تسليم اللاجئين إلى قاتلهم جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل المجرمين

زهير سالم*

للمرة السابعة والسبعين ما تزال الميليشيات الحزبللاوية والعونية تمكر باللاجئين السوريين ، وتسوقهم قسرا إلى يد جلادهم في دمشق .

بالأمس قامت القوات العونية وميليشيات جبران باسيل متحالفة مع ميليشيات حسن نصر بتسليم 1500 لاجئ سوري إلى نظام القتل والإبادة في سورية .

في مرة سابقة وبعد 24 ساعة من تسليم بعض البؤساء من العاثرين قام فريق بشار الأسد على الفور بقتل عم واثنين من أولا د أخيه ، وقد ضجت في وقتها المنظمات الحقوقية ، وأحيط كل المجرمين الضالعين في الجريمة على الطرف اللبناني بفعلتهم ولكن من لا يستحيي يظل يفعل ما يشاء .

إننا وإزاء تكرار هذه الجرائم والمصنفة دوليا بأنها جرائم ضد الإنسانية ، نحب أن نؤكد على كذب كل الادعاءات التي تتذرع بها ميليشيات الخوف والفزع اللبنانية ، والتي تزعم أن هذا الإكراه على العودة قد تم باختيار العائدين ، وبناء على رغبتهم الطوعية. ولنؤكد بالتالي أن كل هذه العمليات إنما تتم وفق عمليات إكراهية ، وممارسات أمنية يمارسها هؤلاء الضباع الذين لا يؤمنون بإنسان ولا بإنسانية .

ونطالب بالتالي كل المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتعاون على كشف الجريمة ، والأخذ على أيدي المجرمين .

ونؤكد ثانيا : أن الخوف الذي أخرج السوريين من ديارهم هو خوفهم من الطاغية المستبد ، ومن فتك ميليشياته الطائفية ، وبالتالي فإن إعادة هؤلاء السوريين إلى يد قاتلهم إنما هو شراكة مباشرة في جريمة القتل . ونؤكد لكل المشتركين في هذه الجرائم ، أن مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم ، وانه يد العدالة الإنسانية ستطالهم عن قريب بإذن الله ..

نذكر الرئيس عون وميليشياته بأمرين اثنين ..

أن الرئيس عون نفسه كان بالأمس القريب هاربا مذعورا من نظام الأسد ، وعاش أكثر من عقدين من عمره لاجئا خائفا في باريس ..فماذا لو قايضت الحكومة الفرنسية يوما عليه كما يقايض هو اليوم على المستضعفين من السوريين ؟!

ونذكر الرئيس عون وزمرته أن للشعب اللبناني الحر الأبي نحو ستة عشر ألف مختطف ومعتقل ومفقود في سجون الأسدين الأب والابن على السواء .. فلو كان في وجوه هؤلاء الذين يتنمرون على لاجئين خائفين مستضعفين ذرة من حياء فليطالبوا بأبناء اللبنانيين اللبنانيات اللواتي ما زلن منذ أربعين عاما يحتشدن على الأرصفة يطالبن بالأحباء المغيبين .

ليس من عادة الكرام أن يذكروا اللئام ..

ولكن هل نذكر ميشيل عون وحسن نصر بالذين فتحوا الدار أهلا ومرحبا مرة بعد مرة على مر التاريخ ..

تحية لكل اللبنانيين الأحرار الشرفاء من كل الأصول والمنابت واللعنة وسوء الدار لكل الخونة اللئام الناكرين للجميل ..

وياما يا جبس كسرت بطيخ.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية