كيف تكون شاعرا؟

لطيفة حساني

كيف تكون شاعرا؟

لطيفة حساني

هل تركت الكون مرغوما وغرتك السحب؟

هل بسن الزهر خاصمت اللعب؟

هل سلبت الدمية الحسناء من دون سبب؟

هل تمردت على ضعف العرب؟

هل بنيت القصر من كوخ خرب؟

هل كتبت الموت من قبل اللقب؟

هل سلبت الموطن الزهري طغيانا بكف من لهب؟

هل تضورت غيابا في غياب نحو منفاك الأخيــــــر........

نحو بعد الذات دوما تقترب

هل أتاك الموت في ثوب الطرب؟

هل جمعت الكون في قلب تشظى وانقلب؟

هل كنت ترسل للفراغ قواربا تغتالها ريح الكرب؟

هل كنت تكتب بالدموع وبالرحيل وبالغضب؟

هل كنت ترتقب السنابل وهي تعطيك الوعود

ومر عام ثم عام ثم عام ثم عدت وجدتها

تبكي انتظارك والتمني والجدب؟

وعبرت فيك عبورمن ضاقت به أرض

لتتسع الأغاني والكتب؟

هل كنت تغزل في الهزيع ثياب حلم

كي يجيء الصبح في ثوب الحداد

معزيا فيك الفقاعات الجلية والصخب؟

أو هل تبناك الجنون كما يجب؟

حتى ترى ثمر الذرى متساقطا بين العنب؟

وترى السماء تسير في حي قديم قد تناساه العتب

وتراك طفلا تلتقي نار النوايا بالهدايا واللعب

تلج الرزايا والمطايا من شهب

هل ألبستك الريح بعض جنونها؟

هل دمعك المرتاب سح أمام مرآة الفؤاد

 كأنها عمياء تجهل ماالسبب

هل دثر الوهم الطويل سنين عمرك

بعدها في نصف صحو عمرك الغالي هرب

هل كنت في كف القبيلة قوة عند الطلب؟

ورموك حين مضى الزمان المضطرب

هل لذت بالصمت الطويل ولم يعد يجدي كلام.......

هل صرت تبحث عن عناوين الغياب

وغربت فيك المحطات الحزينة

وارتمى الطير الجريح على بساط من لهب؟

هل حملتك الدار سر غيابها؟

هل برعم الزيتون في منفاك واحتل المكان

وأحرقوه ............

وأطفأوه ............

وأحرقوه ...........

وأطفأوه ...........

وعزروه بكل أنواع الكذب

هل في صباح العيد ترفل بالثياب .........

وفي غداة العيد ياذاك العجب

بصبيحة الأضحى رأينا من يكون أخي إذا حل الغضب

لاحي إلا الله ياصورا تجادل أننا للآن مازلنا عرب

أوهل تذوقت المرار بكف إخوان تخلوا عن بدايات النسب

هل شاخ في عينيك دمع الطفلة الخرساء

دون حنان مأوى أو أخ أو ظل أب؟

هل أنت هذا كي تكون الشاعر المشهور مابين العرب