يؤَرّقني الحنين إلى الشّهادة

د.حسن الأمراني

د.حسن الأمراني

[email protected]

أنام على سرير من سهاد

وأهجر فيك من شوقٍ رقادي

يؤرّقني الحنين ولست أدري

أعن قربٍ أسهّد أم بعاد؟

أحنّ إذا اقتربت، وحين تنأى

حنيني السيْل يجرف كلّ واد

أعفّ إذا اقتربت، وحين تنأى

تظلّ شفاهي الظمأى تنادي

وتختلج الدّلاء إليك لكنْ

هي التقْوى تصدّ عن المراد

وما بين اقتراب وابتعاد

يظلّ القلب يلهث كالجواد

ويهتف إنْ سهامٌ جرّحته

وسار مشردا في كلّ واد:

(أريد حياته ويريد قتلي

عذيري من خليلي من مراد)

أرى الضعفاء بعد الأمن صاروا

وما اجترحوا يداً غرض الأعادي

هنا قصْفٌ وتدميرٌ وقتلٌ

فهل خُتِمَتْ شفاه بالسِّداد؟

وما صبْرٌ على كأس بذلّ

وفي الفلوات متسعٌ لصاد؟

ألا يا سيّد الشهداء عذرا

وقد عَدَتِ البغاة على البلاد

وأصبح موطنُ الإسْراء نهباً

لباغ أو لطاغ أو لعاد

وصار السّجن منزل  كل حرّ

ينادي القوم: حيّ على الجهاد

أفدّي فتية نهضوا كراماً

يلاقون المنايا باعتداد

يقودهمُ فتى برّ همامٌ

تألّق كوكبا وسط السوادٌ

أعرني يا فداك أبي وأمّي

بهاء العزم ضمّخ بالرشاد

وخلّ لذي الفقار على حسامي

يداً ترمي فتظفر بالسداد

وهاك دمي مداداً للمعالي

إذا ما احتجْت يوما للمداد

وخذ صدري لدى الهيجاء درعا

ولا تحزن إذا شقوا فؤادي

سيقرأ فيه كلُّ محزونٍ سقيم:

ألا إنّ الشهادة خيْر زاد