يا لاذقيَّةَ عزِّنا

أحلام النصر

أحلام النصر

يا لاذقيَّةَ عزِّنا بوركتِ يا أرضَ الفداءْ

للهِ دَرُّكِ دُرَّةٌ بالحسنِ غالبتِ الضِّياءْ

أخذتْ منَ الجبلِ الثَّباتَ الشَّامخَ العالي الإباءْ

غرفتْ منَ البحرِ الرَّزانةَ وَالعطاءَ معَ الصَّفاءْ

قبستْ منَ الغاباتِ سحراً رائعاً فيهِ البهاءْ

زرعتْ سهولَ الخصبِ أشجارَ المودَّةِ وَالإخاءْ

هيَ جارةُ البحرِ الكبيرِ منارةٌ تحوي العلاءْ

وَعروسُ ساحلِ سوريا تاهتْ دلالاً في حياءْ

لمْ ترضَ بالذُّلِّ المقيتِ فإنَّهُ للحرِّ داءْ

قدْ كافحتْ عزّاً لتحفظَ مجدَها فوقَ السَّناءْ

وَلِذا أوانَ الثَّورةِ الغرَّاءِ هبَّتْ بالمَضاءْ

ثارتْ على الظُّلمِ الوبيلِ بعزمةٍ تحكي البَراءْ ....

مِنْ كلِّ خوَّانٍ وضيعٍ كانَ للبلوى رداءْ

هتفتْ بكلِّ ثباتها : غوروا أيا جندَ الوباءْ !

إنَّا بلادٌ حرَّةٌ لا ليسَ تعرفُ الانحناءْ !

سوريَّتي وطني الحبيبُ لهُ الودادُ معَ الولاءْ

وَاللاَّذقيَّةُ لا تحيدُ اليومَ عنْ دربِ الفداءْ

أبناؤها الشُّرفاءُ ديدنُهمْ ثباتٌ معْ وفاءْ

بالرُّوحِ يفدونَ البلادَ وَلا يبالونَ العناءْ

يمضونَ في صبرٍ عظيمٍ ليسَ يهزمهُ البلاءْ

وَتَراهمُ يدعونَ ربِّيَ بانكسارٍ معْ رجاءْ

وَيعاهدونَ الأرضَ بالتَّحريرِ عهدَ الأوفياءْ

حتَّى تعيشَ السَّعدَ مِنْ بعدِ المآسي وَالشَّقاءْ

وَتعودَ للمجدِ التَّليدِ عزيزةً تحيا العطاءْ

قهرتْ بني قرداحةٍ بالعزمِ بالحقِّ المُضاءْ

أعطتْهمُ درسَ المقاومةِ الصَّحيحةِ في جَلاءْ

كشفتْ خيانةَ حافظٍ رأسِ الخيانةِ وَالبلاءْ

فإذا بهِ قردٌ خؤونٌ لا يملُّ مِنِ التواءْ

وَاللهِ حُقَّ لوالديهِ مآتمٌ معها رِثاءْ !

هذا القُرَيدُ بهِ ابتلتْ كلُّ البلادِ وَلا عزاءْ !

أنتمْ وَحزبكمُ الأثيمُ جواربٌ لا بلْ حذاءْ !!

لا ليسَ تحريرُ البلادِ قضيَّةً فيها شراءْ !

لا بدَّ للنَّصرِ العظيمِ مِنَ الخسائرِ وَالدِّماءْ

فاليُسرُ يأتي بعدَ عسرٍ كالرَّبيعِ معَ الشِّتاءْ

هيَ سنَّةُ المولى الحكيمِ لكي نعيشَ الإرتقاءْ

وَنعودَ للدِّينِ القويمِ بتوبةٍ معها دعاءْ

فاللاَّذقيَّةُ كافحتْ ضدَّ الجرائمِ وَالعِداءْ

كمْ عانتِ الألمَ الشَّديدَ مِنَ الذِّئابِ الأشقياءْ

قدْ طالما راموا إبادةَ عزمها بالإعتداءْ

فصمودها قدْ غاظهمْ ، لمْ يعرفوا سرَّ الفداءْ

لمْ يفهموا أنَّ الشَّريفَ يَرُومُ عيشَ الأصفياءْ

أو أنَّهُ كالطُّهرِ لا يرضى السُّخامَ أوِ العِواءْ

لمْ يفقهوا أنَّ الشَّريفَ كما الجبالُ لهُ إباءْ

فَتَراهُ يأنفُ ذِلَّةً ، وَتَراهُ يجهلُ ما المواءْ !

وَتَراهُ يصبرُ لا يملُّ وَلا يقولُ : متى الفناءْ ؟!

إذْ إنَّهُ يدري بأنَّ لهُ معَ النُّعمى لقاءْ

وَبأنَّ ربِّيَ قادرٌ لا ليسَ ينسى مَنْ أساءْ

هذي المعاني في بلادي رافقتنا كالهواءْ

وَاللهُ أكبرُ سوفَ يبقى خالداً هذا النِّداءْ

وَاللهُ أكبرُ موطني حرٌّ كما طيرُ السَّماءْ