَالَ عَزِيمَتَنَا حَرٌّ
مَا أَوْقَفَنَا عَدُّ شَهِيدٍ
لا نَضعُفُ إِن زَادَ بلاءٌ
لَن يَثْنِينَا ظُلمٌ يَطْغَى
أَو عُهْرُ سِيَاسِيٍّ يَهذِي
لا يَعرِفُ غَيرَ مُخَادَعَةٍ
فَالحَاكِمُ إِنْ عَادَى شَعباً
قَزَمٌ يَتَحَدَّى عِملاقاً
وَنِهَايتُهُ مَهمَا طَالَت
سَتَعُودُ الشَّامُ لِعِزَّتِهَا
وَبِعَزْمٍ تَمضِي ثَورَتُنَاسَأُضِيْءُ العَالَمَ مِن نُورِي
تَتَحَدَّى مِن خَلفِ عُصُورِ
رُسِمَتْ بِقلاعٍ وقُصُورِ
وَهِضَابُ الجَولانِ جُذُورِي
فَتَرَى فِي القَامِشْلِي زُهُورِي
وَمِنَ الرَّقَّةِ تَأتِي بُذُورِي
وَبِحَلَبَ دَكَاكِينُ عُطُورِي
فَحَرَسْتَا تَشهَدُ بِحُضُورِي
مِن مَاءِ فُرَاتٍ مَوفُورِ
وَالسُّوقُ لَهُ جِسرُ شُغُورِ
فَبِحِمصَ تَرَى سِرْبَ طُيُورِ
كَي تَقْرَأَ طَرطُوسُ سُطُورِي
فَتُرَتِّبُ أَعزَازُ أُمُورِي
وَبِإِدْلِبَ زَيتُونُ فُطُورِي
مِن مَرعَى الحَقلِ المَنصُورِ
أَحْيَا فِي حَيٍّ آشُورِي
كُرْدِيٌّ مِنْ أَرضِ الهُورِ
يَعمَلُ لِلأَرمَنِ بِسُرُورِ
بِيَدَيْهَا مِفْتاحُ عُبُورِي
فِي الحُسنِ بَدَتْ مِثلَ الحُورِ
وَأُحَيِّي عِيسَى بِنُذُورِي
لا أُخفِي فِي الحَقِّ شُعُورِي
يَتَفَتَّحُ كَالوَردِ الجُورِي
أُغنِيَةُ سَلامٍ وَطُهُورِ
فَاعذُرْنِي إِنْ زَادَ غُرُورِي
وَجُنُونَ القَتلِ بِمَنشُورِ
وَأَمُدُّ إِلَى الفَرحِ جُسُورِي
وَأُلاقِي القَاتِلَ بِحُبُورِ
وَأُمَهِّدُ فِي الأَرضِ قُبُورِي
قَد جَاؤُوا بِسَعْيٍ مَشكُورِ
وَدَعُوا عَنْكُمْ قَولَ الزُّورِ
يَتَقَدَّمُ مِن خَلفِ السُّورِ
أَو آهَةُ شَيخٍ مَقهُورِ
وَالقَيدُ لِحُرٍّ مَأسُورِ!!
أَلَماً لِشَهِيدٍ مَبرُورِ!!
يَسْتَعِرُ بِتَهدِيمِ الدُّورِ
عَن كُلِّ حَقِيرٍ مَأجُورِ
أَو ضِقْنَا بِبَرْدٍ مَقْرُورِ
أَو أَوْهَنَنَا مَرُّ شُهُورِ
أَو نَعرِفُ مَعنًى لِفُتُورِ
أَو نَهشَةُ كَلبٍ مَسعُورِ
لا يَأْبَهُ لِدَمٍ مَهدُورِ
وَيَسِيرُ عَلَى دَربِ فُجُورِ
سَيَعوُدُ بِرَأْسٍ مَكسُورِ
فَيَدُوسُهُ مِثْلَ الصَّرصُورِ
جُرْذٌ يَقفِزُ بَينَ جُحُورِ
وَيَعُودُ لَنَا جَبَلُ الطُّورِ
بِمَلامِحِ نَصرٍ أُسطُورِي