في ذكرى النكبة ١٩٤٨
بين نكبتنا في فلسطين ١٩٤٨ ونكبتنا في سورية ١٩٦٣ خمسة عشر عاما فقط ..
وتحت هذا العنوان يمكن أن نكتب مجلدات نشرح فيها التلازم والتصاقب بين النكبتين.
وما امتدت نكبة فلسطين واحدا وسبعين عاما إلا لأن نظاما قام في دمشق منذ أربعة وخمسين عاما يحمي الكيان ويحتضنه ويعمق النكبة الأولى بالثانية ، ويوسع مساحتها لتمتد أبعد من الفرات الذي رآه حدا لهم بنو صهيون .
لا نريد أن نتحدث عن وحدة القضية بأسلوب رومانسي عاطفي
ولا نريد أن نجري مقارنات بين أساليب وطرائق الناكبين وإنما الذي نريد أن نؤكد عليه في هذه الظروف الدقيقة والصعبة في تاريخ أمتنا ومنطقتنا هو أن أي اختلال في وعي حقيقة التلازم بين الأدوار الصهيوني والصفوي والدور الوظيفي المكمل لنظام بشار الأسد وجميع أنظمة الاستبداد العربي يعني أن تمتد نكبتنا الموحدة أطول وأطول ..
عاملان مؤثران في النكبة وامتدادها : مكرهم يعمقها ويوسعها . ووعينا يحجمها ويرفعها . الوعي الذي يثمر الوحدة والقوة والصواب والرشد .
اجتمع محور الشر العالمي على فلسطيننا وأهلها سنة ١٩٤٨ كما لم يجتمع قط حتى صرنا إلى ٢٠١٢ لنجد هذا المحور يجتمع من جديد بالطريقة نفسها والأسلوب نفسه على سوريتنا وأهلها. تلازم يجب أن نتعلم منه الكثير.
كسر دائرة الشر سيكون من طرفها الأضعف . وليس أمامنا إلا أن نتسلح بالوعي والصبر وأخطر شيء أن يظن بَعضُنَا عدوا صديقه ..
ومن يغترب بحسب عدوا صديقه ..
إدارة المعركة الفكرية والسياسية بأبعادها قد تطول ولكن النكبة أبدا لن تدوم بل دائما نستبشر بالنصر القريب..
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)