حماة الجريحة

أحلام النصر

أحلام النصر

ما أشرقتْ شمسٌ وَضاءَ النُّورْ .... عنْ مثلها ، ما غرَّدَ الشَّحرورْ

فهيَ السَّناءُ هيَ الصُّمودُ هيَ العُلا .... تلكَ الجريحةُ شعبها مقهورْ

كمْ قاستِ البلوى سنيناً داروا .... مِنْ قسوةِ الباغي الَّذي يَشتارُ

سفكَ الدِّماءَ الزَّاكياتِ بأرضها .... مِنْ عبقها قدْ غارتِ الأزهارُ

وَاليومَ فجرُ النُّورِ عنها غابا .... وَأتى اللِّئامُ فحطَّموا الأبوابا

خدعوهمُ بالإنشقاقِ كِذابا .... حلوانُ شهرِ الصَّومِ كانَ عذابا !!!

أحماةُ يا أرضَ الملاحمِ فاصبري .... ليلُ الطُّغاةِ المدلهمُّ انجابا

وَالنَّصرُ للأوطانِ أقبلَ فرحةً .... مثلَ النُّهيرِ أتى الورى منسابا

أحماةُ إنَّ الحرَّ يأبى أنْ يُهانْ .... مهما يعاني مِنْ أسىً طولَ الزَّمانْ

فالحرُّ حرٌّ لا يعيشُ مذلَّةً .... هيهاتَ ، إنَّ الموتَ أحلى مِنْ هوانْ

أحماةُ هاكِ العهدَ وَالتَّصميما .... أنْ أستمرَّ على الفداءِ مقيما

فبلادنا ترجو شباباً صامداً .... يحمي الدِّيارَ وَيُسعِفُ المكلوما

ما زالَ جرحُ الأمسِ فينا غائرا .... يبكي دماً ، يروي الجرائمَ ثائرا :

كمْ كانَ حافظُ مجرماً متوحِّشاً ! .... كمْ كانَ وغداً مستبدّاً غادرا !

قتلَ الشَّبابَ معَ الكهولِ بحقدهِ .... ثكلَ الثَّكالى ، يتَّمَ الأطفالا

وَطفى بكلِّ جهالةٍ متجبِّراً .... سامَ البلادَ بأسرها إذلالا

هلْ ظنَّ أنَّ اللهَ ينسى ما جرى ؟! .... أو أنَّهُ يَذَرُ الطُّغاةَ أيا تُرى ؟!!

أبداً فإنَّ اللهَ ربِّي قاهرٌ .... وَيعاقبُ الأشرارَ مقتدراً يرى

هذي حماةٌ أيُّها الوحشُ الَّذي .... ما خافَ ربّاً ما درى سوءَ المصيرْ

فَعَدا كوحشٍ حاقدٍ مستكبرٍ .... سحقَ القلوبَ بقسوةٍ قتلَ الزُّهورْ

كمْ مِنْ صغيرٍ باتَ يبكي لوعةً : .... " أينَ الأبُ الحاني وَأينَ رفاقي ؟!

أينَ الملاعبُ ؟! وَالسَّعادةُ أينَها ؟! .... اغتالها جمعٌ مِنَ الفُسَّاقِ !! "

يبكي وَيسألُ حائراً متألِّما : .... " هذا الرَّئيسُ فكيفَ يغدو مجرما ؟!!!!!!!

إنْ رامَ شعبي عزَّةً سيرى الرَّدى !!! .... وَالجُرْمُ كلُّ الجُرْمِ : أنْ نتكلَّما !!!!!"

يا أيُّها الباغي الَّذي تحتَ الثَّرى .... لعناتُ ربِّي فوقَ هامِ الظَّالمينْ !

كيفَ استطعتَ الإعتداءَ على الورى .... ظلماً وَإجراماً بجندٍ آثمينْ ؟!!!

تبَّتْ يداكَ وَإنَّنا شعبٌ أبيْ .... صاغَ البطولةَ ، عزمُهُ أبداً فَتِيْ

قدْ علَّمَ النَّاسَ الكرامةَ وَالعُلا .... شعبٌ شجاعٌ مؤمنٌ ثَبْتٌ قويْ

لونُ الدِّماءِ غدا هنا إشعارا .... قدْ كانَ في مأساتنا تذكارا

وَإذا بهِ قدْ فجَّرَ الإعصارا .... يستصرخُ الأحرارَ وَالثُّوَّارا

هذي حماةٌ قدْ حَمَتْ أوطاني .... هذي حماةٌ شعلةُ الإيمانِ

بلدٌ عظيمٌ فاحَ عزّاً وَسَنا .... قدْ ثارَ ضدَّ الشَّرِّ وَالطُّغيانِ

هذي حماةٌ حبُّها يغزو الجوى .... مأساتُها نارٌ على العدوانِ

أبناؤها غُرٌّ أشاوسُ كلُّهمْ .... تحريرُها هوَ واجبُ الشُّجعانِ

لكِ نبضُ قلبي وَاعتزازي وَالقلمْ .... كتبَ القصيدَ مخفِّفاً عنكِ الألمْ

فانسي المآسيَ كلَّها وَلْتفرحي : .... إنَّا بعونِ اللهِ حقَّقنا الحُلُمْ !