الحياة بعد 15 آذار 2011 لن تكون كما قبلها
م. شاهر أحمد نصر
... قد يطول المخاض، ونخسر الكثيرين، ويتساقط الكثير من الأوراق، والبنيان "كما تسقط قشرة حبة القمح"... إنما الحياة ستستمر... وبعد كل هذه التضحيات، والآلام، واهم من يردد متغنياً بشعارات الماضي... وواهم أكثر من يعتقد أنه منتصر، جاحداً حقوق كل هذه الدماء والدمار والمعاناة والضحايا ـ إذ لم يعد الوقت وقت التغني بالانتصارات، بل وقت حقن الدماء، وتخفيف المآسي والدمار ـ وأكثر وهماً من يعتقد أن الحياة بعد عام 2011 ستمضي كما قبله؛ فلا بد لهذه الأحداث الجسام من أن تترك آثارها على مسيرة الحياة، ويدفع تراكمها إلى واقع جيد، وإلى إعمال العقل، وتلمس سبل الحل، وأساسه تغيير ما يقود إلى التعفن، والفساد، والدمار، وتلبية متطلبات الحياة والعصر، في بناء بنية سليمة تنسجم مع تطلعات الشعب، ومحاسبة كل من تسبب في سفك دماء السوريين... ويبقى شهداء الوطن جميعاً من عسكريين ومدنيين ـ الذين ننحني تحية لأرواحهم ـ ، وآلام المعتقلين، والأطفال، والمخطوفين، والنازحين، والمهجرين، ومعاناة من دمرت بيوتهم وممتلكاتهم، شعلة في ضمائر السوريين، تحفزها على ضرورة إعمال العقل، ووقف هذه المرحلة المأساوية، عسى الملحمة السورية تختتم فصولها بلوحة تليق بسوريا والسوريين!