يعود للمحارب الوطن

علاء الدين العرابي

علاء الدين العرابي

عضو رابطة الإسلام العالمية

[email protected]

سحائب الظلام في الأفقْ

تقودنا  إلى الغسق

وتنسج العناكب الدُجى

وتبذر القنوط في النفوسْ

وتقتل الأمل

سحائب الظلام تصبغ الحياة

وتقتل الكلام في الشفاه

وتسحق القلم

سحائب الظلام 00 تعود من جديد

تنام خلف عشها الطيورْ

وحولها البنادق التي تدور

لتزرع الرعاف في الصدور

وفي المساء تعلن السفر

فسجنها وطن

وفي الطريق ترسل الطيور من نشيدها

وطن .. وطن .. وطن

وأين أنت يا وطن ؟

وأين شمسك التي تبث دفئها ؟

وأين غُصنيَ الوثير ؟

وأين في الحقول قمحنا ؟

وأين صفحة الغدير ؟

    ******

سحائب الظلام في الوطن

 تعيق موكب الصباح

لكنها سحائب تمر في الطريق

فيسكن المحارب الجريح

وينعس الألم

سرعان ما يفيق

سرعان ما يودع الجراح

وينتفض ..

يقيم ركعتين من صلاته

ويستعيد قلبه الحُلُمْ

يقوم من جديد

يواصل المسير

ويلبس العزيمة التي تعيده لساحة القتال

ولامة الأمل

وفي الصباح 

وحين يرجع الفلق

ويكشف السنا مواقع النفير

يخوض لجة الجراح

يقابل الشموس في الضحى

ويجمع الرماح من سنابل الشعاع

ويركب الحصان

حصانه الأمل

حوافر الحصان تعلن النفير

تزف للجموع نفحة الأثير

وخصمُهُ يعاند القدر

ويلعن الهجير

قنوطه زفير

زفيره بلا ضمير

أنفاسه تودع الحياة

شهيقه زفير

أنفاسه زفير

زفيره زفير

وفي نهاية المسير

يعود للمحارب الوطن

**********

يعود للمحارب الوطن

وترجع الطيور تستعيد موجة البكور

وأغنياتها التي تحجرت

تعود للظهور

وطن ..

وطن ..

وطن ..

غناؤها وطن

لحونها وطن

سماؤها وطن

وعشها الذي انكسر ..

يعود دفئه

وحقلها الذي اندثر ..

يفيض قمحه

********

يعود للمحارب الوطن

وحين يكشف المحارب الوشاح

عن وجهه الفتيّ

هناك خلف صحوة النهار

وقد تساءل الرفاق

عن وجه ذلك المحارب العنيد

السمرة التي بوجهه تعيدنا إلى البعيد

تمدنا بهالة من الفخار

وذكريات من سنا المسار

وصفحة انتصار

على العبيد من جحافل التتار

على الطغاة في موائد الصغار

على السجون عندما تضج بالقيود

على القيود عندما تلف معصم الكبار

السمرة التي بوجهه 

تقاوم الظلام

وتفتح العيون للشموس

وتنشر الأمل